تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Thursday 12 January 2012

معضلة المصريين المسيحيين جـ٥-وظيفة البابا

يصعب أن تتعرض لدراسة معضلة المصريين المسيحيين دون أن تقف عدة مرات أمام "البابا" وعندما أتكلم هنا وفيما سبق فإنني أتكلم عن نظرتهم إلي المنصب ولا أتحدث عن البابا نفسه (لكنك لا يمكن أن تغفل أن مما يزيد الأمر تعقيداً هو حبهم "للكاريزما"الخاصة بالبابا، فيزيد إرتباطهم به أكثر وأكثر)

ولكن دعنا ندرس الشق المتعلق بما يرونه بشكل مجرد،،ونسأل "من هو البابا؟؟" (أي بابا)

إذا سالت السؤال بشكل مباشر قد تتلقي إجابات رائعة،،ولكن فلتذهب الإجابات النموذجية إلي الجحيم،،ولننظر إلي سلوك العقل الجمعي للمصريين المسيحيين تجاه من يشغل هذا المنصب.

تجد البعض يقول لك بأن البابا لا يخطئ،مردداً النسخة المصرية من العقيدة الكاثولكية (التي طالما إنتقدوها في داخل الكنائس الأرثذوكسية :عصمة البابا) لكنها في النسخة المصرية تسمي :"حكمة البابا" في إزدواجية رهيبة !!(ملحوظة:هذا سلوك لا أساس عقيدي له ولا توجد أي كتابات أو أدبيات تبرهنه)

تجد عقيدة "حكمة البابا" متجلية في المواقف التي لا يستطيع تلبعض الدفاع عنها بل ويرونها خاطئة،(لكنهم يستدركوا جريمة الإختلاف معه بترديد جملة :"أنا مش عارف هو عمل كدا ليه!! بس هو أكيد له حكمة في كدا!! )

أخرون يقولون إدعاء (بالإضافة ل"حكمة البابا") مرددين جملة لا أساس لها من الصحة ،فيقولوا :"البابا ممثل للمسيح علي الأرض" أنا غير متعمق،ولكنني أزعم أن هذه الجملة خاطئة لدرجة الهرطقة ،،فلا يوجد في الإيمان المسيحي ولا في الأدبيات المسيحية -ما يعرف بإسم الكتابات الأبائية- (ما أعرفها علي الأقل) ما يسند هذا الإدعاء

الشئ الجدير بالذكر أنني عندما أطلب من أي شخص أن يعطيني ما يبرهن علي كلامه هذا غالبا ما يتم إتهامي بقلة الأدب.

أخرون قرروا تقديس فريضة الطاعة (لأن إبن الطاعة تحت عليه البركة) وتطورت الطاعة هذه بداخلهم إلي دفاع غريزي عن مصدر الأوامر التي يجب طاعتها (قد يكون الكاهن الذي يطيع الكاهن الأكبر منه الذي يطيع الأسقف المسؤل عنه الذي يطيع البابا-لا تنس أن المؤسسة الكنسية مؤسسة هرمية القيادة،تقدس أقدمية والطاعة -مثل الجيش)

وإذا فكرت قليلا حول هذا الدفاع الغريزي عن مصدر الطاعة ستجده منطقي جدا.كيف سيبرر لنفسه الفرد أن يطيع شخص "قد يخطئ"؟!

أخرون خلطوا (وهم كثيرين بالمناسبة) بين مثل الراعي الصالح (الذي يبذل نفسه عن خرافه) وبين ماقاله المسيح لبطرس بعد القيامة (يا سمعان بن يونا أتحبني ؟ إرع خرافي ,,,إرع غنمي ،،إنجيل يوحنا 21 : 15 - 25) من جهة وبين الحديث الذي يقول (كلكم راع ومسؤل عن رعيته)!!!! مما يدل علي تأثر كبير بالثقافة الإسلامية في النظرة للأسقف!

