تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Thursday 23 May 2013

بين الدين والأيديولوجية


طيب،، واضح إننا لازم نكبر وننضج. وعليه فلازم نكون أكتر صراحة ووضوح ونعلن عن إن الخط الفاصل بين الأديان والمذاهب السياسية خط وهمي -إن وجد.
""Ideology مصطلح عام بيصف أي منظومة فكرية بتسعي للتمدد والإنتشار وبتحمل نموذج ما لعالم -يراه المؤدلج-عالم أفضل.  وبناء عليه،، فالأديان بشكل عام ينطبق عليها نفس التعريف السابق. بالإضافة للمسة أخروية after life وإدعاء أتباعها بقدسية ونقاء وإلهية المصدر.

ببساطة الأطفال بتؤمن بسانتا كلوز\بابا نويل لحد سن معين إللي بتنتهي فيه الأسطورة لما يكتشف إن أهله هما إللي بيجيبوله هدية الكريسماس\رأس السنة ويتصدم.. سانتا كلوز زيه زي أي فكرة ممكن حد يعتنقها ويؤمن بيها.. لكن لو حصل وتطور الأمر لظهور جماعات "بابانويلية" بتسعي لمعرفة عددها ونشر البابانويلية (قد يتطور الموضوع لمحاربة الغير بابانويليين) وبالطبع تمثيل نسبة منها في المجالس النيابية,,أو الوصول للسلطة لتطبيق المبادئ البابانويلية النبيلة ساعتها هيتحول الموضوع من مجرد فكرة شخصية\إيمان شخصي لأيديولوجية في سوق  الأيديولوجيات.
نفس الموضوع بينطبق علي إعتقاد الأفراد بوجود كائنات فضائية (إما بتيجي تزور كوكب الأرض للتصييف أوبتخطف بشريين تعمل عليهم تجارب أو هاتيجي تنفخ البشر إما للإستعباد أو للإحتلال أو بيفكروا علي أسس إحصائية وعلمية بخصوص عدد الكواكب وإحتمالية توافر عدد منها مناسب لظهور الحياة...إلخ) لو سعي الناس دي لنشر معتقدها وحاولوا يعكسوا مبادئهم وفلسفاتهم لتشمل حياتهم وحياة الغير..هيتحول الموضوع من مجرد قصة أوحدوتة أو أسطورة لأيديولوجية وضعها أصحابها في سوق الأيديولوجيات برضك.

ليس جوهر المشكلة ف وجود المتطرفين أيديولوجيا-دول وجودهم طبيعي..الشئ لزوم الشئ. وأي منظومة فكرية بتحتاج قلب صلبRadical  بمثابة الهيكل العظمي لحماية الأيديولوجية من الإندثار والذوبان مع غيرها من الأيديولوجيات أو الفلسفات زي ماوجود الوسطي Moderate  أوالمتفتحLiberal  مهم للتعاون أو التواصل مع أصحاب الأيديولوجيات الأخري ولحفظ التوازن البيئي والسلام الإجتماعي.. العظم مهم في الجسد الإنساني,,لكن العظم فقط بدون العين والأذن والأنف دليل علي موت الأيديولوجية.. ما علينا - لكن الجوهر المشكلة في تعاطف المجتمع مع فكرة "عندنا وعندهم- *إسرد خرافة تتعلق بتغير حياة البشر حاليا*
يعني ليست المشكلة في وجود الأفكار في حد ذاتها. ولا في تبني البعض\الكل ليها,, لكن المشكلة في تحصين الأفكار. الأفكار لا تحترم. فمن حق الكل نعت الفكرة بإعتبارها عظيمة\جميلة\سخيفة\مقرفة\مبهرة\مملة\قوية\مبدعة\مفيدة\مضرة\توفر رفاهية ورخاء\...إلخ...مثلها مثل الإشتراكية والرأسمالية والليبرالية وغيرها. لكن الإحترام يكون للأفراد ككل.. من منطلق إجماع إنساني بخصوص القيمة الإنسانية والحق فالحياة.

