تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Thursday, 2 February 2012

معضلة المصريين المسيحيين جـ6-بين الخضوع للحاكم والخروج عليه-وتسييس الإنجيل

وقع تحت يدي ملف Pdf عنوانه "المظاهرات-قراءة في ضوء الأسفار المقدسة" لنيافة الأسقف الأنبا مكاريوس

والحق يقال عندما رأيت هذا العنوان في أول مرة تذكرت عدة نكات كانت تتناول تيارات الإسلام السياسي التي رفضت الخروج علي الحاكم (حسني مبارك) لتجنب الفتن و,,,إلخ وكانت ملخصها أن الثورة بدأت وإستمرت لمدة 18 يوما إلي أن ألقي عمر سليمان بيان التنحي ولكن بعض السلفيين مازالوا حتي ذلك الوقت يبحثون في الكتب عن :"باب الخروج علي الحاكم,باب الخروج علي الحاكم"

ولكنني عندما فتحت الرابط وبدأت في القراءة وجدت موضوع جدير بالإحترام نظرا للشرح المبسط والشمول والعموم وكثرة الأمثلة, ولكن عندما وصلت للنهاية وجدت ما دفعني للشعور الذي شعرت به عندما قرأت العنوان في بادئ الأمر. وهنا لنا عدة ملاحظات.

للإطلاع علي المقالة أنقر هنا (Right click +Open in New Tab)

ولنا هنا عدة ملاحظات

الملاحظة الأولي :هل يجب أن يكون في الكتاب المقدس أو عصور بداية المسيحية تظاهرات أو ثورات حتي أشارك في ثورة أو مظاهرة؟ هل من المفترض أن يتبع الشخص أفكار ومبادئ أم يتبع إستنباط معطاة؟ هل سيحاسب الفرد علي أفكاره ومبادئه وأفعاله أم علي الإستباط التي إتبعها؟ أو مدي طاعته لفلان أم لعلان؟

الملاحظة الثانية:قال الكاتب

:"يلجأ الإنسان عادة إلي (أولي الأمر) للتعبير عن حاجته ,فإذا لم يستجيب له تحول إلي من هو في منصب أعلي ليبث شكواه من الظلم,فإذا إستمر الصمت عن تلبية حاجته إضطر إلي عندئذ إلي لفت الإنتباه إلي مطالبه ,وذلك بالتظاهر وهي كلمة تعني أن يُظهر للناس أن له إحتياجات لم تلب,ويعلمنا الكتاب المقدس التفاوض وعرض قضايانا ,فتكلم السيد المسيح عن الطرق الدبلوماسية :"وإلا فما دام ذلك بعيدا,برسل سفارة ويسأل ما هو للصلح" (لوقا14 :32)-لنا هنا وقفة- ,كما نصح "إسكندر" حشود الثائرين في أفسس برفع قضايا والترافع في المحاكم" (أعمال 19 :38)

يهمنا أن نرسخ فكرة أن المتظاهر ليس بطل يطلب حاجته من (ولي أمره)! بل المتظاهر هو مواطن له حقوق وواجبات كاملة ومنها حق التظاهر. و (ولي الأمر) الذي يتحدث عنه نيافة الأسقف ما هو إلا موظف عال الرتبة في الدولة.هذا مبدأياً.

وعلي هذا فعندما يقوم المتظاهر بالتظاهر ,هو لا يعرض مطالبه فقط لأنه متمرد!,ولكن في أحيان كثيرة يكون هذا بسبب تقصير الموظف عال الرتبة هذا.

يكمل نيافة الأسقف ويقول :

"علي أن التظاهر يجب أم يكون مشروكاً بأربعة شروط:

أولها: البعد عن إراقة الدماء.

وثانيها:عدم الإعتداء علي الممتلكات.

وثالثها:عدم إستخدام العبارات المسيئة.

ورابعها:عدم الإنزلاق في قضايا فرعية بعيدا عن الهدف الأساسي.

