تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Wednesday 28 December 2011

معضلة المصريين المسيحيين ج٣-بيت صلاة أم أداة تجميل للطغاة؟

إنتشر في بداية هذا الإسبوع جدل بين المصريين المسيحيين حول إستقبال /حضور المشير أو أي من أعضاء المجلس العسكري أو من ينوب عنهم أو يمثلهم لقداس الميلاد في الكاتدرائية المرقصية بالعباسية إستكمالا لمسلسل الهراء المظهري الذي لا يغني ولا يسمن من جوع الذي نعيشه،ورؤية الفعل وعكسه في نفس الوقت تقريباً (أن تسحق قواتك المتظاهريين وفي نفس الوقت تتعطف بعلاجهم أو يتم تصوير جندك وهم يطلقون النار،وتظهر لتنفي إستعمال السلاح الناري،،،وكأن القوات المسلحة المصرية تتسلح بال
baby gun!)

علي أي حال،لنعود إلي موضوعنا الأصلي ولإحتمالات القبول والرفض وأسبابها المطروحة في المجادلات حول هذا الصدد،،

-البعض إعتبر أن " رفض إستقبال العسكر (أو عدم إرسال الدعوة لهم علي الأقل)" هو مؤامرة من تيارات لا تريد الخير للمصريين المسيحيين،وكأن هذه الزيارة قادرة علي تجنيبهم بطش السلطة أو صد كره الراديكاليين عنهم...حقيقاً أنا لا أدري بما أرد علي هذا الكلام،لأني غير قادر علي إستيعابه لربما به فطنة لم أرتقِ لمستواها بعد،،لكن علي أي حال دعني أذكرك بأن جميع حوادث التي يمكن تصنيفها تحت بند "فتنة طائفية" أو "جرائم عنف وكراهية" كما تسمي تمت في سنين جميعها شهدت استقبال ممثلي للدولة سواء مندوب عن الرئيس المخلوع أو ولي العهد أو كل من أبنائه،،وفي هذا العام تحديدا حضر طغمات من العسكر قداس عيد القيامة،،،وكانت المحصلة "مجزرة ماسبيرو" لعلك نسيت!!

-أخرون يرون بأن رفض إستقبال طغمات العسكر تصرف غير مسيحي،،،وقرروا إثبات كلامهم بعبارات مسيحية علي شاكلة :"عمر ماحد يجي الكنيسة تقفل في وشه أبداً" أو "ان المسيح قد جالس السفاحين والقتلة ولزناة ولخطاة".وهنا لاأستطيع أن أخفي أنني أري أن ما يقال في هذه النقطة هو التجسد لحقيقي لكلمة "خلط الأوراق"،،،،لأن ما يقال عن إستقبال الكنيسة للجميع أو مجالسة المسيح للعشارين والخطاة وأيات مثل "من يقبل إلي لا أرده" لا يسري إلا بخصوص رغبة الفرد في التوبة والتناول أو الإعتراف أو أي من هذا القبيل ،،،لا أظن أن المشير أو أي من رجاله ينون التناول في قداس العيد!!

-يقول البعض محاولين أن يستغلوا القناعات العلمانية لدي أو لدي من يرفض زيارة العسكر "مش إنت مؤمن بفص الدين عن السياسة ؟؟!! إرحمنا بأة!!"
الحقيقة أن الرد الأخير هو الرد الأقوي وسط الردود السابقة.ولكنه قول حق يراد به باطل
لأن القناعة العلمانية ترفض من المبدأ الدور السياسي للمؤسسات الدينية عامة لأسباب كثيرة لا داعي لذكرها الأن،،
إلا أنك إذا نظرت بتمعن للمسألة التي نحن بصدد دراستها ستكتشف أن الرد الأقوي هذا في غير محله،،،لأن رفض "خلط الدين بالسياسة يعني مثلا،،رفض التجييش الديني لإنتخابات ما،أو رفض تحريض علي كراهية أو عنف يؤدي لتفسخ المجتمع،،،،إلخ"
لكن في بعض المواقف الحياتية يكون التصرف الإيجابي والسلبي كلاهما تصرفات سياسية.
ولكن،علي أي أساس ستختار اي من الخيارين؟؟
يوجد خيار (أخلاقي وإنساني) (وسياسي)في نفس الوقت،،ويوجد خيار أخر (غير أخلاقي ولا إنساني) و (سياسي) في نفس الوقت أيضاً
إذا دققت في الإختيارات ستجد أن كل من الإختيارين يمكنك تصنيفه كخيار سياسي ،،ولكن أي من الخيارين ستفضل؟؟!

قد نتكلم لاحقا عن أسس النضال لسلمي،لكني سأكتفي هنا بنقطتين مهمتين:
الأولي:أن النضال السلمي يقوم في الأساس علي تسجيل جرائم السلطة بحق الثوار/المظلومين/الأفراد الضحايا
الثانية:العمل علي نشر المعرفة حول هذه الإنتهاكات والجرائم،بهدف خلق رأي عام وسخط شعبي يجبر الغير فاعلين علي لنزول لمؤازرة لضحايا أوفقدان مؤيدي السلطة للأسباب التي تدفعهم لمساندتها،،وبالتالي تخضع السلطة الظالمة لتحقيق العدل.

هناك عدة حقائق يمكنك أن تضعها أمامك قبل أن تدعم حضور أو عدم حضور ممثلي العسكر
أولها: أن السلطة المصرية قامت بجرائم بشعة خلال عام ٢٠١١،ولم تنتهي الجرائم بتنحي مبارك،بل زادت وتوحشت (راجع التدوينة التي سجن بسببها مايكل نبيل سند :الجيش والشعب عمرهم مكانوا إيد واحدة)
ثانيها: تورط الجيش المصري في مجازر يمكن أن نصفها متدرجين بدئاً من فض الإعتصامات بالعنف،،وصولا لمجزرة ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وكل ما بها من قتل وسحل وتعرية وتعذيب.
ثالثها: تحرك العديد من المجموعات ونزولها الأرض لتعريف الشعب بجرائم العسكر
رابعها: التأثير المتوقع من قبل العسكر لزيارتهم في القداس هو: تلميع صورتهم أمام المواطنين البسطاء.
الحقيقة أن الكنيسة علي شفا حفرة من التورط لأن تكون (كما إعتادت سابقاً) أحد أدوات تجميل الطغاة في مصر.وهذا مرفوض شكلاً وموضوعاًً.
تحذير:عساكركم يريدون أن يستغلوا كنيستكم لتصبح مثل المنديل الورقي كي يمسحوا بها ما تلوثت به أيديهم.

من وجهة نظري المتواضعة،أدني تعاون مع سافكي الدماء لتطهير صورتهم هو بصق علي دماء الضحاية والشهداء

معلومة تهمك، يقتضي البروتوكول أن تكون الكنيسة هي من يرسل الدعوة إلي ممثلي الدولة الرسميين

مينا ضياء
28/12/2011
4:51 pm

تابع المدونة علي فيسبوك
إقرأ أيضا:
معضلة المصريين المسيحيين ج1-مفاهيم سياسية خاطئة
معضلة المصريين المسيحيين ج2-مابيحسوش بمصايبنا,الحل فتش عن يسوع
تغيير فى رزنامة الاعياد .. فى 7 يناير : نحتفل بـ مذبحة بيت لحم بقلم -مينا عزت عازر

No comments:

Post a Comment