تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Monday 5 March 2012

المرأة التي رفضت الأفيون*

تجلس علي الرصيف بملابسها المهلهلة المتسخة علي الرصيف الذي إقترب لون جلدها من لونه أو العكس هو الذي تم,,لا أدري!!

جلستها هذه لا تتغير بالزمن,فالوضع الذي تراها جالسة فيه وأنت خارج صباحاً هو نفسه الوضع الذي تراها فيه وأنت راجع ليلاً,ولكذلك لا تتغير جلستها بتغير فصول السنة وكذلك هلاهيلها.

قد تري عيونها مفتوحة ولكنك لن تجد بداخلها اللمعة التي تميز عيون الأحياء من بني البشر,فتكون أقرب للزومبيز في الأفلام الأمريكية,أو الحيوانات البرية الليلية.فعيونها باردة جامدة بالمقارنة بالحرارة التي تجدها في الحيوانات المدللة.

قد تجدها وحولها كسرات خبز مرمية, من فيض المارة الذين تحركت قلوبهم ناحيتها ولكنهم خافوا من أن يقتربوا منها مثلما خافوا في صغرهم من أمنا الغولة أو من قصة عن شبح يأتي لمن لم يغسل أسنانه.

تجدها في أوقات المطر جالسة تحت نفس الشجرة التي تجلس تحتها معظم الوقت وهي ينزل عليها الماء المتسخ ناتج إستحمام الشجرة.

تجدها وهي تشرب عقب سجارة قد يكون قد أشعله لها أحد أصحاب القلوب الرحيمة,,أو ربما إلتقطته من أحد سائقي السيارات وهو يرميه في الشارع أثناء قيادته في لامبالاة.

في أحد الأيام وجدت عاملي نظافة يقومون بتنظيف الشارع,,وكان واضحا أن أحدهم جديد في هذه المهنة,لأنه كان يعمل بكل جد,,ومن فرط جده ذهب لينظف فرشتها التي تحتويها (عدة أقمشة,قصاقيص كراتين,وتشكيل لعدد كبير من الأطعمة المتعفنة ورفايع أخري كثيرة) فلحق به زميله القديم بسرعة لينبهه بأن المكان الذي شرع لتنظيفه ليس بمقلب قمامة,,ولكنه كل ما تملك هذه البائسة!


مرة كنت راجعا في أحد الأوقات التي عادة ما يفرغ خلالها الشارع من المارة** وصعقت من مشهد رأيته وإستغرقت عشرون ثانية

لأصدق أنني أري الحقيقة! رأيتها عارية كما ولدتها أمها وهي تغير ملابسها المتسخة بأخري متسخة (لا أفهم في الحقيقة الفكرة من تبديل الملابس هذا) ولكنني لم أجرؤ علي التفكير في سبب فعلها هذا أو أن أسألها عنه,ولم أفكر في شئ سوي الهرب تجاه المنزل!!

فكرت عدة مرات في السبب الذي يدفعها لتبديل ملابس متسخة بأخري متسخة فلم أصل لنتيجة سوي أنها ربما شعرت بالملل! أو ملت من بلل,,لا أدري.

فكرت أيضا عن السبب الذي دفعها لأن تبدل ملابسها علي الرصيف بدون أن تشعر بالخوف أو بالخجل,,لا أدري,,ربما شعرت أنها من فرط قذارتها فلن تثير أي ذكر ليتحرش بها أو سيقرف من أن يقترب من جثة أصبحت من فرط الإهمال أشبه بلحم لا يحوي روح وعيون خالية من الحياه!! ربما تكون قد تيقنت من أنها من نوع أخر غير البشربسبب تجاهلهم لها وتحاشيهم النظر في عينها ومعاملتهم لها وكأنها لم تكن فإعتقدت أنها لن تثيرهم,,فالبشر لا يبالوا إذا رأوا بقرة عارية!! لا أدري!


أخيراً,,اليوم وأنا عائد رأيت أحد المشاهد القليلة جداً لها وهي تتحرك أو تتفاعل مع بشر بخلاف ما رأيته سابقاً وهي تشتم عصابة مراهقين تجمعوا حولها ليرمونها بالزلط ويسبونها,أو وهي تغير مكان فرشتها لسبب غير معلوم!


رأيت شخصا يحاول أن يعطيها ***مصحفا صغيرا حسبما إستطعت أن أري,,,وكانت تتجاهله وتلوح له بيدها ليتركها,,وعندما أصر لوحت بقوة أكثر,,,وأخيرا شتمته. ففرماه في حجرها ومشي وتركها.

