يرجعون لملامحم الجدية وكانهم روبوتات عادت
للعمل بعدما شُحنت بطاريتها,ينظر كل منهم في أوراقة,فيما أخرج الرئيس من شنطته
ثلاثة ملفات وأعطي كل منهم نسخة,وأخرج سيجار كوبي فاخر وقال:"زي مانتوا
عارفين حاجات كتير ممكن مانستافيدش منها,إلا إذا,," ووضع رأس السيجار داخل
مقصلة صغيرة ,ثم أكمل :"اتخلصنا من الزوايد" قالها وهو يضغط علي سلاح
المقصلة لينزع رأس السيجار.
ابتسم إزاك بشكل أقرب إلي الكيد منه إلي المكر ,فما كان من كوهين إلا أن انتظر ثانية حتي يشعل الرئيس
السيجار ويأخذ النفس الأول منها وقال "وانت شايف إن السيجار بيفيدك! ياريس حاسب علي شراينك" متعمداً تسميم سمعه فيما هو يدخن حتي لا يستمتع بسيجاره,إلا أن الرئيس لم تتحرك ملاحه وكأنه لم يسمع شيئاً,ولكنه قرر إدخار جهده لما سيقول,وإن كان سيحرص علي أن يرد لكوهين استهزائه قريباً جداً .
قال الرئيس :"زي ما بيقول المصريين,المال السايب بيعلم السرقة",,وينظر لكوهين وهو يسقط أول دفعة من طافية السيجاره داخل الطفاية الموجودة أمامه,ويبتسم وينتظر عندما يهم كوهين بالرد ليكمل قائلاً :"بس أنا شايف إن المال السايب بيعلم الخيبة"وينطقها بحدة وينظر لكوهين مباشرة في عينيه وكأنه يسد له شرايين مخه ,لتقطع شوشنا صمتهم وتقول:"ممكن نوضح أكتر؟"
يفرد الرئيس ظهره علي المقعد الوثير وينظر للسقف وكأنه ينظر لنجوم تلمع فوق أحد الغابات أو الصحاري المهجورة,,ويضع السيجار في الركن الأيمن من فمه ويشبك يداه خلف رأسه ويقول :"هو الجهاز كان جابلنا إيه غير وجع القلب وقلة القيمة؟!"
ينظرون إيه في إرتياب وهو غير عابئ بصمتهم أوأصوات إستنكارهم ويكمل :"رمضان شاهد يا سادة علي كدة." ترتبك ملامحهم وينظرإزاك وكوهين إلي بعضهم البعض وكل منهم قد خمن رمضان غيرالذي خمنه الأخر,فقد ظن إزاك أن الرئيس يتحدث عن أخر الحروب التي خاضها وكانت علي الجبهة المصرية في سيناء,بينما ظن كوهين أن رمضان هذا أحد الجواسيس الجدد الذين جندهم الجهاز,وغضب لأنه إعتبر ان حصول الرئيس علي معلومات من الجهاز دون معرفته بمثابة تعدي عليه,بينما فضلت شوشنا أن تسأله "قصدك إيه؟"
فينظر لهم الرئيس ويقول :"مش ملاحظين يعني إن الجهاز مادة دسمة للمسلسلات المصرية!! قاعدين بياكلوا عيش علي قفانا,,وكإننا عملناه عشان يلاقوا قصص يصوروها!! ويارتها مسلسلات أو أفلام بتحترمنا!,إلا ولازم دايماً يطلع ظابط الجهاز يإما ضغف أو الجندي عيل سييس,,والقصص بتبقي أقرب للمغامرون الخمسة."
يمسك كوهين رأسه وينظر للأرض بينما يقول إزاك وهو ينظر للتقرير :"كمان يا ريس عملاء كتير بيتقفشوا,وده راجع يإما لسؤ الإختيار,أو ضعف التدريب,,علي الرغم من موارد إللي كانت مُسخرة للجهاز في الفترات إللي فاتت و.." فيقاطعه كوهين :"بلا مُسخرة بلا مًسخرة,يا شوشنا إنتي أدري واحدة بصعوبة العمليات قوليلهم رجالتنا بتمر ب إيه!!",,فتنظر إليه شوشنا بحسرة ثم تنظر لإزاك والرئيس وتقول :"مافيش عمل إستخباراتي سهل يا جماعة."
فيقول إزاك:"صح يا شوشنا,بس عندك المصريين مثلاً,مش بنقفش حد منهم بيتجسس علينا,وده ليه معني من إتنين,,يإما المصريين مسالمين جداً أو إنهم بيبعتوا و بيدربوا ناس كفأتهم أعلي بكتير من رجالة كوهين إللي صارفين عليهم دم قلبنا,,يعني ولا عارفين يقفشوا و يوم ما بييعتوا بيتقفشوا."
