تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Saturday, 28 December 2013

مقاعد المتفرجين- جـ2- خطايا الثورة المصرية

إيمانا مني بعضويتي المؤقتة في أي شئ أنا عضو فيه.. وحرصا علي علاقتي بالعديد من الأصدقاء إللي إتعرفت عليهم خلال فترة ال3 سنين اللي فاتوا وحرصا علي وضع بعض النقط فوق الحروف حابب أتناقش بخصوص جملة بسيطة جدا إتقالت خلال الربع الأخير من 2013 وتم ترديدها بكثافة شديدة للغاية.
بإختصار, يقول قائل: "لا الإخوان مش إرهابيين,, (ماحنا كنا بنعمل نفس اللي بيعملوه)".
طيب خلينا نمشي واحدة واحدة,,,

السؤال الأول وهو مدخل للحجرة الصغيرة,, هل فعلا إنت نفذت\قدرت تنفذ العنف دا تجاه الدولة وأذرعها (إللي إحنا متفقين علي عدم مهنيتها\وساختها\جرمها- مش هنختلف دلوقتي علي الكلمة)؟
طيب أنا سعيد بصراحتك بخصوص إعجابك بالفعل فالوقت إللي حضرتك معندكش الموارد المناسبة لتقليده أو إبتكار ما هو أقوي منه. دي بداية كويسة جدا.

السؤال الثاني... هل حضرتك لحد اللحظة دي قدرت تنظم شئ يورث الدولة (أو حتي أجهزتها القمعية –الشرطة مثال)؟ ... يعني الإخواني شايف إن ميليشياته قادرة علي إنها تحل محل الشرطة الغير محترفة\الوسخة\المجرمة المصري- مش هنختلف علي الكلمة دلوقتي...

السؤال الثالث,, وهو الأهم أو الحجرة الكبيرة. هل تطابق التكتيكات وتعارض الأهداف من شأنه توحيد القضية؟
يعني لو فعلا إكتشفنا إننا معانا القدر الكافي من القوة للوصول لندية مستديمة ل \صراع مفتوح مع أذرع السلطة... وقررت خوض صراع بقاء ضدها بدون هوادة,, هل دا معناه إن كل من قرر نفس القرار ملاك\بطل\رمز\,,, رفيق؟
مثلا.. هل كل المدربين إللي بيلعبوا ب 4-4-2 نفسهم إن كل الفرق إللي بتلعب 4-4-2 تكسب؟

حضرتك فين من المبادئ أو الأيديولوجية إللي بيتبناها هؤلاء؟ هو دا السؤال المهم. منطقيا إنك قدرت تخوض صراع مع القوات النظامية يبأة تقدر تخوض صراع مع الغير نظاميين,,, ولو إنت شايف إن الساحة فيها صراع مفتوح بين :السلطة واليمين الديني(الإخوان-ودا مش حقيقي 100% لإن السلطة فعليا متحالفة مع 3 جهات دينية وبتستخدمهم: الدعوة السلفية,الأزهر,الكنيسة) وحضرتك فمنطقي أشوفك بتضرب فال2... مش بتشجع الإخوان لمجرد إنهم نزلوا يدبوا ف غريمك (السلطة)

أنا عايز إيه من إللي فوق؟ ولا حاجة,, أنا فقط بفكر بصوت عالي ومستعد أغير رأيي لو لقيت سبب منطقي يدفعني لدا.
باي دلوقتي مش فاضي.

مينا ضياء
28\12\2013
8:00 pm

إقرأ أيضا:


Monday, 16 December 2013

نظرية البول المائل

في الوقت الذي إنشغلت فيه الساحة المصرية بالإحتفال بالوصول للدستور المؤيد من الله ليكون ثاني إنجاز علي التوالي بعد أفضل دستور عرفته البشرية-سابقا. كنت أمشي أتفكر في خلق الله وأتأمل في جمال الكون,, وعندها توقفت أمام مشهد أثار في داخلي الأسئلة ودفعني للبحث عن إجابات –وبهذا أكون طبقت المنهج العلمي كاملا: مشاهدة- بحث- إستنتاج... ولله الحمد والمنة.

