"الحكمة تأتينا في الوقت الذي لا تعود به ذات نفع."
غابريل جارسيا ماركيز- الحب في زمن الكوليرا
أكثرلحظة كرهتها في حياتي هي لحظة رفع نعش أحد أقرب صديقاتي من فوق الطاولة الموضوعة أمام المذبح في كنيسة السيدة العذراء بالزمالك.
لحظة هي الأكثر رهبة وغموضاً.
لحظة تزيد ثقلا ومرارة عن مجموع جميع لحظات الفشل أو الإحباط التي مررت أولم أمر بها بعد.
عندما يخسر فريقك المفضل البطولة التي يلعب بها.يمكنك ببساطة أن تنتقل لمحطة الأغاني أو أن تنام لاعناً خاش المدرب وتشكيله وتغيراته..
عندما يفشل المرء فإنه قد ينام حزينا،،ولكنه بإمكانه أن ينام علي أمل النصر قريبا أو بعيدا لا يهم.
عندما يرفع النعش ويبدا الحضور في الإحتراق بكاءً،ستدرك أن أخر صورة لمن بداخل النعش في ذهنك هي صورة باكيه وصورة النعش الخشبي المزفوف من مقدمة الكنيسة حتي بابها.
لا توجد فرص أخيرة لتقول ما أردت أن تقوله وقتما لم يكن معك رصيد لتقوم بشحن رصيد محمولك،لا توجد فرصة أخيرة لتقول تعليق سخيف وقف في حلقك في اللحظة الاخيرة وقتما كنت علي وشك قوله.
لا يوجد وقت لترسل رسالة تهنئة بعيد ميلاد او بعيد الميلاد نفسه أدركت بعد فوات الأوان -ولم يكن صحيحا وقتها أن الأوان قد فات-أن الشبكة لم تقم بتوصيلها بسبب ضغط المستخدمين أمثالك عليها.
لكن يوجد وقت لتدرك كم كنت سخيف وأحمق حينما إغتظت ممن بداخل النعش لأنه لم يرد علي رسائل الفيسبوك التي أرسلتها منذ عدة أسابيع ولم يرد عليها ساكن النعش لأنه كان في سبيله إليه!!!
لتدرك أيضاً أن الأمل الأخير لرؤية ساكن النعش هو الرؤية في الفردوس،،،لا أعلم في حالة الذهاب للجحيم أيهما سيكون أكثر قسوة،هل التواجد في الجحيم في حد ذاته،،أم خيبة الأمل لعدم لقاء من انتقل من النعش للفردوس!!!
مينا ضياء
7/9/2011
1:30 am
كل واحد بيحس بمرار سواء كان خارج من كنيسة أو جامع أو معبد يهودي-كيفن هاني
No comments:
Post a Comment