نمط الخطابات إللي بيفترض إن تقديس الخرافات "إحترام حضاري" وتقديس الشخصيات التاريخية\الأسطورية "شئ أخلاقي"..تصور مثلا إنك رحت اليونان وبتتحاكم بتهمة :"التلفظ بلفظ (الإسكندر) دون أن تنعته بكلمة (الأكبر)". شئ هزلي للغاية.
التعاطف مع النمط دا من الخطابات بيفرض إحترام مصطنع/إجباري لكل شئ كان(كلشنكان) يعني لو المعتوه الفاطمي-الحاكم بأمر الله-  كان إستمر وإنتصر وتبني أيديولوجية قادرة علي البقاء والإستمرار والدفاع عن نفسها  كان زمانكوا بتحرموا الملوخية.
هل الإنسانية هتتمرد علي الخرافة المؤدلجة؟ ولا هتعطيها قبلة الحياة كما إعتادت تحت شعارات "التسامح -إحم،،الإجباري- مع الخرافة"؟

التعاطف مع الخرافة المؤدلجة الأخروية بيؤدي لوجود نمط من المرتزقة والمقاتليين بيقاتلوا في سبيل اللا شئ بناء علي وعود ف دماغهم فقط مثلا.. بصيغة أخري , التعاطف مع الخرافة المؤدلجة بيجعل من حقوق البشر فالحياة والبقاء Survival  والمساواة  في مهب الريح لإنه بيجعل حرمانهم منها مجرد:"خلاف فالرأي لا يفسد للود قضية" ومحل تشكيك وإجتهاد وبحث بناء علي نصوص 
(مقدسة)

كمان الخرافة المؤدلجة ليها القدرة علي إنها تخلي شخص يشعر بسعادة لمقتل ناس عمره ماشافها أو عرف أسمائها أو قابلها في يوم من الأيام-ويتعذر عليه مقابلتها لعدم إختراع ألة زمن حتي هذه اللحظة- فتجد إنه الشحط الكبير أوالطفل الصغير يفرح لمقتل شخص ما أوإبادة شعب ما أوغزو وسقوط مدينة\بلد ما في يد فريقه أو الفريق الذي ظهر منه فريقه أو البطل Hero بتاع فريقه.ولنا في الحديث عن العلاقة بين الخرافة المؤدلجة المقدسة والضمير الإنساني وأثرها السلبي المباشر حديث أخر..

أمثلة علي الخرافة المؤدلجة,,إرجع للي كتب عن الحروب الأوروبية علي الشرق في القرون الوسطي –الحروب الصليبية- وشوف دوافع المقاتلين إللي تركوا أراضيهم وزراعتهم وقطعوا ألاف الأميال لقتال أفراد لم يرونهم يوما..هتجد شيطنة للأخر وعود بدخول الملكوت (الجنة في النسخة المسيحية) لكنها وعود غير مباشرة,,عن طريق غفران الخطايا...

علي صعيد أخر إمبارح إفتكرت قصة حصلتلي في إبتدائي..

"في تانية إبتدائي أكتر ولد صاحبي فالفصل كان بيكلمني في ذكري لحرب أكتوبر عن إزاي "إحنا" قريبين من بعض. وكان سعيد جدا باللي هيقلهولي..المهم خلاصة إللي قالهولي إننا (أنا وهو) هيجي وقت وهنحارب في حرب زي 6أكتوبر ضد اليهود,,ودي الحرب العالمية التالتة,,وربنا بيقول إننا هنكسب..-قاللي إن المسلمين والمسيحيين هيحاربوا اليهود,,وإن الشجر هيقول للمسلمين إن فيه يهود مستخبيين وراه,,,المهم,,,مش دي المشكلة,في أخر الحدوتة لقيته هنج شوية وأدرك إنه ماينفعش يكمل,,بس الأمانة بتقتضي إنه يحكيلي إللي يعرفه للأخر,,وقاللي بإختصار إنه عرف إن بعد مالمسلميين والمسيحيين هيحققوا النصر علي اليهود,,هيقف مسيحي ويقول:"الصليب إنتصر" وهايقف مسلم يقول:"الهلال إنتصر" ووقتها ستنشب معركة.. غالبا هي المعركة الأخيرة علي كوكب الأرض ومش عارف هي الحرب العالمية الرابعة ولا إيه,,وقاللي:"إحنا إللي هنكسب"..المهم بعدها المدرس دخل (تمت)"