هل سبق وشاهدت هذا الخط المائي الشفاف المجاور للأرصفة والحوائط في الشوارع المصرية؟
هل سبق وسألت نفسك عن سبب عدم تعامد الخط المائي الناتج عن تبول أحدهم علي الرصيف في مواجهة حائط أو سور- تعامد هذا الخط علي "الرصيف\الحائط\السور"؟

إذا ما أردت أن تسترجع المشهد فإنه عادة ما يكون الشخص المتبول في مواجهة تامة للحائط أو السور,, لذلك كان من المنطقي أن يكون خط سير هذا البول عمودي علي الحائط,, أو علي أقل تقدير يشكل خط مستقيم (مش عمودي أوي- مائل بدرجة أو بأخري...)
الإفتراضات السابقة تصح مع إهمال تأثير الرياح لأنه سيكون أقل ما يمكن علي خط مائي عمقه يقترب من الصفر.

الإدعاء الموجود بحوذتي ببساطة أن تفسير هذه الظاهرة مرتبط بحدوثها بالضرورة,,,

أن عدم تعامد البول علي الحائط سببه عيوب في تنفيذ الطريق\الرصيف,, (لكن هذا ليس كل التفسير,, ) وهذا لأنك إذا إستطعت الوصول لدرجة كفائة مناسبة أو كافية لأن يتعامد خط البول علي الحائط- في هذه اللحظة وهذه اللحظة فقط لن يقوم أحد بالتبول فالشارع..

بصيغة أخري.. لأن إقتران كفائة تنفيذ وتشطيب الطريق مرتبطة بمستوي من الوعي لدي الأفراد لعدم التبول فالشارع ووعي لدي السلطة عن أهمية توفير حمامات عمومية فالشوارع.

لذلك فمن المستحيل أن تري خط بول عمودي علي الرصيف... بكل بساطة.

مينا ضياء
16\12\2013
11:00 Pm

Friday, 22 November 2013

تبعات سقوط التطور وتحطيم النسبية

طفل مصري يحطم النسبية,,, عميد شِلت الأزهر: التطور سقطت,,, تم إعدام نيوتن,,,

*جهمنم الحمرا*

يجلس أينستاين بجانب داروين علي كرسيين مرتفعين أمام بار في حانة وضيعة مظلمة...
أينيستاين :"أنا مش مصدق" يمد كأسه إلي الساقي فيصب له المزيد ويستطرد .."شوفت يا داروين؟!"
داروين :"معلش يا أينيستاين,,, أنا بيحصل فيّ كدا من سنين"
يأتي من الخلف شخص بخطوات بطيئة وسط نحيب متبادل من أينيستاين وداروين... يصل ويقف خلفهما تماما ويخبط بهدوء علي أكتافهما,, يلتفتان بإتجاهه وهم يمسحون دموعهم وبقايا الويسكي الموجودة علي شفاتهم...
يرفع يده بإتجاه رأس أينيستاين وهو يبكي ويقول له..:"مالك؟ ماتخافش!.. كل حاجة هتبأة زي الفل إنشاء الله..." وينظر لداروين:" مش كدا ولا إيه؟..."
يكمل المشير طنطاوي كلامه:"التطور,," وينظر للساقي فيرد ورائه:"التطور.." ويكمل:"والنسبية.." يرد الساقي :"والنسبية.." يكمل سيادة المشير:" مش هنسيبها تسقط إنشاء الله,, مش إحنا إحنا كقوات مسلحة,, إحنا علي الرأس,, مش هنسييبها تسقط- إنشاء الله"
داروين وأينيستاين في نفس واحد:"إنشاء الله"
في ركن أخر يتابع ما جري السير إزاك نيوتن,,, ينظر إلي البار وهو مغتاظ بعض الشئ,,, يقرر أن ينتقم من من قاموا بإبكاء أينيستاين... يتجه إلي ثلاثتهم (المشير طنطاوي وأينيستاين وداروين) ويقول لهم بلهجة إنجليزية حادة: "الإنتقام أتِ"
يلتفت ويتجه بعيدا,,,

