أم سعاد تغضب لتقليل الإعتماد 1/2

الحجرة مغلقة لا يوجد بها أي منفذ للنور الشبابيك مغلقة و الستائر السوداء محكمة الغلق, و الإضاءة خافتة,منعدمة في أركان ااحجرة ماعدا الطاولة التي تتوسطها وموضوع عليها مصباح خفيفة منطقة نفوذه وتأثيره لا تتعدي حدود الطاولة المستديره , , فتختلط الإضاءة بدخان التبغ المتصاعد من أمام الحضور وهو يتراقص بهدوء اللهما إلا إذا شوح أحدهم بعصبية أو نفخ نفخة غضب وتأفاف
.
الحضور من اليمين لليسار
,
الأحدب الاشيب ذو النظرات الثاقبة المنطلقة من فوق نظارته الطبية الساقطة لمنتصف أنفه,وهو رئيس الجهاز.

الشقراء الرياضية الجسم الممشوقة القوام علي الرغم من أنها في منتصف العقد الرابع من عمرها الحافل بالمغامرات خلال فترة عملها بالجهاز,وهي رئيسة الحكومة.

القمحي البشرة,ذو العقد الخامس من العمر,كان مجنداً في جيش الدفاع وترقي في المناصب السياسية بعدما ترك الخدمة العسكرية لأن سمعته كانت تسبقه بسبب بطولاته التي قام بها في عدة حروب أشعلتها بلده, كثيف اللحية الغير شيباء وتحت عينه اليسري جرح قطعي يصل إلي اسفل أذنه اليسري يقال أن هذا تم في إشتباك مع جندي من الأعداء كان يحمل سلاح أبيض بعدما نفذت ذخيرته فهجم عليه بسكينه ليجرحه,ويأسره وليكن هذا الجرح هو خط النهاية لبطولاته العسكرية,وخط البداية لعمله السياسي البارز وأداته لقهر خصوم سياسيين مخضرمين كل ذنبهم أنهم لا يوجد في وجههم جروح أو ندبات تشهد بتضحيتهم لأجل وطنهم,,وهو وزير المالية.

الأحدب يدعي "كوهين",والشقراء "شوشانا" والأخير يدعي "إزاك"
كوهين يشوح بعصبية ويقول :"ماهو بصوا بقا,الإعتماد بتاع السنة دي أخروا يخلص علي شهر 9,إنتوا إزاي بتقولوا كدة؟!"
يبتسم إزاك في هدوء ويقول:"يا كوهين يا حبيبي,إنت عارف إن التعليم والصحة هما في أولاوياتنا السنة دي,ف معلش حاول تضغط نفقات جهازاك علي قد ما تقدر!"
كوهين :"ده كلام فاضي,منغير الجهاز ونفاقاته إللي بتقولوا عليها دي كان زامانا لابسين 4 كوارث بالميت,ناهيك عن نجاح محاولة إغتيال واحدة علي الأقل لحد كبير في جيش الدفاع أو الحكومة,,النفقات دي يا "إيزو" هي إللي لسة مخلية راسك فوق كتافك"

كانت شوشنة تنظر إليهم في هدوء وصمت منتظرة لتري إلي اين سيصلون,لكن تغيرت ملامحها مع الجملة الأخيرة للإنزعاج,أما إزاك فتخلي عن إبتسامته البلاستيكية لينفعل ويقول وهو يخبط الطاولة بغضب "نعم يا كوكو!!,راس مين إللي فوق كتفها بفضل نفاقاتك!!,,شايف ده؟" ويشير إلي الجرح الموجود أسفل عينه اليسري ,ويكمل :" إحنا كنا مرمين بنشوف الموت بعنينا و أنتوا مش فالحين غير في عمل تقارير خيبانة,," تتغير ملامح كوهين ويرفع نظارته في عصبية حتي أنها تكاد تخترق جمجمته,ويكمل إزاك قائلاً:"بلا خيبة". 

فيقرر كوهين الدخول في معركة ردحية ويقول :"بقا انت يابن امبارح إللي,," لتقاطعه شوشنه بهدوء واثق,,,وتقول:"مش كفاية كدة؟",,,فيكتم كل من الديكين ردحه بداخله إحتراماً لها,,,,
وتقول شوشنة :"إنتوا عارفين إن كلامكم بالطريقة دي مش هاوصلنا لحاجة,,ممكن نعقل؟",,ثم تنظر في ساعة يدها المرصعة بأربع ماسات صغيرة في الأركان الاربعة,وتقول :"الرئيس المفروض يوصل دلوقتي",,تنظر لهما,وتقول,,ياريت إللي حصل ده مايتكررش تاني,وإلا ورب الهيكل لأكون حالة أم دي حكومة ,,حالة تتسلقوا فيها يا بعدا",,ويدخلون جميعهم في في موجة ضحك,حتي يسمعون خطوات تقترب من الباب ,فترجع ملامحهم إلي الجيدة,,,
ثم تتوقف الخطوات,تتحرك الأكرة,ينفتح الباب,ويدخل الرئيس بهدوء.
وهو أششيب,ينحدر من أصول روسية,ويفتخر بأن جده وجدته كانوا من مؤسسين الدولة,علي الرغم من أنه ليس فوق الحكومة,و منصبه إستشاري وصلاحياته قليلة,إلا أن شخصيته وخبرته الواسعة دائماً ما تحتم عليهم سماعه,وقبول منطقه,حتي وإن تعارض معهم.

يسحب الرئيس الكرسي المواجه لرئيسو الوزراء,ويجلس ويقول بجدية وصرامة :"فكروني أرفع قضية علي شركة نحاميا للمقاولات,,"ينظر له ثلاثتهم في إستغراب,,,فيكمل كلامه قائلاً :"أصل غحنا متعاقدين معاهم علي مبني عازل للصوت,وإنتوا صوت خناقتكم يا ديوك البراري أنتوا واصل لحد عامل الأمن",,وتتحول ملامحه للضحك فيضحكون جميعاً.ثم تعود شوشنة لجديتها وتقول:"نرجع جد شوية بقا!"

مينا ضياء
17/5/2010

يتبع 1/ 2

تابع المدونة علي فيسبوك