أخرون تأثروا أيضا بالثقافة الإسلامية إلي درجة أنهم نظروا الي البابا مثلما نظر المسلمون إلي الخليفة!! فكما أن الخليفة يقوم يإمامة المسلمين في الصلاة وقيادتهم في الحرب،،كذلك يقود البابا . فهو يرأس المسيحيين روحيا وفي الصلاة و كذلك يقودهم في السياسة!

يمكننا أن نلخص الأسباب هنا إلي الأتي:

1- تفشي الثقافة السماعية والميل إلي المزايدة لإظهار المزيد من الحب والولاء والإنتماء

"المجتمعات المحافظة تكون صالة مزاد كبري،فالكل يزايد علي الكل لإثبات أنه أكثر تمسكا ولاءً تجاه المبادئ الدينية أو الإجتماعية"

2- خلط الإعجاب الشخصي بالثوابت الدينية. (قد يكون البطرك موهوب أو له كاريزما فعلا فيحبه البعض مثلما أحبوا عبد الناصر ولكنهم يرجعون هذا الإعجاب لأسباب دينية)!!

3- الإهتمام بتدريب الأفراد علي ممارسة الطاعة (مثلما يفعل الجيش مع مجنديه،لكن الفارق أن المجند يطيع هربا من العقوبة والمصري المسيحي يطيع "لتحل عليه البركة" )

ساهم في هذا إنتشار قصص علي غرار قصة أغلب الظن هي من بستان الرهبان (لا أعلم هل هي رمزية أم حقيقية) ملخصها أن أحد الرهبان الجدد يقرأ الكتاب المقدس ولا يفهمه فإشتكي الراهب الصغير فطلب منه الراهب الأكبر منه أن يذهب ليملأ "مصفاة" بالمياه!! فيتعجب الراهب الصغير ولكنه "يطيع" ويذهب ليملأ المصفاة فيعود بها فارغة!!!! ويقول له الراهب الأكبر أن يملأها ثانيا وثالثا ورابعا والراهب الصغير "يطيع" وفي النهاية يقول له الراهب الأكبر ما معناه أنك صحيح لم تملأ المصفاة ولكنك جعلتها أكثر نظاقة،،ويتحول مغزي القصة من الإهتمام بقرائة الكتاب المقدس إلي ضرورة الطاعة!!

فحتي وإن لم يكن الطلب أو الأمر (منطقي) فيصبح الفرد بعد فترة مثل الروبوت يمكنك أن تطلب منه أن يرمي نفسه من البرج فيجيبك ب"حاضر" يوقول لنفسه أنه متعجب من طلبك ولكنك أكيد ليك حكمه،علي أي حال هو سينفذ الأمر (بغض النظر عن منطقيته)بهدف الحصول علي البركة.

من جهة أخي كما إتضح لنا،نجد أن أفكار مثل (حكمة البابا) لابد وأن تكون بالضرورة أحد أسبابها تكريس قيمة الطاعة،لأن العقل الجمعي للمصريين المسيحيين أراد أن يحل إشكالية (الطاعة والمنطق أو الأخلاق) فخرج بإختراع "حكمة البابا"ليحل هذا الإشكال،وتطورت الفكرة من "الطاعة" إلي الدفاع عن "من تتم طاعته" دفاعا غريزيا كما أوضحنا.

4- تناسي أن الهرطقات كان مصدرها دائما رتبة كنسية كبير قد تصل الي أسقف أو بطرك،،مما يتنافي مع فكرة أن البطرك مساق من الروح القدس ولا يخطئ!! فدازد وشاول وشمشون وغيرهم كانوا "مسحاء للرب" وأخطأوا!! ما الجديد!! سليمان أيضا كان مسيحا للرب وكان معطي حكمة من فوق ولكنه أخطأ! ما الجديد!!

5- نسيتم أثناسيوس؟؟ أم أنه الشاب الوحيد الذي من حقه أن ينتقد من هم أكبر منه؟ (أنا وأخويا علي إبن عمي وأنا وإبن عمي علي الغريب)!!

