تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Wednesday 2 May 2012

خلف كل قيصر يموت

"لكل من يقرأ,بسم ما تعتقده,,أما بعد.بعد الجرائم المهينة للإنسانية التي قام بها النازي,,قررنا نحن "الفصائل x  العالمية "  الكفاح المسلح حتي إسقاط الرايخ الثالث ومن والاه. والقصاص من كافة القتلة ومصاصي الدماء في كل بقاع الأرض الدموية"

لم يكن واثقاً بأنه في كامل وعيه عندما قرأ هذا المنشور,,الذي ألقي عدة مئات منه فوق السوق الرئيسية لبلدته.
فالعالم تغير كثيرا بعد إنتصار الرايخ الثالث.وأصبح أكثر هدوئا وتنظيما ورتابة وإحكاما. لم يكن التمرد أو الإمتعاض أشياء مسموح بها,,فالأقاليم الأقل,والتي لا يسكن بها أبناء الأعراق العليا وأيضا ليسوا أبناء الأعراق الأدني في الهرم البشري,,تلك الأقاليم التي إحتوت علي الفئة الأكثر حظا بين الغير راقيين-أبناء الأعراق الوسطي,الذين إحتاجوهم أبناء الأعراق العليا للقيام بالأعمال الدنيا,والخدمية,,فكانوا أكثر فائدة من أن يستخدموا كفئران تجارب أوكنفايات تمت إبادتها.

هذه الأقاليم كانت تعتنق الكأبة دينا,والرقابة منهجا من قبل السكان ومناديب برلين. وكان رجال الدين جميعهم,قد تشربوا فكرة الأعراق العليا والدنيا حتي أمنوا بها,,وتسابق كل منهم ليثبت أن كتبه قد سبقت "العلم" لتشير إلي هذه النظرية "العظيمة".

لم يسع النازيون لتغير معتقدات الرعايا,,بل العكس,أصروا علي تأسيس حرية الإعتقاد في كافة الأديان,مادامت مقترنة بالإعتقاد بالأعراق,,بالتحديد,أن الأعراق العليا هي الأكثر رقيا,والأعراق الوسطي قد خلقوا لراحة ورفاهية الأعراق العليا,,وأن الأعراق الدنيا قد خلقوا ليكونوا فئران تجربة لكل المستحضرات الجديدة التي إبتكرها أبناء الأعراق العليا,,فهم-أبناء الأعراق الدنيا- هم الأقرب جينيا من الإنسان الراقي بالمقارنة ببقية الحيوانات,,وعلي هذا فإن أي دواء قبل أن يطرح في الأسواق يجب أن يمر عليهم.

لقد وجد حلمه أخيرا..متمردين أخرين مثله,قد يكافح معهم فينتصروا أو يصبح مصيرهم حطب لتدفئة النازيين,لا يبالي.المهم أن يتمرد علي هذا الوضع المذري.
إستطاع أن يتواصل مع الفرع المحلي "لفصائل X العالمية", وترك هله بعدما ترك لهم رسالة باللغة المحلية تفيد توديعه لهم علي أمل اللقاء,ولم ينس أن يذكر لهم في النهاية ضرورة حرق هذه الرسالة,حتي لا تصبح دليل يدين أسرته فيكونوا ضحايا أحد النسخ الأولية من مصل مرض جلدي جديد!!

لم يلبث أن يصل "لفصائل X" حتي علم أن أول البلدات التي سيقومون بتحريرها هي بلدته,,كانت فرحته غامرة,حتي بعدما علم بأنه لن يستطيع إكمال الدورات التدريبية المقررة ليواجه حاميات النازي الموجودة علي أطراف بلدته الستة,,لم يبالي بأن يراه أبناء عمومته داخلا من بوابة القرية وسط حشود المحررين الفاتحين,,كل ما فكر فيه,هو أن أهله سيعيشون في الحرية التي تطوع في الفصائل من أجل إقرارها..

بات ليلته الأولي في غرفته,,وتذكر أخر ليلة كان بها قبل أن يهرب عند أول شعاع للشمس لينضم إلي "فصائل X العالمية",,قرر أن ينام ويترك الفخر يستولي عليه.

فزع من نومه علي صراخ أهل بيته,فوجد بعض عناصر "فصائل X العالمية" وقد إقتحموا بيته وهم يتمتمون عن جواسيس نازيين قد فروا بعد القبض عليهم,,وجدهم يحطمون كل ما تطاله أيديهم وسط بحثهم العبثي, فإندفع بداخل بيجامته تجاه قائد فرقة البحث ليخبره بأنه زميلهم,لكن عاجله أحد حرسه الشخصيين برصاصة في رأسه ليقول في جهاز الإتصال المثبت علي كتفه :"تمام يا أفندم,قتلنا أحد الجواسيس".

مينا ضياء
2/5/2012
10:00 pm

No comments:

Post a Comment