تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Friday 9 August 2013

بين الدين والأيديولوجية -جـ2 - العصور الوسطي الأن.

صباح\مساء الخير..
(قبل أن تقرأ السطور الموجودة أدناه أحضر ورقة وقلم وأغمض عينك لثواني... تذكر 5 أو 7 أسماء لمقاتلين تاريخيين يقدسهم\يحترمهم بعض أو كل الناس,, أو لا يحترمهم أحد. بشرط أن يكون علي الأقل أكثر من نصفهم محبب إلي قلبك وقد مر علي وجوده أكثر من ألف سنة.... إكتب الأسماء في الورقة وأكمل :) )
تصور معي وصول البشرية لألة الزمن.
لا لن يكون بالشئ الجيد. فبغض النظرعن السيناريوهات الهوليودية عن رغبة العالم المجنون في العودة للماضي لتغيره أو لتصحيح خطأ ما وبين التيم المختلفة لهذه الأفلام بين نجاحه في تغير الماضي وأثر هذا في تصحيح الأوضاع أو خراب الزمان والمكان لقيامه بالتدخل علي عكس نصيحة أستاذه المتوفي أو فشله في تغير الماضي لأن ما كان قد كان وهو المتسبب في وجود هذا العالِم ومقابلة والده بوالدته ومجيئه كهدية إلي عالمنا هذا.

تصور معي سيناريو مخالف  تماما.

مُقاتل من العصور القديمة والوسطي أوالمذكورين فالأساطير –وربما من أبطال الأديان وشخصياتها الرئيسية أو شبه الرئيسية أو حتي الصف الأخير فيها, لكنه من الأخيار والحلوين ومن سيحصلون علي الجائزة في نهاية عالمنا التعس.

هذا المقاتل لسبب ما إستطاع العالٍم المجنون أن يخطفه من زمنه ليأتي إلي زمننا بعدما أنهي معركة وقد قتل 10000 في نصف ساعة أو نصف نهار أو حرق مدينة وأخذ سيداتها سبايا أو أحرقهم,, لا يهم. تصور أي ممن أتوا علي بالك وقد أتي إلي عالمنا بعدما شفطه العالم عن طريق ألة زمن وقف خرطومها في الطرف ((الماضي)) وسحبه من فوق حصانه أو حماره أو من خيمته أو قصره إلي الصندوق الزجاجي (الطرف الثاني من ألة الزمن الموجودة في الحاضر) في أحد المدن.

تصور أن هذا المُقاتل قد أتي بكل مفاهيمه وشعر بالغربة في عالمنا هذا... ورفع سيفه علي رقبة العالِم إبن ميتين الكلب الذي تسبب في حدوث هذه الورطة- لكي يأتي له بكل أقرانه ورجاله وجنود جيشه ويشفطهم من زمنهم الماضي إلي حاضرنا.
تصور هذا المقاتل وحده\ أو هو وجيشه وقد رفعوا البنادق بدل الرماح والجرينوف بدل السيوف ومضادات الطائرات والطائرات بدل المنجنيق,,,

إذا حدث هذا فعلا وأتي هذا الشخص إلي حاضرنا فسوف يكون مكانه إما محكمة جرائم الحرب في لاهاي,, أو ربما مستشفي الأمراض العقلية...أو ربما يستقر في وليمة لأسماك البيرانا.

هذا التصور الكارثي هو التحدي المواجه للبشرية منذ مدة ليست بالقليلة. التقدم العلمي والتقدني وإنعكاسه علي القدرة علي صناعة السلاح والتدمير,,,إلخ بالضرورة يجب أن يتناسب مع عقلية حامله أو نضجه.

وجود مجتمعات وتيارات ترفع نفس الشعارات التي رفعت وقت العصور القديمة والوسطي وقبلها وبعدها هو نفس كارثة وجود هذا المقاتل لكن بدون وجود ألة زمن. إعادة إحياء الخراء الإنساني هو عينه الدوران في حلقة مفرغة أو من أعراض مرض البشرية بالسرطان.
(لا تنظر في ورقة الأسماء وإنسي أنك قد كتبتها أصلا)
هو ضميريا لا يخشي أو يخجل من قتلك لكي أكون أكثر صراحة معك.. هو سيكون في منتهي الفخر وفي إنتظار المكافأة الجنسية الأبدية.
يجب أن تستعد البشرية لمرحلة ما بعد العقائد الدموية...
الخطوة الأولي تجاه الرقي الإنساني هي نزع القداسة عن الشخصيات التاريخية. فكل أفعالهم -وإن دافع عنها محبيهم بأنه لا يجوز إخراجها عن سياقها "وزمنها"- فبنفس الحجة كذلك لا يجوز أخذها كمثل عليا في حاضرنا.

يجب أن نتعلم الحكم علي الشخصيات التاريخية والحوادث التاريخية بشكل متجرد من القداسة الزائفة. لأن الأفعال الدموية التي يمطرنا بها مجانين عصرنا تتم بالأساس بإلهام تاريخي ووهم يقنعهم بأنهم يسيرون علي درب فلان وعلان,,الذين قامت الثقافة السائدة في حاضرنا بتحصينهم ووتحصين جرائمهم –علي الأقل بمقاييس عصرنا- فلم تنتزع النجاة من المحاكمة فقط- بل أصبحت تطمح في التكرار أيضا.

نعم, إن الصراع الإنساني صراع وجود. وهو صراع تطوري فالأساس. لكن إعتقادك بدارونية الصراع (أنه تطوري) لن يعني بأن أفكارك بما أنك أفضل فإنك\أفكارك ستبقي وتنتصر... كلا. "البقاء للأفضل" لا تعني المفاضلة من وجهة نظرك. لكن الأفضلية التي ستعطي صاحبها البقاء هي القدرة علي البقاء Survive  والقدرة علي التغلب علي المخاطر والكوارث وتغير الظروف هي القدرة الفكر علي إنقاذ صاحبها ونجاته لكي يورثها لمن بعده...

الحديث عن الصراع الفكري وتشبيهه بالصراع السائد في السوق (المنتج الجيد سيفرض نفسه بسبب حب المستهلك للجودة) صحيح فقط في حالة عدم وجود عنف. أي في مناخ حر كل أطرافه غير دموية...

هل البرجماتية هي الحل؟ (البرجماتية هنا مقصود بها المعني الإيجابي: أي القدرة علي المرونة) لا أدري فالحقيقة.. أو لا أدري بعد. لكن المؤكد هو حتمية نزع القداسة عن الشخصيات التاريخية جميعها كخطوة أولية لنجاة البشرية.

مينا ضياء
10\8\2013
12:58 pm

No comments:

Post a Comment