6- التاثر بالثقافة الإسلامية والخلط بينها وبين الأفكار والموروثات المسيحية.

7- تجاهل الدولة لمشاكل المصريين المسيحيين الخاصة (بناء الكنائس أو تجديدها أو الإفراج عن شباب من المصريين المسيحيين قبضت عليهم الدولة لمساومة المتضررين من الأحداث الطائفية من المصريين مسيحيين حتي يقبلوا الصلح العرفي ويتنازلوا عن حقوقهم ) والعامة (للمجتمع ككل-تراجع دور الدولة في الرعاية الصحية والتكافل الإجتماعي )فأصبحت المؤسسة الكنسية تخدمهم روحيا وتقوم أيضا بدور القنصليات الأجنبية التي ترعي أبنائها في مصر،فلا تتعامل الدولة مع المصريين المسيحيين إلا من خلال ممثلهم الرسمي (البابا أو الأسقف المحلي)

8- عدم سماح الدولة بظهور أحزاب أو حركات قوية تمثل التيار المدني خلال ال٦٠ سنة الماضية فلم يكن لهم متنفس خلال هذه الفترة،وبعد الثورة قامت بالتنكيل بمن خرجوا "عن طوع الكنيسة" إلي الشارع ،،وتتجاهل الكيانات المدنية أو الحركات "القبطية" (كحركة شباب ماسبيرو مثلا.-بغض النظر عن إختلافنا مع المنطلق الذي بدأت به-التي تحاول حاليا تصحيحة) وتفضل التعامل -كالعادة-مع البابا أو الأساقفة.

الملخص أن الدولة تتجاهل أي ممثل مدني أو علماني للمصريين المسيحيين لمطالبهم الخاصة (ولا يتوقع أن تغير الدولة طريقة تعاملها في الفترة القادمةلأن هذا يخدم مصالح الدولة ومن هم في السلطة) كما تتجاهل مطالب جماعات الضغط والجماعة الوطنية بشكل عام.

وبسبب هذا كله أصبح البابا هو القائد الروحي،والسفير،والممثل السياسي والإجتماعي وأيضا ممثل المسيح علي الأرض!

ولكن يظل السؤال،،ماذا يعني "بطريرك"فعلا وما هي وظيفته؟؟ (التفاصيل التي سيتم ذكرها منقولة من موقع www.st-takla.com )

"كلمة بطريرك* تعنى في الكنيسة المسيحية "أب الآباء" أو "رئيس الآباء" والكلمة يونانية مكونة من مقطعين (باتير πατήρ) أي أب و(أرشي Ο άρχής) بمعني رياسة فيكون المعني الكلي رئيس الآباء

وردت الكلمة فى السبعينية وهى تعنى "أب قوم" ، أو "أب شعب"، ومن الوجهة الإنجيلية تطلق الكلمة على إبراهيم وإسحق ويعقوب (بطاركة العهد القديم). وعلى أبناء يعقوب الإثنى عشر (تكوين 12: 50؛ أعمال7: 8؛ وعبرانيين 7: 4)

ومن وجهة التقليد الكنسى العام، فهى تطلق على تلاميذ الرب الإثنى عشر، وعلى السبعين رسولاً، والقديس مرقس الرسول هو البطريرك الأول لكرسى كنيسة الإسكندرية.

وهى تعنى في الكنيسة المسيحية "أب الآباء" أو "رئيس الآباء" . ولم تعرف كلمة بطريرك إلا في القرن الخامس الميلادى، فقد أستعمل هذا اللقب لأول مرة في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير (401-450م) وكان الإمبراطور ثيؤدوسيوس هو أول من دعا أسقف روما بطريركاً.