القصة اللي حكهالي الولد دي بتبين إن الأدلجة ملهاش سن,إن الأدلجة ممكن تعلم طفل إنه هيحارب صاحبه ف وقت من الأوقات,

ممكن تعمل تجربة صغيرة,,هات طفل مسيحي\يهودي وإسأله علي رأيه في سقوط أريحا وقت غزوات العبرانيين بقيادة يشوع,,,أو هات طفل مسلم وإسأله عن رأيه في سقوط الإسكندرية وقت الغزوات الإسلامية.

 ببساطة الأدلجة تجعل الشخص مسير وليس مخير,,مثلا كأن يعتقد بضرورة قتال أصدقاء له فالمستقبل وينظر لهذا القتال بإعتباره:"حتمية تاريخية" فوق إرادة الكل.

هل ستتخطي الإنسانية الأدلجة يوما؟

مينا ضياء
23\5\2013
3:15 PM

Saturday 4 May 2013

أريخ طاهميدار

يرددون في كل يوم صباحا عند مصب النهر فالبحر: "الماء الماء, هو أصل الأحياء, منه الكل أتي وجاء, وإليه تعود الأشياء. ياصفاء ياصفاء (بأصوات مبرمجة مثل الإنسان الألي) – ثم يتحولون ليرددوا:"ياصفاء الماء ياصفاء الماء,,علي الأشياء ياصفاء الماء" –(علي نغمة يا صلاة الزين يا صلاة الزين)

هذا هو الطقس الصباحي لأبناء الجزيرة المنعزلة في المنطقة الغير مكتشفة من العالم..

وأنا هنا لا أدري من هو الذي سيكتشف الأخر,,هل سيكتشفون العالم أم سيكتشفهم العالم. وتري لو علم العالم بوجود سكان جزيرة بني (طاهميدار) سيفرحون أم ماذا؟! لا أدري.

وقف شيخ (طاهميدار) علي تبة عالية وأمامه جموع من السكان في مشهد أسطوري حيث كانت الشمس تشرق من ورائه وكأنها تخرج من فمه أو تدفع دفعا بكلماته المنسابة كالفيضان ببطئ الواثق,,,وإستكمل قائلا:"
            يا معشر بني طاهميدار,,إلي متي سنصمت علي الكفار,,لقد سمع الشاب المبلول (أي المحبوب من الألهة) الفاسق  (أريخ) وهو يردد قذاراته حول إلهينا بإعتبارهم مثلهم مثل الزرع والشجر والصخر !! لقد نفي (أريخ) عن البحر والنهر صفة الألوهية !! وجعلهم مثل بقية الأشياء يا ويحنا !!
            إن الحزن الذي حزنه كل من البحر والنهر لهو حزن عارم,,وإننا علي وشك الغرق في غضبهم حينما يمارسون الحب في موسم الشتاء القادم بعد عدة أيام!! أتدرون الخطر المحدق يا بني طاهميدار؟ يا ويلنا يا ويلنا,, ألم تشعروا بحزن البحر والنهر مما إقترفنا –بترك (أريخ)- يعيش في وسطنا طوال الشهور السابقة؟ ألم تلاحظوا إنقطاع المطر أي إنقطاع ممارسة الحب بين النهر والبحر فوق سمائنا المقدسة التي هي سريرهم ومستقر راحتهم؟
            إن البحر والنهر يبلغونكم يا بني البلل,,,أن غضبهم قارب علي القتل,,وإن حزنهم قارب علي ال..ال.."وتوقف الشيخ فجأة فيما لزاغت عينه فالفضاء فالوقت الذي إرتفعت أصوات الأمواج كنذير للغضب المنتظر,,وفجأة نظر شيخ (طاهميدار) إلي الجموع الواقفه أمامه وقال لهم وهو يرفع يده هافتا :"القصاص...القصاص"