هذه المرأة التي إعتقدت لفترة أنها غائبة عن الركب الإنساني أثبتت أنها أكثر وعيا من الشخص الذي حاول أن يعطف عليها,,فهي لا تحتاج سوي لأن تأكل وتشرب وتستر,,وهي فعليا في غني عن أي نص يعدها بحياة أفضل بعد الموت,لأن العدل يقتضي بألا تحسب من الأحياء,,والمنطق يقول بأنها لن تموت مرتين.

هذه المرأة هي المرأة التي رفضت الأفيون.


مينا ضياء

5\3\2012

11:4 pm


ملحوظة:

القصة وكل التفاصيل حدثت بالفعل


شكر خاص لمينا *

@Z_joker الذي شجعني علي سرد هذه القصة وسماها بهذا الإسم :)


وقت الإفطار في رمضان**


لو الحتة دي ضايقتك حط بدالها كلمة :"عهد جديد" وكمل قراءة لإن مش دا هدف القصة!! :) ***

Maslow's hierarchy of needs


تابع المدونة علي فيسبوك

1 comment:

  1. الحكاية تشرح معنى عبارة الدين أفيون الشعوب
    الدين أعظم ما قد فهمته في حياتي لكن أريد أن أوضح مايلي:
    الله قال للإنسان: ان كنت تسمع لصوت الرب الهك وتصنع الحق في عينيه وتصغي الى وصاياه وتحفظ جميع فرائضه فمرضا ما مما وضعته على المصريين لا اضع عليك.
    فالأصل أن الله يحوط الإنسان كما أيوب لكن إذا حدث شر يعوضه وإذا إنكسر طوعا يرفعه
    لذلك قال المسيح طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض
    لكن لم يكن يقصد أن يعطي لتجار السياسة والدين أداة يستخدموها كمخدر على شاكلة
    الشعب يجب أن يكون فقير فالفقراء يدخلون الجنة

    وأستشهد بما قاله جبران :

    ... الانسانيّة ترى يسوع الناصري مولودا كالفقراء عائشا كالمساكين مهانا كالضعفاء مصلوبا كالمجرمين فتبكيه وترثيه وتندبه وهذا كل ما تفعله لتكريمه.
    منذ تسعة عشر جيلا والبشر يعبدون الضعف بشخص يسوع،
    ويسوع كان قويّا ولكنّهم لا يفهمون معنى القوّة الحقيقيّة.
    ما عاش يسوع مسكينا خائفا ولم يمت شاكيا متوجعا
    بل عاش ثائرا وصلب متمردا ومات جبارا.
    لم يكن يسوع طائرا مكسور الجناحين
    بل كان عاصفة هوجاء تكسر بهبوبها جميع الاجنحة المعوجة.
    لم يجيء يسوع من وراء الشفق الأزرق ليجعل الالم رمزا للحياة
    بل جاء ليجعل الحياة رمزا للحق والحريّة.
    لم يخف يسوع مضطهديه ولم يخش أعداءه ولم يتوجّع أمام قاتليه...
    لم يهبط يسوع من دائرة النور الأعلى ليهدم المنازل ويبني من حجارتها الاديرة والصوامع، ويستهوي الرجال الاشداء ليقودهم قسوسا ورهبانا...
    لم يجيء يسوع ليعلّم الناس بناء الكنائس الشاهقة والمعابد الضخمة في جوار الاكواخ الحقيرة والمنازل الباردة المظلمة, بل جاء ليجعل قلب الانسان هيكلا ونفسه مذبحا وعقله كاهنا.
    هذا ما صنعه يسوع الناصري وهذه هي المباديء التي صلب لأجلها مختارا،
    ولو عَقُل البشر لوقفوا اليوم فرحين متهللين منشدين أهازيج الغلبة والانتصار...
    إن إكليل الشوك على رأسك هو أجلّ وأجمل من تاج بهرام، والمسمار في كفّك أسمى وأفخم من صولجان المشتري، وقطرات الدماء على قدميك أسنى لمعانا من قلائد عشتروت. فسامح هؤلاء الضعفاء الذين ينوحون عليك لأنّهم لا يدرون كيف ينوحون على نفوسهم، واغفر لهم لأنّهم لا يعلمون أنّك
    صرعت الموت بالموت ووهبت الحياة لمن في القبور.

    ReplyDelete