****
هتلر في ركن أخر من نفس الحانة,, يجلس بجانب عشيقته إيفا براون- ينظر هتلر لجوبلز وهو يقول:" وأخرتها؟" ينظر له جوبلز في وجوم فيما يأتي نيوتن فيقاطع جلستهم بنحنحة خفيفة,,, ينظر له هتلر بدون إهتمام ويقول:"أهلا."
يوجه له نيوتن نظرة باردة ويقول:"أعلم أنك دككت لندن لكنني علي إستعداد لأن أسامحك فور أن تسلمني الإنيجما التي إستطعت تهريبها معك من الدنيا...
يتردد هتلر كثيرا وينظر إلي إفا وجوبلز,,, لكن نيوتن يقول له:"لا تقلق,, سأرسل جملة واحدة إلي لندن وأرجعها لك مرة أخري.

****
يصل نيوتن وجوبلز إلي غرفة عفنة في جهنم. يتجه جوبلز إلي دولاب أو بقايا دولاب,, يخرج منه صندوق,, أو بقايا صندوق ويضعه علي ,,,, بقايا منضدة.
يرفع يده ويسحب فتيل فتضئ لمبة صغيرة موضوعة فوق المنضدة الدائرية في وسط الغرفة... يرجع جوبلز خطوتين للخلف وينظر لنيوتن ويخفض رأسه إلي الأمام وكأنه يقول له:"تفضل"
يسحب نيوتن الكرسي,, أو بقية الكرسي الموجود أمامه,, ويجلس وهو يشمر أكمامه ويتكتك علي بضعة مفاتيح.

****
ريهام السهلي تجلس علي الهواء مباشرة مع دضاكطور عميد شلت الأزهر,,,
تأتي رسالة قصيرة إلي هاتف الضاكطور فيما كان يتكلم وهو ينظر إلي إسماعيل وريهام ,,, يتنحنح الضاكطور وهو يقول:"أسف جدا نسيت أقفل موبايلي..." ينظر إلي شاشة موبايله فيجد الرسالة,, يفتحها بفضول فيبتسم قليلا,,, ويغلق موبايله ويضعه في جيب البدلة ويكمل حديثه :"مش بس التطور إللي سقطت يا مودام,, دا الجاذبية كمان,,, والتفكير العلمي بيفرض علينا إتباع المنهج العلمي,, إللي هو الإدعاء, التجربة, ثم المشاهدة,,,"

****
سكان الشرق الأوسط للأمراض العقلية يقفون في لحظة واحدة فوق أسطح بناياتهم العالية وفي شبابيكهم وبلكوناتهم.
1-2-3.
طراخ.

مينا ضياء
23\11\2013

Saturday, 16 November 2013

بين الدين والأيديولوجية -جـ4- التطرف أم الأيديولوجية ؟

 (إيه المشكلة مع المجتمع؟ ماتسيبوه ف حاله وخليكم ف حالكم؟ طيب بلاش تهزوا ثوابته...إلخ)

الجمل السابقة وجمل تانية شبيهة ليها بيتم ترديدها كتير للأفراد "المختلفة عن المجتمع وموضع علامة تعجب وإستفهام لقيامهم بالإجهار بأفكار يراها المجتمع (غريبة)"
الحقيقة إن الجمل والأسئلة دي بتتجاهل تماما موازين القوة,, بين شوية أفراد عندهم أفكار غريبة يمكن يتخلوا عنها لو لقيوها غلط أو مش جايبة همها,, وبين أفراد بتسعي بإنتظام لإضطهاد وشيطنة وأذي المخالفين.

قمة ظلم هي المساواة بين شخص قاتل\بيدعم قاتل\بيستحسن فكرة القتل,, وشخص بيزعق ويشتم عشان شايف إن حياته ف خطر.

