تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Wednesday 18 January 2012

إبتزاز الليبرالي جـ١- حجب المواقع الإباحية

عادة ما تتجه المناقشات التي تدور بين ليبرالي وأبناء التيارات الدينية إلي إتجاه المزايدة والإبتزاز بخصوص "الحلال والحرام" أو بخصوص القيم المجتمعية المتباينة في المجتمع الواحد

أحد هذه الأفخاخ حدثت وقت إستضافة عمرو حمزاوي في قناة الناس وكان المذيع هو خالد عبد الله.

كان السؤال كالأتي :"هل ستوافق علي قانون لحجب المواقع الإباحية أم لا؟؟"

عندما نتعرض لهذه الأنواع من الأسئلة يجب أن نفكر قليلا في هدف السؤال ومغزاه وألا نجيب عليه علي طريقة (البينج بونج) حتي وإن كان هذا طلب السائل

ولنا علي هذا الموقف عدة ملاحظات:

الملاحظة الأولي قبل أن ندخل في التفاصيل أن سؤال يبدأ بكلمة "هل" منطقياً له إحتمالين للإجابة ،الإحتمالان هما:

نعم حينها ستكون : شخص فاشي يظن أنه وصي علي الشعب أو baby sitter !!

لا وحينها سيتم الترويج بأنك فاسق تريد نشر الرذيلة بين المؤمنين !!

الملاحظة الثانية هي أن كل من الإيجابتين إجابات غير صحيحة.لهذا فالرد علي هذا السؤال لا يكون "بنعم أو بلا" بل يكون معتمدا علي أحد أهم أسئلة ال Negotiation skills (مهارات التفاوض) ويكون بسؤال إستفهامي بغرض الفهم،،السؤال هو :"لماذا تريد حجب المواقع الإباحية؟"

هذا السؤال مهم لأنه سيحدد لك هوية من تكلمه،،هل هو "محافظ" أم "فاشي"

فإذا كان محافظاً سيكون رده يدور حول "حماية الأطفال من الإستغلال وتقليل إحتماية تعرض الأفراد لهذه المحتويات علي الإنترنت" وهذا رد يحترم سنرد عليه قريبا.

أماإذا كان فاشياً فإنه سيرد ردود حول "حماية الشباب من أنفسهم وحماية (المجتمع) أو ردود علي هذا السياق"

إذا كان السائل فاشي التوجه فإنه سيميل إلي المزايدة والكلام معه لن يكون مجدي،فهدفه الوحيد هو السيطرة علي (المجتمع المتكون- من وجهة نظره/ من الأطفال والغير ناضجين)الذين سيكتب لهم حظهم العاثر الوقوع تحت أسر سلطته

أما إذا كان السائل شخص محافظ فهو غالبا يسعي للأفضل من وجهة نظرة،،وإن كنت أختلف معه لمعارضتي للرقابة علي الأفراد وإيماني بحريتهم إلا أنني أزعم بإمكانية الوصول لحل وسط وأرضية مشتركة بعكس الفاشي الذي تكون محصلة الكلام معه مضيعة للوقت ولا فائدة منها سوي لإثبات فاشيته لمن هم علي الحياد.

يهمني أن أوضح قناعتي التامة بوجوب حد سلطة الدولة علي الأفراد والمواطنين إلي الحد الأدني بخصوص التدخل في حياتهم الشخصية أو إستغلالهم، وأن سلطة الدولة لا يقع تحتها الفرد ما لم يجرم،وإذا أجرم الفرد يقع تحت سلطة الدولة فيجؤخذ منه حق "الحرية" مثلا لكنه يحتفظ بكافة حقوقه كإنسان (عدم الإيذاء البدني مثلا)

كذلك إذا إفترضنا أننا وافقنا علي فرض سلطة الدولة لفلترة المحتوي الذي يطالعه المواطنين المصريين،هل تعتقد فعلا بأن المحتوي الإباحي سيكون بعيد المنال إذا ما أراد أي فرد الوصول إليه؟! فعلاً؟!

ألا تعلم بوجودإختراعات مثل البروكسي proxy وبرامج المشاركة torrent ومواقع يمكن رفع ملفات (تم تغير إسمها،بل وضغطها لتكون .rar مثلا)؟؟

ألا تعلم أنك كلما حاولت وضع قيود اليكترونية كلما رفعت من إحتمالية خلق جيل جديد من الهاكرز سيستمتعوا بضرب عرض الحائط برقابتك وشغفك للسيطرة علي لخلق؟! ألا تعلم أن التطور التقني لن يقف عاجزا أمام نهمك الدائم للسيطرة؟!

كل ما سبق هي حقائق،لكن ما سأقوله الأن هي حقائق (من وجهة نظري الشخصية) وهي تتلخص في أن الدولة (السلطة أو من يسعي لها) تصدر "المحتوي الإباحي" كمشكلة لتنال مباركة المحافظين تجاه خطوة حصول الدولة علي حق فلترة المحتوي والرقابة علي ما يصل إليه الناس علي الإنترنت،،وعندما تمتلك السلطة (ممثلة في الدولة) حق الحجب بشكل قانوني فإنها لن تحجب المحتوي الإباحي فحسب،بل ستحجب أيضاً مواقع المعارضة السياسية أو المواقع التي تعرض إنتهاكات حقوق الإنسان أو المنظمات الحقوقية الدولية،،، إلخ

)الجدير بالذكر أن دولا مثل السعودية مثلا إستطاعت حجب حسابات شخصية علي تويتر لنشطاء مصريين -إنتقدوا العائلة المالكة هناك- حجب هذه الحسابات عن المستخدمين داخل السعودية بدون أن يحجبوا تويتر نفسه!! (

أخيراً سؤال :"لماذا تريد حجب المواقع الإباحية؟" ليس هدفه تحديد هوية المحاور فحسب،بل أيضا يحدد هدفه ومعرفه هدف المحاور (المبني علي هويته) من السؤال طريق مختصر للوصول للأرضية المشتركة

فإذا كان هدفه حماية الأطفال فعلا،وأنت هدفك تعظيم الحرية الشخصية وحماية لأفراد من إستغلال السلطة أو إيذائها أو تحكمها في حياتهم، أصبح من الممكن إيجاد حل وسط compromise يحقق كل هذه الأهداف.

لذا إذا كان المحاور فعلاً من النوع المحافظ يكفي أن تخبره بوجود أنظمة إنترنت أسرية تدعي (أنظمة أمنة) تحجب هذه المواقع إذا ما طلب المشترك بنفسه (عشان خاطر الأطفال أهو يا عم الحاج) ،،من المفترض أن يقتنع الشخص المحافظ بوجود بديل "الرقابة الذاتية" لأن المستخدم المصري ليس برضيع يجب لفه بسبعة ألحفة لحمايته من لطشات البرد! أما إذا كان فاشي فلك الله،،لو عندك وقت إستمر في الكلام.

مينا ضياء

19/1/2012

6:13 am

إقرأ أيضا:

قواعد السلطة -(القواعد الخمسة للسلطة)

تابع المدونة علي فيسبوك


4 comments:

  1. مقالك جيد جدا و اشكرك عليه و على فكرك المستنير ايضا

    ReplyDelete