يرفع كوهين رأسه ويقول :"جوهر العمل الإستخباراتي يا جماعة.." فيقاطعه إزاك قائلاً :"يإما جمع وتحليل معلومات عن دول أو جهات أجنبية,والقيام بأنشطة تخريبية في الدول المعادية و مقاومة الأجهزة الأجنبية وإجهاض أهدافها,,الكلام ده محفوظ حضرتك"
يرفع الرئيس يداه ويطرقع أصابعه ويقول:"منغير ماتزعل يا كوهين,إقرا الصحف المصرية,,"يخرج الرئيس ملف من حقيبته به مئات من قصاصات الصحف ويضعه في منتصف الطاولة ويفتحه وينشر الأخبار بعشوائية مثلما يفعل محترفوا الدومينو في المقاهي المصرية .ينظر الجميع في القصاصات المتناثرة,ويقرأون وتخطلت همهماتهم وكأنها صلوات تقال سراً فلا تسمع سوي كلمتين من كل خبر علي الأكثر
"خضار مسرطن زراعة مجاري أهمال نيل قطر صعيد حريق غريق مركب إيطايا نفايات تأخر تعليم فاسد فتنة طائفية سحل مواطن العيش انبوبة بوتاجاز غضب فقر بطالة أطفال شوارع فشل فشل فشل فشل ريادة زعامة كرامة المصري إبني بيتك بيع أراضي تراب النقود عبارة صفر مونديال مكانة مصر حوض الوضع مستقر لانية علاوة بنزين انتحار كوبري رغيف رصيف أبطال أفريقيا."
"أنا أسف يا كوهين,بس أكفأ عملاء ممكن نزرعهم هناك مستحيل يقدروا يعملوا كل ده,,," يقول الرئيس,ويكمل "علاوة علي إنك لو مش ناوي تخرب,,و تتجسس بس و تجمع معلومات ,,قل لي كدة,هاتتجسس علي المحطات النووية إللي عندهم؟!,ولا علي مراكز الابحاث إللي الباحثين طفشوا منها و راحوا علي أمريكا و بتجيلنابالساهل!!,,صدقني يا كوهين مش هتلاقي غير محطات مية مكهربا و صرف صحي و أتوبيس,,,هاتتجسس علي إيه في دول؟!"
يبتسم إزاك ويقول :"يعني مافيش حاجة تتجسس عليها والخراب إللي عمرك ما تفكر إنك تقدر تعمله بيتم ببلاش!! صدقت بقا إن أي فلوس هاتتصرف في أذاهم أو التجسس عليهم هي إهدار لأموال دافعي الضرائب!!,,با عم الخراب ده بيتم ببلاش".
يمتعض كوهين وينظر لشوشانا فتقول له :"وجه مجهودك فيما يفيد يا كوهين"
ابتسم إزاك بشكل أقرب إلي الكيد منه إلي المكر ,فما كان من كوهين إلا أن انتظر ثانية حتي يشعل الرئيس
السيجار ويأخذ النفس الأول منها وقال "وانت شايف إن السيجار بيفيدك! ياريس حاسب علي شراينك" متعمداً تسميم سمعه فيما هو يدخن حتي لا يستمتع بسيجاره,إلا أن الرئيس لم تتحرك ملاحه وكأنه لم يسمع شيئاً,ولكنه قرر إدخار جهده لما سيقول,وإن كان سيحرص علي أن يرد لكوهين استهزائه قريباً جداً .
قال الرئيس :"زي ما بيقول المصريين,المال السايب بيعلم السرقة",,وينظر لكوهين وهو يسقط أول دفعة من طافية السيجاره داخل الطفاية الموجودة أمامه,ويبتسم وينتظر عندما يهم كوهين بالرد ليكمل قائلاً :"بس أنا شايف إن المال السايب بيعلم الخيبة"وينطقها بحدة وينظر لكوهين مباشرة في عينيه وكأنه يسد له شرايين مخه ,لتقطع شوشنا صمتهم وتقول:"ممكن نوضح أكتر؟"
يفرد الرئيس ظهره علي المقعد الوثير وينظر للسقف وكأنه ينظر لنجوم تلمع فوق أحد الغابات أو الصحاري المهجورة,,ويضع السيجار في الركن الأيمن من فمه ويشبك يداه خلف رأسه ويقول :"هو الجهاز كان جابلنا إيه غير وجع القلب وقلة القيمة؟!"
