تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Friday 21 June 2013

نملاتنا في الجنة ونملاتكم في النار

عادة ماتكون الأيام الأولي في المدرسة مليئة بالصراخ والنحيب والسوائل المجهولة المصدر والغير مُعَرفة علي الأرض هنا وهناك إلي أن تأتي الدادا وتجعل كل شئ علي مايرام- ولو مؤقتا.

كانت المُعَلمة الثلاثينية في وسط فصلها الجديد تحاول إستمالة الأطفال الذين بدأ كل منهم إفراز مظاهر ذعره لإختفاء أمهاتهم وأبائهم 
منذ مدة ماعدا قلة قليلة ناجية كانت تنظر إليهم وتضحك,,,

بعد محاولات متعددة قررت المعلمة أن تتودد إليهم فتحكي لهم قصة تربوية لربما تؤثر في مستقبلهم جميعهم أو أحدهم,,فكرت مليا وهي تنظر لطفل هنا يشد (توكة) الطفلة الجالسة أمامه في إستغراب وإستكشاف لماهية هذه الأداة وهذا الكائن المتواجد أمامه (!!)

لم تتردد المعلمة كثيرا في التفكير فقررت أن تحكي لهم حكاية عن الجد والإجتهاد والمثابرة والعزيمة,,,, كانت هذه الأفكار مناسبة تماما لمظهر الفصل حيث تدخل أشعة الشمس المشرقة من الشبابيك العلوية  فتغطي نصف الفصل تقريبا علي نحو قطري قسم الغرفة إلي مثلثين أحدهم أكثر إستنارة من الأخر.

جمعت المعلمة الأطفال وجلست بهم علي شكل دائري في النصف المستنير من الغرفة وقررت أن تحكي لهم قصة الأمير الذي عاد مهزوما من الحرب وجلس حزينا بائسا بعدما هرب من أعدائه..جلس تحت شجرة في وسط الغابة وقد لفت نظره وجود نملة تحمل قطعة "حاجة حلوة" (في وسط الغابة.. ما علينا) وظلت تسقط منها أو تسقط بها مرارا وتكرارا إلي أن إستطاعت أن تتسلق شجرة أو صخرة لا يهم...وأعجب الأمير بإصرار النملة ومثابرتها وقوة تحملها وقرر أن يتعلم منها فعاد إلي مدينته وجمع جيش جديد وإنتصر في المرة الثانية,,

كل هذا وسط الإندهاش والإنبهار من معظم الأطفال الذين لم يسمعوا قصة بمثل هذا الجمال من قبل...

وبعدما إنتهت المدرسة من قصتها فجأة تحولت ملامحها تجاه مركز الدائرة التي يجلسون علي محيطها وكأنها تري الشيطان شخصيا,,,وقامت مُسرعة وضربت برجلها اليمني علي الأرض وهي تهتف :"نملة قذرة"

مينا ضياء
21\6\2013
9:33 Pm

Friday 14 June 2013

في إنتظار الباص

مطلع الكوبري الرئيسي والحيوي عادة مايكون محطة غير رسمية إتفق عليها الركاب والسائقون في إتفاقية ضمنية غير مكتوبة توارثتها أجيال الركاب ودفعات السائقون.

وقف مجموعة ممن تحلوا بالرجاء الكافي لكي يمر الباص الخاص بكل منهم بمطلع الكوبري وهم يعلمون جيدا أنهم أسري لصناع الشاي والقهوة في المحطة التي تسبقهم بحوالي عشرة بنايات في ذلك الشارع الرئيسي وكذلك أسري لظروف مقابلة السائق -صاحب الدور في الخروج من المحطة- لصديق طفولة قديم قد يقابله صدفة فيستعيد معه ذكرياتهم البائسة في مسقط رأسهم البائس في لحظة يائسة وقتما يقارنوا أحلامهم التافهة في طفولتهم بواقعهم الأكثر تفاهة في حاضرهم.

كانوا جميعا ينظرون إلي العربات القادمة والقادمة من بعيد في نظرات مليئة بالتأمل,,وكأنهم الفيثاغورسيون في زمنهم واقفون علي شاطئ البحر وهم يفكرون في شئ لن يفصحوا عنه حتي يفنوا جميعهم,,, ينظرون إلي أمواج السيارات القادمة بأصوات محركاتها المزعجة وأصوات نفيرها الغير منتظمة. ينتظرون,,وينتظرون,,وينتظرون.

مر باص أو إثنان دون أن يدركا وجودهم فقد كانت عواميد النور الموجودة بجانبهم جميعها مصابة بعطل مفاجئ. ربما أدي المطر المستمر لمدة ليلتان إلي صدأ رأس العمود وتسلل المياه إلي داخله.

علي أي حال لم يشعر السائقون بالركاب,,ولم يشعر بهم الركاب أيضا.. ومن شعر من الركاب بهم لم يهتم كثيرا لإختلاف وجهته عن وجهتهم. حصل خير.

تأفأف بعض الركاب المُحتَمَلين من تأخر الباص,,علي الرغم من عدم وجود وعد خطي أو صوتي أومعنوي بوجوب مرور الباص من هذا الطريق بالضرورة,,

الكل يعلم أن السائق والمُحَصل (الكمساري) يمثلان السلطة الغير منتخبة للباص. لذلك فمن العبث أن يعلنوا لهم غضبهم بسبب تأخرهم عندما يأتون إليهم (إذا أتوا)  فبخلاف أنهم من الممكن أن يتورطوا في مشادة غير محمودة النتائج مع السائق الكمساري أو أي راكب لم يدفع الأجرة بعد ويتعشم في أن يحصل علي إعفاء من الكمساري قد يتطوع للدفاع عنهم فيسحق من أرادوا إعلان غضبهم لتأخر الباص,,هذا من جهة. ومن جهة أخري يستحيل عليهم أن يثبتوا أنهم جميعهم (أو أي منهم) قد وصلوا إلي المحطة في الساعة الفلانية وظلوا منتظرين الباص من وقتها وحتي موعد وصوله الميمون.

وفي لحظة مهيبة إنتفض لها جميعهم,,نظروا من بعيد وسط السيارات الأتية باصان يمثلان أحلامهم مُجتمعة للوصول إلي بيوتهم...إقترب الباص الأول وورائه الثاني أشاروا جميعهم إلي الباصان لكي يقفوا لهم بكل شغف وتوسل حتي مال الباص الأول بإتجاه الرصيف الأيمن لمطلع الكوبري (مكان وقوفهم) حتي هم جميعهم لكي ينزلوا إلي الحارة اليمني من مطلع الكوبري لكي يضمنوا الركوب سريعا في اللحظات التي يبطئ خلالها الباص لكي يلتقطهم ويذهب إلي حيث أراد أن يذهب.

لكن عندما قرأ (س) وهو متجه مع زملائه من الركاب اللافتة المُعَلقة علي الباص ووجدها لن تأخذه إلي بيته نظر ثانيا إلي الباص الثاني-الذي وجدهم جميعا قد إتجهوا للباص الأول فقام بالكسر يسارا وإنطلق-ووجد لافتته مطابقة إلي حيث أراد الذهاب.

مينا ضياء
14\6\2013
10:55 Pm