تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Friday 9 December 2011

مرض عقلي


يصحوا من نومه علي صوت منبه تليفونه المحمول يقوم بما يقوم به كل البشر فور إستيقاظهم. ثم يلبس ملابسه في عجاله وينزل ليساهم في جعل العاصمة أكثر إزدحاما بوجوده,,يمشي وسط الزحام الصباحي الذي عادة ما يكون أقل من كل أوقات النهار ,,يمشي في مساراته اليومية المعتادة فيكون هو ومن حوله,أمامه وخلفه أشبه بالماء المتسرب من فوق سطح جبل عال. يبحث عن أقصر مسار ليمشي فيه,يتجنب العوائق ,أو الصخور العالية فيمشي بينها تدفعه قوة الجاذبية للهبوط أكثر وأكثر. كذلك مشي هو من حوله بكل إحتراف بين أكوام القمامة,و البرك المتكونة إما بفعل المطر أو بفعل طفح البكابورتات الغنية بخيرة إنتاج أهل الحي الذي يقطنه.

يصل أخيرا بعدما ركب متشعلقا,ثم واقفا,ثم جالسا إلي كليته,ينزل أمامها,يتأكد من وصوله قبل ميعاده المحدد بنصف ساعه ليضمن وجود موقع أمامي في المدرج حتي يسمع ويري جيدا ما سيلقي عليه وعلي زملائه من معلومات ليحفظها إن لم يقدر أن يفهمها ,بغض النظر في أراء من حوله حول الحفظ,فقد قرر أن يفعل ما يضمن له الكم الكافي من الدرجات حتي يضمن أن يكون من ال10 الأوائل علي دفعته طموحا في التعيين بالكلية والوصول إلي منصة تقدر أن تدفعه إلي فرص أفضل في المستقبل القريب, هذا بخلاف البرستيج بالطبع.

تبدأ المحاضرة الأولي. تدخل المدرج دكتورة بين منتصف الثلاثينات وأوائل الأربعينات قصيرة نظرتها ذكية جميلة الملامح وقورة الحضور وتقوم بالشرح لمدة ساعة ونصف بشكل متواصل إلي أن تنتهي المحاضرة بنجاح ويفهم صاحبنا ما قالته الدكتورة,ويذهب بعد المحاضرة ليسألها أسئلة متعددة,إما ليتأكد من قيامه بالفهم بشكل صحيح أو ليسألها عن أشياء كانت محيرة بالنسبة له,,ينظر إليها بشغف,ويكتب ورائها كل ما قالته بكل حرص.

في المحاضرة الثانية يذهب إلي سيكشن,تدخل معيدة صغيرة بالمقارنة بدكتورة المحاضرة الأولي,ولكنها عوضت قلة خبرتها في الشرح بالسهر ليلة السيكشن لتتأكد من قيامها بالتحضير الجيد له وللمسائل التي ستقوم بحلها مع الطلبة. ظهر هذا علي ملامحها علي شكل هالات سوداء تحت عينيها الجميلتين الناعستين. قامت المعيدة بحل المسائل بشكل جيد,وصاحبنا يكتب معها كل ما تقوله,ويسألها لماذا حللنا المسألة بهذه الطريقة وليس الأخري وأجابت عليه المعيدة إجابات مقنعة,,سألها طالب أخر سؤال محير ,أربكها في بادئ الأمر,لكنها صمتت لدقائق ثم أجابت إجابة نموذجية,سبق وأجاب إجابة تشبهها دكتور المادة في المحاضرة علي طالب أخر طرح سؤال يشبه السؤال المربك الذي تم طرحه علي المعيدة.

بعد إنتهاء السيكشن يقوم صاحبنا ليسأل المعيدة في بعض المسائل التي إستعصي عليه حله في التمرين السابق,,فتطلب منه أن يفتح كشكوله ويناولها قلمه فتمسكه ويدها معبأة بالطباشير مثل ملابسها وتحل له النقاط الصعبة أو الأفكار الغير معتادة التي لم يكن متأكدا من قيامه بحلها بشكل صحيح.

يرجع صاحبنا إلي بيته ويأكل علبة كشري إشتراها وهو في طريقه إلي المنزل, ثم ينام ساعتين ليقوم بالمذاكرة إستعدادا لإمتحان صغير لديه في اليوم التالي.

ينام صاحبنا الساعتين ثو يصحوا ويقوم بعمل كوب قهوة ليتأكد من إنه قد إستيقظ بنجاح..يقرر فتح فيسبوكه لمده ربع ساعة ليتأكد من عدم تغير محتوي الإمتحان الذي سيقوم بالمذاكرة له,,يفتح حسابه علي فيسبوك,,ويدخل جروب دفعته ليري ما كتبه زملائه.


يري علي الجروب مشادة كلامية بين طالب وطالبة تطورت لتصل إلي 200 كومنت فيثور ويشتعل غضبه ويضع يديه علي الكيبورد ويكتب :"إنتي تسكتي خالص,المرأة لا تصلح سوي أن تصبح زوجة صالحة,تخدم زوجها وأم فاضلة تربي الأولاد,,,قال تبقي مندوبة الدفعة قال!!!"

تمت

مينا ضياء

9/12/2011

10:25 am

تابع المدونة علي فيسبوك

No comments:

Post a Comment