تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Saturday 31 December 2011

معضلة المصريين المسيحيين جـ4-مفترق الطرق

"ستأتي ساعة تطلب فيها الكنيسة من أبنائها التصويت لصالح جماعة الإخوان المسلمين !! "

تبرز المعضلة الخاصة بالمصريين المسيحيين في النقطة الخاصة بالتوازنات الإنتخابية
بالتحديد مدي قابليتهم للتخلي عن طموح إرساء قواعد الدولة المدنية والمواطنة إو النضال من أجلها إذا ما كان عليهم الإختيار بين اليمين الإسلامي والأكثر يمينية أو بين المتشدد العادي والمتشدد تربيع وبين فصيل أخر ليس بالأقوي يتبني قناعة الدولة المدنية (لنقل مبدئيا أنه يتكون من الليبراليين واليسارين بمختلف درجاتهم وتنوعاتهم)

إذا كنت قد أعلنت ما أقوله الأن قبل الإنتخابات الحالية لإتهمني العديد من الناس بالخرف أو بسعة الخيال،،لكن ما حدث في الإسكندرية في جولة الإعادة خير دليل ،فقد كان علي الناخبين الإختيار بين مرشح "الحرية والعدالة" -الإخوان المسلمين وبين الشيخ عبد المنعم الشحات مرشح "حزب النور" -السلفيين والجميع يعلم ماذا حدث،،

في حالة وصول الإخوان المسلمون للسلطة مثلا سيكون في الساحة نوعين من المعارضة،ستكون الأولي المعارضة "السلفية" والثانية هي التيار المدني بمختلف فصائله.

المعضلة لها شقان: الشق الأول هو "الدور الكنسي المتوقع"،والشق الثاني هو "العقل الجمعي للمصريين المسيحيين".

إذا أردنا دراسة الشق الأول ،علينا أن نسأل أنفسنا (ونتخلي للحظات عن وجهة النظر العلمانية حتي نستطيع التخيل) "ماذا يهم الكنيسة؟" (مصالحها) والسؤال الأهم هو "ماذا تستطيع الكنيسة أن تقدم؟"
- بإعتبار الكنيسة مؤسسة دينية نستطيع فهم أنها يهمها أن ينال أبنائها "الغفران والخلاص" ويهمها أن تخدم أتباعها (توزيع العشور-المصطلح المسيحي للزكاة-علي الفقراء)،،،وقد تعمل إذاتوافرت الموارد المادية علي عمل نشاطات إجتماعية و مستوصفات طبية للمسيحيين والمسلمين... وأخيرا أن تتمكن من الحصول علي تراخيص لعمل توسعات أو بناء كنائس جديدة لإستيعاب أفرادها.كل هذا ليس موضوع بحثنا الأن
فلنكن أكثر تحديدا،"ماذا تستطيع الكنيسة أن تقدمه سياسيا؟"
الإجابة:تستطيع التقدم بطلبات للحصول علي تراخيص لبناء كنائس بشق الأنفس لأسباب عنصرية لا داعي لذكرها الأن.
تستطيع أيضا أن تقوم بالتوسط لدي الدولة لحل المشاكل المتعلقة بالمصريين المسيحيين (أغلب المقصود هنا هي المشاكل الأمنية-صداع جلسات الصلح بعد كل حادث طائفي).
وعلي هذا الأساس نتمكن من التنبؤ بسلوك الكنسية المصرية في ظل أي سلطة.حيث تشبه المؤسسة الدينية إلي مايشبه السفارة المعتمدة لدي الدولة المصرية لرعاية الجالية "القبطية" في مصر!
المؤسسة الكنسية لن تستطيع أن تناضل لأجل العدالة أو المساواة أو المواطنة،لأنها بخلاف إهتماماتها الروحية لن تهتم سياسيا سوي بالحصول علي تراخيص بناء الكنائس والتوسط لحل المشكلات الأمنية كما ذكرنا،،كما أنها لن تتمكن يوما (وسيكون من غير المقنع)أن تنادي من أجل المدنية (غير منطقي تسعي مؤسسة دينية سعي سياسي من أجل فصل الجهات الدينية عن الحكم أو السياسة)
وعلي هذا فإن الكنيسة فعليا لا يفرق معها شكل الدولة الموجودة ماداتمت ستحقق أهدافها