فقد أوصانا الكتاب المقدس :"رئيس شعبك لا تقل فيه سوءاً" (خروج 22 :28 وأعمال 23 :5),كما منع السيد المسيح نفسه القديس بطرس من أستخدام السيف في الدفاع عنه:"رد سيفك إلي مكانه.لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون" (متي 26 :52)

المثير في هذا الجزء أن نيافة الأسقف يروج لأجل الكفاح "المؤدب" ,لكن ليست المشكلة في أنه يتكلم في وجوب الكفاح المؤدب الدبلوماسي فحسب.ولكن المشكلة أنه وضعه كقاعدة مطلقة, مما يرجعنا ثانيا إلي نكتة (باب الخروج علي الحاكم) و الفتاوي الكنسية في السياسة وهو أمر غير مقبول لعدة أسباب (قبل أن أكمل يهمني أن أنوه أنني مؤمن بالنضال السلمي واللا عنف إلي حد بعيد,ولكن مادام نيافة الأسقف تكلم في المطلق فلا مفر من أن أتكلم أنا أيضا في المطلق)! :

1-إذا كنت بصدد البناء علي تربة صخرية ستقوم بعمل أساسات لها مواصفات,وإذا كانت الأرض رملية أو طينية فإن مواصفات الأساسات ستختلف تماما في كل حالة !

إذا إستثنينا فكرة أن المظاهرات يجب أن تكون سلمية,وتكلمنا عن الثورات التي تقوم ضد الأنظمة القمعية,,أليس من حق الفرد الدفاع عن نفسه وعمن حوله؟!

إذا كنا نتكلم عن بلد مثل ليبيا مثلا,هل من المنطقي أن تذهب لتقول للثوار هناك "يجب أن تكون ثورتكم بلا دماء"؟ !! أي عبث هذا

هل كان يجب أن تحرر مصر سيناء بحرب لا تراق بها الدماء!

ما الفارق بين ثورة علي نظام قمعي وبين ثورة علي محتل خارجي؟ كل من النظام القمعي والمحتل الخارجي يقوموا بنهب ثروات الوطن والتنكيل بأبنائه,,,الفارق الوحيد هو "جنسية-وليس ولاء" من هو في السلطة,,هل كون ذلك السارق أو الطاغية من نفس جنسيتي يعطيه هذا أفضلية عن المحتل الخارجي بأن يواجه ثورة ترمي رجاله بأوراق الكلينيكس!! أي عبث هذا.

ذكر نيافة الأسقف قصة خراب أورشليم سنة 70م.وحكي مقدمات هذا السقوط وكيف أن من أسبابه أن قادة ميليشيات الغيوريين (حزب ديني سياسي له جناح عسكري-إمتداد للمكابين) الثلاث كانوا منقسمين علي ذاتهم في بعض الأحيان,,وحكي أيضا عن المكابين وثورتهم ضد الصلوقيين (من حكموا تلك المنطقة بعد الإسكندر الأكبر-مثل البطالمة في مصر) ولم يدن إستخدامهم للعنف!!

المفارقة أن نيافة الأسقف في التلت الأخير من الدراسة (الذي يضع فيه شروط النضال) يبدأه بجملة "حقنا في التظاهر",,لكنه نسي علي ما يبدو أن حقنا في التظاهر ليس حقنا الوحيد,,ولكن من حقنا أيضا أن نتظاهر ونرجع سالمين,,ولهذا نسي أيضا أن من حق المتظاهر أن يدافع عن نفسه تجاه بطش السلطة وقمعها!! لا أدري!!

لا أظن أن من حق أحد أن يفرض النضال السلمي سوي قائد ميداني (مثل غاندي أو مارتن لوثر كينج) وليس كل شخص يجلس أمام مكتب وفوقه تكييف!! من حقك أن تنًظر وتذكر مزايا النضال السلمي كما شئت,,ولكن ليس من حقك أن تقول (يجب أن يكون التظاهر مشروط :بالسلمية )..إذا كنت تري هذا فعلا فلتنزل بنفسك وتتبني هذا المنهج وتدفع ثمنه يا نيافة الأسقف.

ذكرت مسبقا في حوارات مع أصدقاء بأنني مؤمن بالنضال السلمي, ولا أعرف كيف أضرب أو أصيب,ولكنني مدين لكل من رفع حجر ورماه في وجه أي من كلاب السلطة لانني لولاهم لتمت أذيتي (والعديد ممن هم مثلي) في مواقف عدة,,صحيح أنني غير متفق مع منهجهم وإسلوبهم,ولكنني مدين لهم,,

سؤال أخير.مادام لجناب الأسقف أراء بخصوص التظاهرات والثورات و"ضوابطها وشروطها",,لماذا لا نري أرائه بخصوص السلطة عنفها ونهمها الدائم لدماء الأفراد الضعفاء؟ اليس الأقوي هو من يتحمل المسؤلية؟ أليس الأقوي هو الكيان النظامي المدرب والمسلح؟ لماذا يكتفي نيافة الأسقف بتوجيه كلامه للأفراد الذين قد يرتكبوا العنف فعلا دفاعا عن أنفسهم؟

(ملحوظة :أنا غير مؤمن بالعنف كوسيلة مطلقة للتغير,وأراه شئ مقزز. ولكن شئ مقزز أيضا أن نزايد علي من يخاطرون بأنفسهم علي مبدأ "السلمية" !!)