صحيح كل مجتمع فيه الحلو وفيه الوحش,,, لكن المشكلة عندنا إن إللي بيلعب دور الوحش فالأغلب بيتمتع بغطاء أيديولوجي\قيمي\مجتمعي لأفعاله الدنيئة,,, وباقي الحلوين إللي بيستنكروا فعلته بدل مابيستنكروا فعلته,, بيكون كل تفكيرهم هو إنهم ينفوا التهمة عن الأيديولوجية إللي الشخص جاهر إنها دفعته لإنه يرتكب جريمته,,

المشكلة إن الجاني بيبرر فعلته أو تهديده بإنه مجابش شئ من عنده,, وإنه مجرد مد الخط الخاص بأيديولوجيته أو منظومته القيمية- علي إستقامته ووصل لإنه يأذيك أو يقتلك,,, ويحصل علي مكافأة فالمقابل.
بمعني أخر الشخص الطيب هدفه مش منع الجريمة أو عقاب الجاني,, لكن تبرئة أفكاره إللي الشخص الوحش أخد منها جرعة أوفر دوز,,,,

(حضرتك بتقول إنه بيطبق الأيديولوجية إللي إنت مقتنع بيها بشكل غلط- بس حضرتك مش وصي علي الأيديولوجية أو الإله إللي ألفها عشان تحكم عليه,, بالأخص إن مرتكب الجريمة مقتنع إنه قام بتطبيق نصوص وبيتهمك إنت بالتقصير تحاه واجبك فالوقوف –الإيجابي- بجانبه...
كدا نوصل لنتيجة من إتنين,, يإما تعلن صراحة إنه إنت وهو من أيديولوجيات مختلفة وتبطل دفاع عنه وتاخد ضده موقف هجومي بإعتباره مجرم... أو تبطل تصدعنا وتعلن إنك معاه,, لكن أبوالفتوح كدا أحا. ما علينا.)

نيجي للسؤال الأخير. هل المشكلة ف إن الجرعة كانت أوفر دوز,, ولا ف نوعية الجرعة نفسها؟

تصور مثلا الشخص "الوحش" كان إقتنع بفكرة علي غرار ,,,,خلينا نقول "مساعدة الفقراء"
لو الشخص إللي بياخد أوفر دوز دا كان قرر يضرب الفكرة دي "مساعدة الفقراء" ويتطرف فيها... كان هيكون إيه إنعكاس دا عالمجتمع؟,,, برافو,,
-          هيبيع هدومه ويصرف مرتبه أغلبه أو كله علي الفقراء والمساكين,,,
هل دا سبب أذي لأحد؟ لأ, هل قتل حد؟ لأ, هل تسبب ف أي شئ مضر لأي حد؟ لأ.

يعني من الأخر. إختصارا للوقت والطاقة,,,,هل المشكلة ف كمية الجرعة أم في نوعية المادة الفعالة؟

نيجي للمعضلة الأساسية,, وهي إيه إللي جعل من المادة الفعالة دي شئ ذو سطوة أو نفوذ ومنع التصدي الفكري ليها؟
أيوا,, برافو. هو دا.. تقديس الأفكار والشخصيات التاريخية,,, التمسك بالماورائيات والادلجة المقدسة,,, الإنسانية في إنتظار عالم مابعد الخرافة المؤدلجة,,, عالم ما بعد القداسة.

مينا ضياء
16\11\2013

10:00 Pm


إقرأ أيضا:

Friday, 1 November 2013

محاكمة إيمانية

قاعة مظلمة ممتلئة عن أخرها بوجوه عابسة أتت في مظاهرة حب وتقدير. كانت الحرارة المنبعثة من الأجساد الملتصقة ببعضها البعض بسبب ضيق حجم القاعة بالمقارنة بالحضور قد تفاعلت مع عرق الحضور وإفرازاتهم البدنية فمالت رائحة القاعة إلي العفونة التامة.

كان المذنب قد وقف في منتصف المنطقة المخصصه له وهي قفص فوق المنصة التي تحتوي علي القضاة والمحلفين تلك المنصة المرتفعة عن الأرض بأربعة أمتار... كانت نظراته خليط بين الإنزعاج والرغبة في النوم.

