تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Friday 5 March 2010

ج1 -دهس للبيع

دهس للبيع
"وكالة .... للسياحة,,الأن وبسعر زهيد يمكنكم مشاهدة الأهرامات وأبوالهول,وزيارة الأقصر واسوان والغردقة ودهس عدد واحد مصري بسيارتكم الكريمة,فقط ب,,,,
ملحوظة: في حالة دهس أكثر من واحد تتم إضافة تكاليف إضافية عند الرجوع للوطن سالمين
لاتخافوا من الدهس,فقد اعتادوا علي ذلك,كل ما عليكم هو التوجه لسفارتنا ,حيث تنتظركم الوجبة الساخنة,وتذكرة العودة ,وإعطاء مفاتيح السيارة لسايس السفارة حتي ينظفها من الداخل بعدما ينظفها من الخارج من دماء المصريين الملوثة بالمجاري.
ونضمن لكم الخروج من مصر معززين مكرمين رغم أنف المصريين,
أيضاً نضمن لكم الملاحقة القضائية لأهالي الضحايا السفلة والصحفيين المأجورين الذين سيشتمون أهاليكم الكرام بعد فعلتكم البريئة,فهؤلاء المصريين متأخريين متخلفين طويلي اللسان."

بعدما قرأ ذلك الأجنبي هذا الإعلان المغري حجز الرحلة وقام بدفع الرسوم وقام بشحن سيارته حتي يحتفظ معها بهذه الذكريات,

كان قد حجز لمدة يوم واحد فقط,وكان من ضمن بنود التعاقد انه اختار نوع الرحلة :"دهس",ولأن رحلته مدتها 24 ساعة فقط,لذا منه مندوب شركة السياحه اختيار يوم الرحلة ومكان الإسقاط,فأصيب الزبون الأبله بالحيرة,وظل يفكر لمدة طويلة,,,لمدة ربع ساعة,إلي أن أصيب المندوب بالإرهاق والإعياء,بل واسواء من هذا كله,تراكمت عليه مقابلات عملاء مثل هذا الأبلة يريدون نفس نوغ الرحلة الممتع.فسأله ثانياً عن ميعاد الحلة فقال السادس من أكتوبر,فراد المندوب الإنجاز,فحدد السادس من اكتوبر كمكان وزمان للإسقاط.

طلب منه تحديد "أين في السادس من أكتوبر؟" فاختار ذلك الغبي مكان بعيد عن العمران (عشان يشرخ بالسيارة,أصل القاهرة السيارات فيها بتزحف,فكده ياعين مامته مش هايعرف يدهس)

وبالفعل,تم الإسقاط من طائرة هليكوبتر لينزل منها ذلك المغوار وهو في داخلة يشعر بإحساس المغامرة,,,يشعر أنه جندي مظليات في مهمة مقدسة,ويتم الهبوط بنجاح ليجد سيارته المشحونة منتظراه,يركبها ذلك الأبله,و يبدأ في السير متعطش لمغامرة الدهس مروراً بمطاردة السكان الأصليين له (التي قد يستطيع دهس فيها واحد أو إثنان أخريين,التكاليف مش مهمة,,مافي أكتر مالنقود),,حتي يصل لسفارته وينعم بالكاكاو والدش الساخنين.
يسير ببطء مترقباً أي فريسة,,,ثم يجد صخرة كبيرة يقرر أن يختبأ وراءها بسيارته,ويقرر أن يشرب زجاجة "باربيكان- هذي حياتي" تمر ساعة ولا يجد من يدهسه!!!,,,ينظر في ال GPS ليجد نقطة حملراء تضئ وتطفئ,,ينظر لها ويبتسم,,ثم يقرر أن يتخذ المبادرة ويقوم هو بالبحث عن الفريسة,,,,يزيد من سرعته زيادة مطردة كلما مضي الوقت,,

يفرغ خزان الوقود,لكن شركه السياحة كانت قد قامت بوضع العديد من الصفائح في شنطة العربة والكنبة الأخيرة.يضع المزيد من الوقود,,و يسير أسرع وأسرع,,,وهو غاضب!! "أين ذهب المصريون؟!!"
يضغط بنزين,,ويحرق الوقود,,والمزيد من الوقود,,يسرع ويسرع,,يفرغ الخزان ويملؤه,,وهو يسب ويلعن المصريين الجبناء الخائفين من مواجهة فارس مثله,,,,حتي يصاب بالإحباط وينفد مالديه من وقود.فيزيد من سبابه للمصرين .
يسكت قليلاً,ويهدأ ثم يستشيط غضباً,فيخرج نوته وقلم كان سوف يخصصهم ليكتب عن رحلته التي فسدت,

ويقرر أن يكتب شكوي في شركة السياحة,ليتهمها بالنصب عليه "لم أجد ولا مصري واحد في الطريق الأصفر الكبير,,لم أجد بيوتهم أيضا ألعلهم اختبأو في الجحور والمغارات؟أم انقرضوا بسبب "الدهس" الجائر؟؟"
وعندما فرغ من كتابة شكواه فوجئ بالرمال تصل لمستوي (الكبوت), فأصيب باذعر ونظر اال
GPS
فوجده مكتوب
:" The Libyan Desert"
وقال "أنا وصلت لليبيا؟!,,فنظر خريطة ثانيا ليجد نفسه داخل مصر !!! فيصاب بالذهول
ويسب للمتعهد المصري الذي باعه هذا ال
Gps
واصفا إياه بأقبح الألفاظ التي ابتدأت بانه غشاش يشتري بالنقود,و يجد الرمال تصل إلي المنتصف الزجاج
الجانبي,,,وتضاعف ذغره ففتح باب السياره محاولاً إنقاذ نفسه,وهو يسب حرس الحدود المصريين اللذين لم يقابلهم قبلما يصل إلي ليبيا ("طول عمركوا مهملين,بنشتريكم بفلوسنا,أكيد ناموا الكسالي بدل ما يقولولي إن مصر خلصت" -فاكر الكمساري هايجي يقول له "أخر الخط جه إصحي يا بيه!") (وكأن المصريين وحدهم المسؤلين عن الحدود مع ليبيا!)

ومع فتحه للباب دخلت الرمال للعربة وغمرتها مثل الماء المندفع لغسلها,ويزيد معدل غوصها به وهو غير مدرك أنه يغرق في بقعة في مصر تسمي "بحر الرمال الاعظم" ليبيت في أحضان قمبيز.

تمت

مينا ضياء
8/1/10
8:00 am

يتبع
,,,














No comments:

Post a Comment