2- يطرح نيافة الأسقف أيضا شرط:عدم إستخدام عبارات مسيئة,هذا وإن كنا لا نختلف علي وجوب إستخدام الألفاظ اللائقة,إلا أن هذا الشرط شرط مطاط وهلامي.

ما المقصود بالإسائة؟,,أن أقول علي فلان بأنه "حرامي" هذه إسائة, ولكن إذا كان فلان هذا حرامي فعلاً فأين تكون الإسائة؟ أيضا من الغير منطقي أن أطلب من شخص يضرب ويسحل ويقتل بأن ينعت القتلة والسفاحين والمجرمين بأنهم ملائكة رحمة!!

المشكلة أن العبارات المسيئة في هذه المواقف تكون أغلبها وصف للفعل السئ الذي قام به من في السلطة!

(ملحوظة:هذه النقطة ليست رخصة للشتيمة,ولكنها للمنع من المزايدة علي الأخلاق !!)

3-يستشهد نيافة الأسقف بمثل حساب النفقة الذي ورد في (لوقا 14 :28-33) ويستقطع الأية التي تتحدث عن "الدبلوماسية",,ولكنك إذا قرأت المثل كاملا, ستجد بأن المثل كان يتحدث عن أن من الطبيعي علي البشر قبل أن يشرعوا في مشروع أن "يحسبوا نفقة هذا المشروع" ويسألوا أنفسهم هل سيقدروا عليه أم لا (وكان يقصد علي من يريد أن يتبعه أن يسأل نفسه هل سيقدر أن يضحي بأشياء في حياته,أم أنه سيتبعه لفترة ثم يعود لما إفتقده في حياته) وعلي هذا السياق,قال السيد المسيح في المثل :"31 وأي ملك إن ذهب لملاقاتلة ملك أخر في حرب,لا يجلس أولا يتشاور: هل يستطيع أن يلاقي بعشرة ألاف الذي يأتي عليه بعشرين ألفاً؟32 وإلا فما دام ذلك بعيدا يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح." وعلي هذا نقدر أن نقول بأن هذا القياس (قياس فاسد) أو في غير محله.

فالمسيح لم يعطينا طرق أو إسطنبات لحل المشكلات أو النزاعات!! المثل لم يكن غرضه تعليم سياسة!! والكتاب المقدس ليس كتاب "فن الحرب-سون تزو"!!

في هذا المثل ببساطة عندما وجد الملك انه لن يستطيع أن يواجه جيش يفوق جيشه,فإنه سيلجأ للطرق الديبلوماسية في فض النزاعات!! وهذا شئ منطقي! ولكنه علي نفس الغرار إذا وجد أن جيشه سيقدر علي إلحاق الهزيمة بأعدائه فلن يكون من المنطق أن يلجأ للتفاوض! أين المعضلة؟!

يكمل نيافة الأسقف:

" وما بين الحديث عن السلبية والإيجابية فإنه يجب الجمع بين الإيجابية والخضوع.حيث نجعل الله بيننا وبين السلطة,فالملك مرتب من الله,وأما التمرد فهو السلوك البشري بعيدا عن الإيمان بأن الله هو ضابط الكل ومدبر المسكونة.وهكذا يكون الإشتراك –في التظاهر- مقبولا متي كان بوعي روحي"

وهنا يخلط الكاتب بين شيئين ,الأول: هو أن الله ضابط الكل,والملك (السلطة) مرتبة من الله وبين ما تفعله هذه السلطة. شاول الملك أتي بترتيب من الله-هذ هذا معناه أنه لم يخطئ؟

هذ عندما أخطأ شاول سانده الله؟؟

هناك فارق كبير بين أن كل ما يجري في هذا الكون –بما فيه مجئ السلطات- تحت سيطرة الله,وبين أنه يساندهم ,إذا قامت السلطة بالظلم هل من المنطقي أن يساند الله الظالم؟!! هل يتحدثون هم عن الله أم علي البيت الأبيض الذي قد يساند أنظمة قمعية لمصلحته !!