كانت نظرات القضاة غاية في الغضب وقد ختم مسؤل الإدعاء مرافعته قائلا: "يا حضرات المؤمنون,, لقد وضعنا جميعنا في خطر  بوجوده في وسطنا, سواء بأفكاره هذه أو بإحتمالية تعرضنا جميعا للعقاب الجماعي بسبب إحتضاننا لمثل هذا  في وسطنا."
إرتفعت أصوات الحضور بالتأييد فأشار لهم القاضي ليصمتوا. نظر إلي المذنب وقال له: "هل هذا صحيح يا فتي؟"

لم يرد ساكن القفص إلا أنه إبتسم ,فيما قاطعت الجلسة عدة سيدات يلبسن جلاليب سوداء وغطوا رؤسهم بأغطية رأس سوداء بدا عليهم المجئ من أحد القري القريبة وقد بدأن توزيع حزم البصل الأخضر وسط الحضور بدون مقدمات أو كلام من جهتهم فيما زادت همهمات الحضور وتعالت أصواتهم وهم يتدافعوا بإتجاه حاملات البصل ليحصلوا علي حزم بصل خضراء.

صعدت إحدي هؤلاء السيدات إلي المنصة وأعطت حزمة بصل إلي كل من القاضي وباقي مساعديه والمحلفين ومسؤل الإدعاء.
لم يشعر مسؤلي المحاكمة بالإنزعاج من الهرج والمرج بل ظهر جليا ترحيبهم به وسط إستغراب المذنب ساكن القفص.

تقدم القاضي بإتجاه واحدة من هؤلاء النسوة –كانت لا تحمل البصل لكنها تجر شوال كبير حجمه يقترب من حجمه ... هامسها ببعض الكلمات – فتبعته  وعاد ليتقدم  بإتجاه القفص في خطوات ثابتة حتي وقف أمام المذنب تماما ونظر له في عينيه وواجهه قائلا: "أنت متهم بعدم الإيمان بالله. عقوبتك تبدأ من الحبس والتنكيل وقد تصل للوفاه قدر الله"

رد ساكن القفص: "إذا لقد أصبحت مؤمنا." إنبهر الحضور وصعد إستطاع الصعود بدافع الفضول والترقب ليحيطوا بالقفص والقاضي والسيدة التي تبعته –حاملة الشوال فكونوا قوسين بحيث لا يغطوا علي رؤية مساعدي القاضي ومسؤل الإدعاء والمحلفين وإخوتهم من الحضور أسفل المسرح.

تفاجأ القاضي للحظة لكنه إبتسم جراء رد الفعل الغير المتوقع من ساكن القفص وقال: "جميل جدا. فلتصلي إلي الله الذي أمنت به لكي يحول..." مد يده إلي السيدة حاملة الشوال التي وقفت وراءه علي بعد متر أو متر ونصف,, قدمت له الشوال فجذبه بإتجاه القفص وقال: "هذا الفسيخ إلي شربات."

نظر له ساكن القفص بتوجس... فسأله القاضي: "هل هناك مشاكل؟"

"لا.." قال ساكن القفص وهو يركع علي ركبتيه . اغمض عيناه وظل يتمتم كثيرا.. لمدة قاربت من النصف ساعة أغمض خلالها كل الحضور وتمتموا معه ماعدا القضاة الذين إكتفوا بالفرجة في صمت.

وبعدها فتح ساكن القفص عيناه ونظر إلي اللي القاضي الذي فتح بدوره الشوال وإنسحب لخطوات حتي يتسني لساكن القفص ومن حولهم رؤية ما بداخل الشوال...وقال:" لم يحدث شئ. ربما لم تؤمن بما يكفي." وجه نظره للحضور وقال:"حكمت المحكمة حضوريا علي المتهم بالإعدام... شم نسيم سعيد يا إخوتي. هلم نأكل."