وفجأة إنطلقت الجموع الطاهميدارية وتسلح كل منهم بما وجده في طريقه سواء جذع شجرة أو صخرة حادة فيما كان هناك بعض المحظوظين من أبناء الطبقات المسموح لها بالسكن في قرب الألهة التي إستطاعت الذهاب في غفلة من الزمن إلي منازلها علي الشاطئ لجلب الرماح والحراب لتصدر المشهد للقبد علي (أريخ) الجاف –أي الذي لم تشمله العناية الإلهية,,وبكلمات أخري أي الملعون.
إنطلق الجمع وهو يتوعد (أريخ) بالموت عطشا بعد أن يقوموا بإعتقاله وضربه حتي يتأدب قدر المستطاع علي نعت ألهتهم بصفة تقلل من شأنها ذلك المارق الأحمق اللافظ لنعمة النهر والبحر أصل كل الخليقة الذين وقتما أرادوا وجدت الموجودات وولدت المولودات.
إقتحم الغاضبون الكوخ الخاص ب(أريخ) لكنهم لم يجدوه هو أو أي من أهل بيته فقد بدا الكوخ وكأنه ترك لمدة غير محددة. فيما عثر بعضهم علي العشرات من القوارير الشديدة الشفافية محكمة الغلق وبداخل بعضها لفائف والبعض الأخر جلود الملفوفة لحيوانات ميتة...
تعالت أصوات الجموع التي أتت خصيصا لتأديب (أريخ) وأهل بيته وسلب حيواناته وبهائمة,,لكنهم لم يجدوا سوي بعض الملابس والأثاث البدائي وبهائمه فيما عدا فرسه المفضل.

وصل نبأ إختفاء (أريخ) من بيته إلي كبار شيوخ الجزيرة فالوقت الذي دب الذعر داخل البيوت كل سكان الجزيرة, لأنهم كانوا يعمون جيدا أن عقوبة أي شخص يساعد شخص مثل (أريخ) وأهله علي الإختفاء من العدالة الإلهية أن يلاقي بجانب (أريخ) نفس عقابه بأن يوضع علي كومة من القش ويبدأ حرقهم تدريجيا فالتوازي مع منعهم من الشرب طوال فترة الإعدام اللهم إلا إذا سعد وطرب البحر والنهر مما شاهدا وإكتفا بوصول العقاب إلي هذا الحد وقاموا بترجمة سعادتهم بممارسة بالحب ينتج عنها المطر الذي يعني إنتهاء العقاب بإرتواء المجرم وبالطبع بإطفاء النار التي كانت ستحرقه,,,لكن اليوم لم يكن فالسماء ولا سحابة واحدة لتعطي أمل لهم بتدخل الألهة لنجدتهم في حال العثور علي (أريخ) مختبئا في بيوتهم بدون علمهم (أو ربما قيام أبناء أي منهم بتخبئة (أريخ) وأهله من وراء أبائهم- هذا لأن (أريخ) كان محبوبا في وسط الشباب لقيامه بتلاوة هرطقاته في حق الألهة-البحر والنهر- علي مسامعهم)

بحثوا كثيرا في كل الجزيرة التي لم تطأها قدم بشر,,والتي لم يحاولوا أبدا الخروج منها لإعتقادهم بحرمانية خوض المياه (سواء بحر أو نهر) لأنها جسد الألهة,,,فالبحر هو الإله الغاضب,,,,المالح والذي يصدر دائما وأبدا أصوات غضب, والنهر هو الإلهة العذبة الحنون التي تعطف علي البشر بالسير في سلاسة وبالشرب منها لهم ولزرعهم ولبهائمهم حتي تسير في جسدهم بعدما تتلون باللون الأحمر لتعطي علامة حرمانية هذه النفس لأن الإلهة الحنون قد أرادت وقامت بالفعل بالسير بداخلها,,وعلي هذا فإن العنف المتبادل بين أهل (طاهميدار) قد توقف لحرمانية إراقة الدماء بينهم ولهذا أيضا كانت عقوبة الإعدام خاصتهم لا تقوم علي إراقة الدماء ولكن تقوم علي تجريد البشري المارق من أثار النهر في جسده.

