تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Saturday, 31 March 2012

الإزدواجية في ثوبها المعتاد

قال الأب رفيق جريش المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة الكاثوليكية، التي تحتفل غداً بأعياد الميلاد، في تصريحات لجريدة الفجر، "إن مظاهر الإحتفال برأس السنة ستقتصر علي الصلاة دون وجود احتفالات اجتماعية، حيث قررت الكنيسة إلغاء الاحتفالات حدادا علي شهداء مجلس الوزراء وماسبيرو، وبالتزامن مع الذكرى الثانية لحادث نجع حمادي، والأولى لتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية".
أتمنى أن يكون هذا هو موقف الكنيسة الارثوذكسية أيضاً...


- لا ينزع احد فرحكم منكم
- لا انا مش موافق على الغاء الإحتفالات لان كدة احنا بنلغي فرحتنا بميلاد المسيح انتوا بتتكلموا ازاي
- الكلام اللي بتقوله ده هرطقة اعقل ربنا يخليك
- الإخوان حضروا القداس بتاع الكاثوليك
- مش منطقي أهالي شهداء كنيسة القديسين ييجوا يحضروا القداس في مصر (هما من الاسكندرية) يعني مش الحركات الرمزية بتاعتك هي اللي هتنفعهم
- مينفعش اقول مش هاحتفل ومش هافرح لأن الفرح الحقيقي في العيد بالسيد المسيح مش بأي حاجة تانية ومينفعش ابداً السيد المسيح يجي واقوله اصلي زعلان ومش هاحتفل النهرده

عزيزي القارئ، ما قرأته الآن هو ما كتبته على "جروب" كنيستي على الفيسبوك بتاريخ 24 ديسمبر 2011 مصحوباً بأهم التعليقات التي جائتني من الأعضاء (خدام الكنيسة). و كان معظم الهجوم على مبدأ حرمانية الغاء الاحتفال بعيد الميلاد مع العلم من توضيحي لهم أكثر من مرة أن ما كنت أقصدة بالغاء الاحتفالات هو عدم دعوة كبار رجال الدولة لحضور القداس أو استقبال المهنئين من المسئولين صباح يوم العيد لأنه –في رأيي- استقبالي لمن قتل أو ساهم فى قتل أو صمت على قتل المصريين بمثابة تبرئة لهم من جرائمهم أمام الرأي العام.

و انتهي النقاش على لا شيء سوى تكفيري ! ثم حدث ما حدث من هتافات ضد العسكر في قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقسية كرد فعل طبيعي من الشباب الذين لم يتحملوا السكوت على دماء الشهداء.

و مرت الأيام ليومنا هذا و نحن بصدد حزن شعبي على نياحة البابا شنودة الثالث تحول إلى هوس شعبي أراه طبيعياً بشرط أن يكون بشكل مؤقت و ليس دائم ! ثم فوجئت في كنيستي بقرار إلغاء (أو تأجيل) حفلة مدارس الأحد للمرحلة الابتدائية الخاصة بعيد القيامة و كانت الأسباب غير مقنعة و مستفزة في نفس الوقت ! السبب الأول هو حداداً على روح قداسة البابا و السبب الآخر هو أن المسئولين كل يوم يتوافدون على الكنيسة لتقديم واجب العزاء فلا يصح أن يروا الأطفال في حالة فرح !!

و هنا لنا وقفة للمقارنة بين ذلك الموقف (الغاء الاحتفال بعيد القيامة أو تأجيله) و بين ما حدث في عيد الميلاد الماضي (رفض الغاء الاحتفالات الرسمية)، نستنج من ذلك بعض النقاط الهامة...
- في الموقف الأول تم التحجج بالطقوس الكنسية كدستور لا يمكن اختراقه ثم بمنتهى السهولة تم اختراقه في الموقف الثاني !
- أهمية استقبال المسئولين (سواء للتعزية أو للتهنئة) كانت النقطة المشتركة في الموقفين
و مع الوقت انتشرت الفكرة بين الكنائس لدرجة الغاء كل الاحتفالات بالعيد في بعض كنائس الجيزة ثم قرار الأنبا "غبريال"- أسقف بني سويف- منع تقديم الشيكولاتة والمشروبات الغازية والكعك والبسكويت وغيرها في كنائس و أديرة بني سويف خلال عيد القيامة !*

و البقية تأتي..

في النهاية اسمح لي عزيزي القارئ ببعض التعليقات..
- لماذا لم يتم الغاء جميع الأفراح المحجوزة مسبقاً في الكنائس المذكورة ؟ أليس ذلك أيضاً نوع من الفرح ؟!

- اذا كان السبب من منع الاحتفال في كنيستي هو الشعور بالحرج من المسئولين الذين سوف يأتوا للتعزية... أليس هم نفس المسئولين الذين سيأتون للتهنئة في قداس القيامة و صباح يوم العيد ؟!

يتضح لنا من كل تلك المواقف أن الكنيسة في الحقيقة لا يهمها الحفاظ على الطقوس، بل فقط تستخدمها وقت الحاجة لغلق باب الجدال و النقاش و المعارضة..

الكنيسة يهمها الحفاظ على رجال الدولة و المسئولين !!

فلا تستعجب عزيزي القارئ من أي تدخل من الدولة في ما يخص الشئون الكنسية... و أهمها اختيار البابا القادم !

ربنا يستر..


كيفن هاني


خبر كنائس و أديرة بني سويف*

No comments:

Post a Comment