مينا ضياء.
2/11/2013
12:52 am

Thursday, 24 October 2013

"المحطة الأخيرة"

دخل إلى حبسه الإنفرادى لقضاء الليلة الأخيرة من مدة عقابه ,, غداً سيرى النور و يمشى طليقاً من دون أغلال  ,, كان قد اعتاد السجن و ألف جدران هذه الغرفة التى قضى فيها محبسه لأكثر من عشرين عاماً ,, كانت الغرفة صغيرة المساحة لا يتجاوز أكبر ضلع فيها المترين و النصف ,, جدرانها من الحجر القديم الذى التهمته الأملاح و غيرت ملامحه ,, بها مرتبة بالية موضوعة على الأرض إلى جوارها صفيحة صغيرة يقضى فيها حاجته .
جلس على المرتبة و استند بظهره إلى الحائط و ضم رجليه إلى صدره و احاطهما بيديه ,, لم يدرى وقتها هل كان مستيقظاً أم غلبه النعاس ,, و لكنه يذكر كل ما دار فى مخيلته فى تلك الليلة تذكر أول ليلة قضاها فى الحبس الإنفرادى ,, كانت الثوانى بطيئة المرور ، و كأنها جمال عطشى تائهة فى الصحراء ,, سالت دموعه من جفنيه كطفل فقد أمه ، و ملأت صرخاته جدران السجن ولا مجيب ,, أيقن يومها إنها حتماً نهايته ,, فقد سُلبت حريته إلى غير رجعة .
ضاق نفسه و شعر بإختناق شديد و كأن روحه تفارق جسده ,, فشرع يطرق الباب الحديدى بيديه ,, إلى أن أتى حراس السجن و فتحوا الباب ثم دخلوا الغرفة و طفقوا يضربونه بعصيهم إلى أن سقط على الأرض جثة هامدة و ظل هكذا حتى الصباح .
تذكر اليوم الذى تلى تلك الليلة العصيبة ,, كانت عظامه تئن فى داخله ,, لم يكن قادراً على الحراك ، و لكن نفسه بدت هادئة
و يبدوا أنه استسلم للواقع ، و ادرك أنه لا محالة من المقاومة ,, ففى كل مرة من المقاومة سيقابله الحراس بوجبة غنية من العنف المفرط .
مرت الأيام متشابهة ,, نهار يعقبه ليل ,, و ليل يعقبه نهار ,, لم يكن يميز الليل من النهار إلا من فتحة صغيرة نشأت عن تهشم جزء من الحجر فى جدار الغرفة ، و بقدر ما كانت الفتحة صغيرة و ضيقة ,, ضاقت روحه ,, و تمنى أن يموت بل و فكر مراراً فى الإنتحار ,, و لكنه كان أكثر جبناً من مواجهة مصيره المجهول .
و فكر فى نفسه ,, لماذا ظل هذه السنوات يميز الليل و النهار من هذه الفتحة الضيقة دون محاولة النظر من خلالها للخارج ؟
إنه الخوف من الأمل ,, خاف أن يدب الأمل فى روحه من جديد ,, و لكنها الليلة الأخيرة فلماذا لا يجرب النظر من هذه الفتحة ,, لن يضيره الأمل فى هذه المرة .

مال برأسه ناحية الحائط و وجه نظره للفتحة ,, و إذا به يغمض عينيه و يفتحها مرة أخرى لينظر فلا يجد جدار الغرفة و لا بوابات السجن ,, لا أثر للحراس ,, و هذه الفتحة أيضاً لا وجود لها ,, أصابته الحيرة ,, و ظل ينظر لكل ما حوله ,, أغمض عينيه و فتحهما مرة أخرى ظناً منه أن يكون نظره قد خدعه ,, و لكنه لم يجد أثر لأى شئ ,, فقط وجد نفسه فى مواجهة ذاته سجيناً لها .