لم يجد أهل (طاهميدار) أي أثر ل(أريخ) أو أهل بيته,,حتي فالمنطقة المحرمة في أعلي جبار الجزيرة, قام الشيخ الأعظم ل(طاهميدار) بسؤال مسؤل الأعداد في الجزيرة ليعرف ماذا إختفي مع (أريخ) وإذا ماكان (أريخ) قد قام بالفعل بالإختفاء من الجزيرة لربما بالسحر أو لم يختفي لكن إكتفي بتغير شكله هو وأهل بيته ودهن وجهه وجسده (وكذلك وجههم وجسدهم) ليصبحوا مثل عامة سكان طاهميدار.
عكف مسؤل الأعداد علي العمل لمدة يومان ليقوم بإحصاء أعداد البشر والحجر والشجر والبهائم ومقارنتها بالأعداد التي سبق وحصاها منذ عدة أيام –قبل إختفاء (أريخ).

وفي النهاية أعطي مسؤل الأعداد لشيخ (طاهميدار) النتيجة النهائية,,,بإختفاء رجل وزوجته وطفلان صغيران وحصان,,,وثلاثة أشجار من عمق الغابة الوسطي.

إنتشر الذعر والهلع بين أبناء (طاهميدار) فقد كان من الواجب أن يقدموا شخص أخر يدعي إسمه (أريخ) عوضا عن (أريخ) المختفي والذي ظنوا جميعه بأنه قد حول نفسه لدخان أو لبخار كعادته كما تجرأ من قبل ووضع قارورة بها بعض من ماء النهر (عطية الإلهة الحنون) علي النار وجعلها تتبخر كما وكأنها كانت تبكي لتعرضها للحرق. ولاموا أنفسهم جميعا علي تركهم (لأريخ) يفلت من العقاب مرتان

فشلوا فالعثور علي أخر يدعي (أريخ) فقد لعنوا هذا الإسم منذ بدأ (أريخ) بالنطق بفظائعه أي منذ ثلاثة عقود تقريبا..
نامت الجزيرة في خوف وحزن من غضب البحر والنهر وفقدوا القدرة علي التفكير فيما تنبأ شيخ (طاهميدار) بإقتراب حلول الغضب عليهم جميعا

أتي اليوم التالي بدون سحابة واحدة,,,وإستمر الجفاف لعدة أيام حتي فكر بعض الشيوخ في تقديم أفضلهم كأضحية للبحر والنهر , وكانت فكرة تقديم أفضلهم بكل بساطة هي أن يعطف كل من البحر والنهر علي الشيخ الفاضل ويرفضون موته,وفي نفس الوقت يفرحون بما قدمه البشر من بوادر للتضحية فيمارسون الحب ويسقط المطر علي الجزيرة البائسة,,,

تم شوي الشيخ الأول,,,وفي اليوم الثاني تم شوي الشيخ الثاني,,وإستمر الحال لمدة شهر من الأضاحي البشرية حتي فني الصف الأول من قادة الجزيرة,,,وإستمر الحال حتي قرروا تقديم ثلاثون شيخ وشاب وفتاة مرة واحدة للبحر والنهر . وتم إعداد محرقة خاصة لهذا الحدث الضخم من حيث الكم,,وحينما بدأت مراسم حفل الباربكيو ظهرت فجأة سحابة صغيرة وفكروا في التوقف,,تردد أهل (طاهميدار) في التوقف عن إكمال مراسم الشوي لكن يأسهم دفعهم لإكمال المراسم حتي يرضي البحر والنهر,,,وفجأة حلت عاصفة كبيرة بعد مقتل أخر أضحية فبدأ أهل (طاهميدار) فالتهليل بإسم البحر والنهر لكنهم لم يكملوا هتافهم حتي رأوا عدة صواعق تضرب الشجر فيشتعل,,,,فقفزوا جميعا من فوق الجبل المقدس خوفا من صواعق الألهة التي لم تقبل ندمهم.

مينا ضياء
4/5/2013
7:31 pm