ينظرون إيه في إرتياب وهو غير عابئ بصمتهم أوأصوات إستنكارهم ويكمل :"رمضان شاهد يا سادة علي كدة." ترتبك ملامحهم وينظرإزاك وكوهين إلي بعضهم البعض وكل منهم قد خمن رمضان غيرالذي خمنه الأخر,فقد ظن إزاك أن الرئيس يتحدث عن أخر الحروب التي خاضها وكانت علي الجبهة المصرية في سيناء,بينما ظن كوهين أن رمضان هذا أحد الجواسيس الجدد الذين جندهم الجهاز,وغضب لأنه إعتبر ان حصول الرئيس علي معلومات من الجهاز دون معرفته بمثابة تعدي عليه,بينما فضلت شوشنا أن تسأله "قصدك إيه؟"
فينظر لهم الرئيس ويقول :"مش ملاحظين يعني إن الجهاز مادة دسمة للمسلسلات المصرية!! قاعدين بياكلوا عيش علي قفانا,,وكإننا عملناه عشان يلاقوا قصص يصوروها!! ويارتها مسلسلات أو أفلام بتحترمنا!,إلا ولازم دايماً يطلع ظابط الجهاز يإما ضغف أو الجندي عيل سييس,,والقصص بتبقي أقرب للمغامرون الخمسة."
يمسك كوهين رأسه وينظر للأرض بينما يقول إزاك وهو ينظر للتقرير :"كمان يا ريس عملاء كتير بيتقفشوا,وده راجع يإما لسؤ الإختيار,أو ضعف التدريب,,علي الرغم من موارد إللي كانت مُسخرة للجهاز في الفترات إللي فاتت و.." فيقاطعه كوهين :"بلا مُسخرة بلا مًسخرة,يا شوشنا إنتي أدري واحدة بصعوبة العمليات قوليلهم رجالتنا بتمر ب إيه!!",,فتنظر إليه شوشنا بحسرة ثم تنظر لإزاك والرئيس وتقول :"مافيش عمل إستخباراتي سهل يا جماعة."
فيقول إزاك:"صح يا شوشنا,بس عندك المصريين مثلاً,مش بنقفش حد منهم بيتجسس علينا,وده ليه معني من إتنين,,يإما المصريين مسالمين جداً أو إنهم بيبعتوا و بيدربوا ناس كفأتهم أعلي بكتير من رجالة كوهين إللي صارفين عليهم دم قلبنا,,يعني ولا عارفين يقفشوا و يوم ما بييعتوا بيتقفشوا."
يرفع كوهين رأسه ويقول :"جوهر العمل الإستخباراتي يا جماعة.." فيقاطعه إزاك قائلاً :"يإما جمع وتحليل معلومات عن دول أو جهات أجنبية,والقيام بأنشطة تخريبية في الدول المعادية و مقاومة الأجهزة الأجنبية وإجهاض أهدافها,,الكلام ده محفوظ حضرتك"
يرفع الرئيس يداه ويطرقع أصابعه ويقول:"منغير ماتزعل يا كوهين,إقرا الصحف المصرية,,"يخرج الرئيس ملف من حقيبته به مئات من قصاصات الصحف ويضعه في منتصف الطاولة ويفتحه وينشر الأخبار بعشوائية مثلما يفعل محترفوا الدومينو في المقاهي المصرية .ينظر الجميع في القصاصات المتناثرة,ويقرأون وتخطلت همهماتهم وكأنها صلوات تقال سراً فلا تسمع سوي كلمتين من كل خبر علي الأكثر
"خضار مسرطن زراعة مجاري أهمال نيل قطر صعيد حريق غريق مركب إيطايا نفايات تأخر تعليم فاسد فتنة طائفية سحل مواطن العيش انبوبة بوتاجاز غضب فقر بطالة أطفال شوارع فشل فشل فشل فشل ريادة زعامة كرامة المصري إبني بيتك بيع أراضي تراب النقود عبارة صفر مونديال مكانة مصر حوض الوضع مستقر لانية علاوة بنزين انتحار كوبري رغيف رصيف أبطال أفريقيا."
"أنا أسف يا كوهين,بس أكفأ عملاء ممكن نزرعهم هناك مستحيل يقدروا يعملوا كل ده,,," يقول الرئيس,ويكمل "علاوة علي إنك لو مش ناوي تخرب,,و تتجسس بس و تجمع معلومات ,,قل لي كدة,هاتتجسس علي المحطات النووية إللي عندهم؟!,ولا علي مراكز الابحاث إللي الباحثين طفشوا منها و راحوا علي أمريكا و بتجيلنابالساهل!!,,صدقني يا كوهين مش هتلاقي غير محطات مية مكهربا و صرف صحي و أتوبيس,,,هاتتجسس علي إيه في دول؟!"
يبتسم إزاك ويقول :"يعني مافيش حاجة تتجسس عليها والخراب إللي عمرك ما تفكر إنك تقدر تعمله بيتم ببلاش!! صدقت بقا إن أي فلوس هاتتصرف في أذاهم أو التجسس عليهم هي إهدار لأموال دافعي الضرائب!!,,با عم الخراب ده بيتم ببلاش".
يمتعض كوهين وينظر لشوشانا فتقول له :"وجه مجهودك فيما يفيد يا كوهين"
تمت
مينا ضياء
1/8/2010
1:32 am
No comments:
Post a Comment