مينا هانى
23-10-2013
11:00 AM
 


Sunday, 20 October 2013

بين الدين والأيديولوجية -جـ3-العلمانية الأن

يدعي البعض أن السعي نحو العلمانية إما رغبة طفولية في التنظير أو رغبة طفولية في كيد المتدينين أو المؤمنين بشكل عام.
هذه الأفكار والإدعائات تتجاهل تماما الهدف العلماني أو الغرض الذي تحققه العلمانية.

دعنا نتصارح لنقر جميعنا بحقيقة تكفير الأديان لبعضها البعض, بل والملل أيضا بداخل كل دين- هذه حقيقة لن يستطيع أي من المؤمنين المتقبلين "للأخر" بأن "الملكوت\الجنة" يُدخل إليه\ا صاحبه\ا من يشاء.هناك فارق شاسع بين رأي النصوص وأراء الأشخاص حتي وإن بنيت علي دوافع مغايرة أو أكثر إنسانية وتقدمية... فالنهاية تبقي أراء تضع صاحبها في نقطة علي مسطرة الطيف الديني,,, من الأصولي إلي المنفتح – بصيغة أخري رؤية "س" للنص تختلف بالضرورة عن رؤية "ص" أي إذا كنت من المتقبلين لأسباب عقلية\إنسانية طغت علي فهمك وتفسيرك للنصوص لا يحق لك أن تجعل نفسك ساترا لمن أخذ النصوص (بجد).

بدون العلمانية ستختفي أي لغة للحوار بين أتباع الأديان للتواصل..وينعكس هذا علي السلم المجتمعي والعالمي.

كيف يكون من المنطقي أن ينشأ سلام حقيقي بين أفراد يقسمون بعضهم دينيا,, فهذا زنديق وهذا مهرطق؟
كيف ينشأ سلام وسط تعالي أخروي؟
ا
لأهم من كل هذا,,

كيف تصل لسلام حقيقي يقوم علي عدة أفكار حدودها رأسك,, كيف يكون هذا السلام ف حين أن طريقه الوحيد عبر قمع/مسح/سحق/قتل من لا يتبني نفس قناعاتك كوسيلة وحيدة لفرضه علي غير المؤمنين بأيديولوجيتك؟ - لحظة واحدة,, لا ترد (الإقناع هو الوسيلة)- يا سيدي إذا إقتنع هذا أو ذاك بكلامك فقد أصبح ينتمي إلي نفس تيارك الفكري أو الأيديولوجي,, لكني هنا أتحدث عن من إحتفظ بحقه "الطبيعي" في رفض "منهجك المحلي\الشخصي\الدوجماتي" للوصول للسلام.
الطريق الوحيد للسلام هو أن يشترك البشر ف وضع محددات علاقاتهم.

بدون أن تملي عليهم من هذا أو ذاك أو من فوق.

كل فرد حر ف إختيار دافعه أو محركه الفكري.. الذي سينعكس بالضرورة علي مساهمته الشخصية كجزء من كل المجموع الإنساني... بشرط أن يدرك أن محركه أو مرجعيته هذا/هده شئ محلي شخصي.. وليس جلوبال.

مينا ضياء
21\30\2013
1:24 am

إقرأ أيضا

Friday, 11 October 2013

القاهرة- مدينة الخروم


كان من المفترض أن أقابل "م" في وسط البلد بعد يوم عمل بالتأكيد ساهم في رفعة الإنسانية وتقدمها بقفزات كيلومترية.
علي أي حال لأسباب لا داعي للغوص فيها,, وصلت وسط البلد قبله بفترة تقترب إلي النصف ساعة,, دخلت مكان مقابلتنا –مكان في شارع محمد محمود أمام الجامعة الأمريكية- ووجدت "ه" –التي لم أقابلها من فترة- وأنا أبحث عن طاولة للجلوس.
تحدثنا قليلا عن الدنيا ومن فيها وبعدها أتي "م",, وأكملنا الحديث عن الدنيا ومن فيها أيضا.

إستمر الحديث عن الدنيا ومن فيها فترة حتي أتي وقت تحرك "ه" إلي النصف الأخر من القاهرة,, وهو مكان يقع في نصف شارع القصر العيني. إتفقنا علي أن نصحب "ه" إلي وجهتها بعدما رفضت في أول الأمر...