بخصوص الشق الثاني المعني "بالعقل الجمعي للمصريين المسيحيين" فهو مسكون بالخوف بدرجاته المختلفة بدئا من "القلق"وصولاً "للهلع"
علي المصريين المسيحيين أن يفكروا ويقرروا أي الإتجاهين سيسلكوا
١-الإتجاه الأول وهو الإنسياق وراء القيادة الكنسية (للتصويت للإخوان في حالة وصول الإخوان للسلطة بهدف: الحصول علي تسهيلات لبناء الكنائس "لو سابوهم يبنوا أصلا" وأيضا خوفا من السلفيين ،،،،أو التصويت للسلفيين بهدف لا أعلمه-لا أظن إن السلفيين هايسيبوهم يبنوا كنائس أصلا- وخوفا من فصيل إسلامي أخر أكثر تشددا من لسلفيين بالتأكيد هو موجود حتي وإن لم أكن أعلم إسمه،،عندما يصل اليميني للسلطة يهئ المناخ أوتماتيكيا لبروز الأكثر يمينية،،،وهكذا)
وفي هذه الحالة سيكون المصريين المسيحيين أحد المشاركين في نحر حلم الدولة المدنية التي تقوم علي أسس المواطنة والمساواة،بمعني أصح سيكونوا إشتروا البعض بالكل!!

٢-الإتجاه الثان هو تجاهل المصلحة القريبة والصفقات الإخوانو-كنسية والنضال من أجل تأسيس دولة مدنية حقيقية تقوم علي أسس صلبة من المواطنة التامة والمساواة الكاملة.

لكي يحدث هذا وينطلق المصريين المسيحيين من أسر الفكر السياسي الكنسي المحدود يجب أن يعلم المصريين المسيحيين ويدركوا هذه الحقائق بشكل كامل
١-الكنيسة فعليا لا يفرق معها شكل الدولة الموجودة مادتمت ستحقق أهدافها
٢-الكنيسة ككيان ديني لا يمكن عن طريق ممارسة السياسة أن تتبني الدعوة لفصل الدين عن السياسة
٣-الكنيسة لن تعبأ يوماً بالنضال لأجل المواطنة التامة والمساواة الكاملة،بل العكس.سترد دائما علي شكوي أبنائها بأقوال وأيات مستخدمة في غير محلها لتبرير قبول "الإضطهاد والتمييز" ،،بل والفرح بهم (وعدم مقاومتهم أو النضال سلميا ضدهم)
٤-الحصول علي أحد الحقوق المشروعة(بناء الكنائس أو عمل توسعات أو أعمال صيانة بها) في مقابل مساندة السلطة لسحق وتهميش المعارضة المدنية لن يفيد الأجيال القادمة ولا الحالية بشئ
تخيلوا معي،،أن تتخلي عن مناصرة مبدأ المواطنة والمساواة وإعمال القانون علي الكل بدون تفرقة،،وفي المقابل تأخذ جائزتك (ترخيص لبناء كنيسة ،،إللي هو من حقك أصلاً) وبسبب تخليك عن التيارات الداعية للمساواة:تحرق الجدران الخرسانية أو تهدم فوق رأسك دون محاسبة الجناة،وتقوم أوتوماتيكياً بعمل تظاهرات تتجاهلها الدولة كالعادة،ثم تفضها الدولة بمجزرة وترتد عائداً إلي جدران كنيستك للبكاء علي ما تم لك (وكأنها منظمة حقوقية)فتصل إلي أن من قتلوا شهداء وهم "في حضن الأب" ،،وتصرح المؤسسة الكنسية برفضها للتحقيقات الدولية (التي تم الشروع بها بسبب ضغط وتجريس السلطة المصرية بالصور والفيديو لدي الأجانب) وهكذا نستمر في هذه الدائرة المفرغة إلي أن ينتهي العالم أو ننتهي نحن ،،،أيهما أسبق!!

الحقيقة أن إختياركم أي من هذين الإتجاهين سيؤثر بشكل كبير علي شكل الدولة التي سيعيش بها أولادك وأحفادكم.

مينا ضياء
28-31/12/2011
12pm
تابع المدونة علي فيسبوك
إقرأ أيضا:
معضلة المصريين المسيحيين جـ1- مفاهيم سياسية خاطئة
معضلة المصريين المسيحيين جـ2-مابيحسوش بمشاكلنا,الحل فتش عن يسوع
معضلة المصريين المسيحيين جـ3-بيت صلاة أم أداة تجميل للطغاة؟

No comments:

Post a Comment