في مجمع نيقية المسكونى الأول سنة 325 م، كان يدعو بطاركة الكنائس أساقفة، ولكن (أسقف الإيبارشية الإولى كان يدعى الأول أو المتقدم بين الأساقفة)، وهو متروبوليت الإيبارشية الرئيسية، والتي يتبعها الأقاليم المحيطة بها. وكان مركز البطريرك الإدارى أكبر من متروبوليت حسب تفسير العلماء (أمثال: برسيفال، هاموند، فولكس، وهيفيليه) للقانون السادس لمجمع نيقية.

وإذا أردت معني كلمة أسقف ستجد الأتي

معني "أسْقُف**"

الكلمة العربية "أسقف" مقتبسة عن اللفظ اليوناني "أبسكوبوس" التي معناها "مشرف". وهذه الكلمة اليونانية استعملت في الترجمة السبعينية عن العازر الكاهن (عدد 4: 16) وعن قواد الجيش (عدد 31: 14) وقد استعملت هذه الكلمة خمس مرات في العهد الجديد. ففي أعمال 20: 28 يدعو الرسول شيوخ (عدد 17) كنيسة أفسس "أساقفة" ويقول أن واجبهم أن يرعوا كنيسة الرب . وكان في كنيسة فيلبي عدد من الأساقفة (فيلبي 1: 1). وفي 1 تيمو 3: 2- 7 يعدد الرسول المؤهلات التي ينبغي أن تتوفر في الأسقف. أمّا الموظفون الآخرون الذين يذكرهم الرسول فهم الشمامسة (عدد 8- 13). وفي تيطس 1: 5- 9 يذكر الرسول مرة ثانية المؤهلات التي ينبغي أن تتوفر في الأساقفة (عدد 7) الذين يذكرهم أيضاً باسم الشيوخ (عدد 5) ويمكن أن تلخص هذه المؤهلات فيما يأتي:

(1) ينبغي أن يكون الأسقف زوج امرأة واحدة وله أولاد في الخضوع.

(2) وينبغي أن يكون طاهر الخلق كن طاهر الخلق كريماً جواداً.

(3) وينبغي أن يكون له صيت حسن لدى الذين هم في الخارج.

(4) وينبغي أن يكون صحيح الإيمان سليم المعتقد.

(5) ومن جهة المقدرة الشخصية ينبغي أن يكون كفؤاً، قادراً على أن يعلم الآخرين. وقد اكتمل نضوجه من حيث السن.

ومن الواضح أن الرسول يتكلم عن نفس الوظيفة الواحدة، مرة باسم شيخ ومرة باسم أسقف. وفي 1 بط 2: 25 يدعى المسيح راعي النفوس وأسقفها."

وكما يتضح من التعريفات الأولي ،،لا يوجد للأسقف أو للبطرك وظيفة سياسية ولا يمثل المسيح علي الأرض!!

مينا ضياء

12/1/2012

3:35

*البطريرك

**الأسقف

تابع المدونة علي فيسبوك

معضلة المصريين المسيحيين جـ1-مفاهيم سياسية خاطئة

معضلة المصريين المسيحيين جـ2 -مابيحسوش بمشاكلنا-الحل فتش عن يسوع

معضلة المصريين المسيحيين جـ3-بيت صلاة أم أداة تجميل للطغاة

معضلة المصريين المسيحيين جـ4-مفترق الطرق

2 comments:

  1. thats a really really straight to the point subject.u know am a muslim and i always hated the way Christians idolize certain person,which is the pope,whenever i speak with any of my friends they just say one sentence,the pope cant be wrong and his wisdom is infinite.he is a person isnt he?!and he was so wrong so many times and his job became a part political but i cant blame him,Christians were and still are suppressed,and he does all he can to let his people go on by and live in peace avoiding any kind of clashes that can occur with the old regime.i really dont blame him,but he need to wake up and take a stand,if its not for him,he should, for his people to make it up to them.
    but i love your piece mina.

    ReplyDelete
    Replies
    1. Thank You MeNtOs for ur Support :) Agree with You

      Delete