كان التحرك من ميدان التحرير إلي منتصف شارع القصر العيني شئ أسهل من قرائتك للسطور السابقة, لكن في هذه المرة كانت القاهرة (وسطها ناحية القصر العيني والداخلية) أشبه بالمتاهة,, ونحن كنا الفئران الموجودة داخلها,,,
تحركاتنا كانت بدون أي تخطيط مسبق حتي وإن أردنا طباعة خريطة لهذا الجزء من العالم أو حاولنا الإستعانة بال GPS  لم يكن هناك أمل  لأن نجد خريطة لهذه المتاهة.

قررنا أن نتجه من التحرير بإتجاه الكورنيش لعلمنا بوجود الحواجز سواء الخرسانية أو الأمنية سواء علي إستقامة الخط الموجود بيننا وبين منتصف القصر العيني أو حتي باقي الطرق المحتملة. وصلنا إلي ميدان سيمون بوليفار وهناك حدثت المعجزة,,
وجدنا شخص فجأة يظهر وكأنه إخترق الحاجز الخرساني (الموجود يسارنا علي مسافة متوسطة) ,,  ووجدنا أخر كان يسير أمامنا يتجه ناحية الحائط الخرساني وكأنه سيعبر من خلاله,, ثم إنحرف يسارا ودخل من بوابة تؤدي إلي حوش مبني متهالك مكون من دور واحد أو دوران لا أذكر "وإختفي".
قررنا أن نسكشف ماذا يوجد هناك.

إتجهنا لنسير علي خطي من سبقنا وهناك وجدنا خرم بإرتفاع 50 سم في حائط هذا الحوش يؤدي إلي الجهة الأخري من العالم,, أي وراء الحائط الخرساني المهول.

وجدنا أنفسنا في شارع الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة,, وبعد قليل كنا-نظن أنفسنا- قد أتممنا الشق الصعب من الرحلة بوجودنا في شارع القصر العيني وأمام مجلس الوزراء ولم يتبق أمامنا –كما ظننا- سوي أمتار ونصل إلي وجهتنا.
كان يمكننا أن نلعب الكرة أو الأستغماية في شارع القصر العيني,,, جميل جدا وهو فارغ من البشر والحياة,,, كان الوضع مشابه للأفلام الأمريكية التي تبدأ عندما يقوم البطل من النوم ليغسل أسنانه وينزل من بيته –فيجد نفسه وحيدا في المدينة,,, ما علينا.
بعد قليل إكتشفنا أننا أمامنا حائط خرساني كبير في وسط شارع القصر العيني موجود بعد أو قبل بنزينة التعاون علي ما أتذكر. لكننا لم نترك أنفسنا للإحباط,, ولاحظنا أن هناك أخر يتجه إلي الحائط بكل بكل خطي ثابتة. وفجأة إختفي.

إتجهنا  إلي يسار الحائط كما إتجه المختفي,,, فإما هناك خرم للمرور أو كان هو من أهل الخطوة.

وبالفعل وجدنا أنفسنا أمام بقالة صغيرة لها مدخلان أحدهما قبل الحائط الخرساني تماما (ناحية مجلس الوزراء في شارع القصر العيني) والباب الأخر يبعد عنه ربع متر يطل علي شارع جانبي متفرع من النصف الأخر من العالم- ما وراء الحائط الخرساني)
دخلنا البقالة :"سلاموا عليكوا" وخرجنا في الحال بينما رد البقال علينا السلام بدون أي إندهاش.
في  القاهرة إذا وجدت شخص يظهر من الحائط أو يتجه إليه ويختفي,,, فهو إما شبح أو أخ فالإنسانية إكتشف Black Hole \خرم أسود – يؤدي إلي عالم موازي أو النصف الأخر من الشارع.

مينا ضياء
11\10\2013
8:23 pm

تابع المدونة علي فيسبوك

صديقي مينا هاني بعتلي الفيلم القصير دا لعمر طاهر