إذا ساند الله الظالم يكون هو نفسه ظالم,,,هل الله الذي تتبعونه وتدعونه "بأبانا الذي في السموات" ظالم؟

إن التمرد علي السلطة الظالمة أو الناهبة أو القمعية مثله مثل مقاومة حرامي أتي إلي بيتك أو قاطع طريق ظهر ليسرقك أومحتل أجنبي هبط لينهب ثروات وطنك ويستعبدك!! أم تري "الله" لن يساند الحرامي أو قاطع الطريق أو المحتل,ولكنه سيساند السلطة المستبدة؟ هل يحتاج لخصم ضرائب أم ليجدد رخصة قيادة؟!! هذا عبث.

وتحت عنوان "موقف الكتاب المقدس من السلطات" يقول:

"دعانا الكتاب المقدس إلي الصلاة لأجل الرؤساء والخضوع لهم- تذكر هذه الجملة جيدا- وهي الطلبات التي صاغتها الكنيسة في جميع ليتورجياتها ,وقد أشار القديس بولس إلي أن السلاطين مرتبة من الله,وأن الذي يقاوم السلطان يقاوم الله –تذكر هذه الجملة أيضا- "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة ,لأنه ليس سلطان إلا من الله,والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله,حتي إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله,والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة.فإن الحكام ليسوا خوفا للأعمال الصالحة بل الشريرة.أفتريد أن لا تخاف السلطان؟ إفعل الصلاح فيكون لك مدح منه,لأنه خادم الله للصلاح! ولكن إن فعلت الشر فخف لأنه لا يحمل السيف عبثاً,إذ هو خادم الله المنتقم للغضب من الذي يفعل الشر.لذلك يلزم أن يخضع له,ليس بسبب غضب فقط,بل أيضا بسبب الضمير.فإنكم لأجل هذا توفون الجزية أيضا,إذ هم خدام الله مواظبون علي ذلك بعينه, فأعطوا الجميع حقوقهم:الجزية لمن له الجزية,الجباية لمن له الجباية,الخوف لمن له الخوف,والإكرام لمن له الإكرام" (رومية 13 :1-7)

ويستشهد أيضا برسالة بولس إلي تلميذه تيطس

"ذكرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين,ويطيعوا ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح" (تيطس 3 :1)

يركز نيافة الأسقف في هذا الجزء علي شئ واحد فقط,,وهو "الخضوع للسلطات" وأن من يقاوم السلطة يقاوم الله,وإستشهد بما قاله بولس الرسول في غير سياقه!!

إذا قرأت ما قاله الرسول بولس في الإستشهاد المأخوذ من رومية 13 ستكتشف بأنه لا يتحدث عن خضوع مطلق للسلطة! فهو قد تكلم فعلا عن خضوع للسلطة,ولكنه خضوع مشروط بأن يكون الحاكم "خادم الله للصلاح" لأنك إن خضعت إلي سلطة فاسدة أو قمعية,تكون قد ساهمت في ظلم نفسك ومن حولك,وتكون أحد دعائم السلطة التي لا تفعل الصلاح (أي الشريرة) !

الجدير بالذكر أن الحكام الذين دعا الرسول بولس إلي الخضوع لهم لم يكونوا كلهم (أو بعضهم) مسيحيين,بالتأكيد كان بعضهم وثنيين! وعلي هذا الأساس فإن بولس لا يتحدث عن خدام لله (مسيحيين) ,,,الشئ البديهي من هذه الجملة أنه قصد "خادم الله للصلاح=حاكم صالح أو حاكم رشيد*"

وإذا حاولت أن تفهم هذه الففرة (رومية 13) بشكل معاصر,فإنك ستفهم الأتي:

"الله ضابط الكل يدير الكون ويأتي بالسلطات (لكنه لا يتدخل في قراراتها أو فسادها). وعلي هذا ,إخضعوا للحكام الصالحين (العادلين) ,ومن يقاوم منكم الحكام العادلين يصبح مقاوم لإرادة الله-ومن يقاوم الحكام الظالمين لن يصبح مقاوما لإرادة الله (لأن من الغير منطقي أن تكون إرادة الله حاكم ظالم أو شرير,لأن الله ليس بظالم أو شرير!) وعلي هذا,فإن من سيرتكب الجرائم (كالسرقة أو القتل) أو سيخرج عن النظام العام (لا يقف مثلا عندما تكون إشارة المرور حمراء,أو لا يسير عكس الإتجاه) سيأخذ دينونة وغضب من الله,لأن من الغير مفترض أن تخيف السلطة (الدولة) من يفعلون الأفعال الصالحة,ولكنها (السلطة) وجدت لتردع من يخرجون علي القانون والنظام العام. أتريد ألا تقع تحت طائلة القانون وتعاقبك السلطة؟ إذا إفعل الصلاح ولا تخطئ وقتها ستتفادي العقاب وقد تنال مكافأت (بالبلدي:إمشي عدل يحتار عدوك فيك),ولكن إذا إرتكبت الشر,يكون من المنطقي أن تخاف من السلطة لأنك ستقع تحت طائل القانون (أو ستقع تحت عقاب السلطة),لأن الحاكم (السلطة) من المفترض أن يحكم بالعدل وبالصلاح. ويجب ألا تلتزم بالقوانين فقط لأنك تخاف! ولكن لابد أن يكون الدافع صادر من داخلك (ضميرك) فتلتزم بالقوانين العادلة للدولة"

هذا هو الفهم البسيط للنص,,إذا كان هناك فهم أخر ملخصه أن الله يدعم الحاكم الفاسد,كما سبق وأشرت,من المنطقي أن يكون الله -الذي تتحدثون عنه- هو شخص فاسد,وعلي هذا فإن إتباعه أو عبادته يصبح من الفساد أيضا!

نقطة إضافية. ماذا يكون العمل إذا فسد الحاكم (عمل الشر)؟

",لأنه(الحاكم) خادم الله للصلاح! ولكن إن فعلت الشر فخف لأنه لا يحمل السيف عبثاً,إذ هو خادم الله المنتقم للغضب من الذي يفعل الشر"

الشعب هو مصدر السلطات.وسلطة الشعب فوق سلطة الحاكمة,ومن هذا المنطلق يصبح علي الحاكم أن يخاف من الشعب (تذكر قول في فور فنديتا :علي الحكومات أن تخاف من شعوبها وليس العكس) لأن الشعب هو من يقف في جانب الحق وعليه أن يقيم العدل علي الحاكم.

(أشعر أننا نتكلم في مبادئ إنسانية! لا تحتاج لأيات!!)

بعد ذلك يتحدث نيافة الأسقف عن أن الكنيسة تصلي لأجل الحكام,أن هذه الصلوات مأخوذة مما قاله بولس "فأطلب أول كل شئ أن تقام طلبات وصلوات وإبتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس,لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لقي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوي ووقار,لأن عذا حسن ومقبول لدي مخلصنا الله"(تيموثاوس الأولي 2 :1-4)

الملاحظة الثالثة:

علينا أن نفرق بين الصلاة لأجل الملوك والسلطات وبين دعمهم دعم مطلق بغض النظر عن فسادهم وشرهم!.

نقطة أخيرة.هل تعلم أنك إذا خضعت للحاكم الفاسد أو الشرير ستصبح أحد أدواته التي يعذب بها إخوتك أو يقهرهم أو يقمعهم؟ هل تظن أن هذا يسعد الله؟

مينا ضياء

1/2/2012

*الحكم الرشيد


**Home Work : ) :إبحث عن الأتي:

· بولس ومطالبته بحقوقه كمواطن روماني.

· القديس يوحنا ذهبي الفم وتعنيفه للإمبراطورة الظالمة.

· يوحنا المعمدان وهيرودس.

تابع المدونة علي فيسبوك

إقرأ أيضا:

معضلة المصريين المسيحيين جـ0 –جذور المعضلة

معضلة المصريين المسيحيين جـ1 –مفاهيم سياسية خاطئة,

معضلة المصريين المسيحيين جـ2 –مابيحسوش بمشاكلنا-الحل فتش عن يسوع

معضلة المصريين المسيحيين جـ3 –بيت صلاة أم أداة تجميل للطغاة

معضلة المصريين المسيحيين جـ4 – مفترق الطرق

معضلة المصريين المسيحيين جـ5 – وظيفة البابا

2 comments:

  1. سيدنا نيافة الانبا مكاريوس اسقف عام المنيا ووابو قرقاص يبلغك بان نيافته يبدي اعجابه وشكره لك واعجابه بمنطقك وفكرك ... ويقول انك كاتب ومفكر تستحق الاحترام

    ReplyDelete
    Replies
    1. أشكر نيافة الأسقف علي إهتمامه ورده المشجع، له كل التقدير والإحترام.

      Delete