معاني الكلمات الحقيقية لا توجد في القاموس أو المعجم,,المعني الحقيقي لأي كلمة أو تركيبة لفظية لا سبيل لفهمها فهم حقيقي سوي من خلال السياق والمعني والنبرة التي قيلت فيها والموروث الثقافي للقائل.
العديد من الكلمات أصبحت بالية وبغير معني مفيد (إن لم تكن تضر) إما بسبب النبرة التي تقال بها ,أو المعني الذي أصبحت تعنيه تلقائيا (بدون الرجوع للقاموس)
السماحة:هي كلمة معناها لا يرادف مع ما هو مفترض.أغلب الأوقات تستخدم للتعبير عن عدم الرغبة في استخدام القوة او التفضل بعدم الإبادة.
السماحة-او المعني الذي يتم استخدامها به-لا ترادف اي معني يؤدي لوحدة المجتمع او للسلم الاجتماعي الحقيقة انها غالبا ما تستخدم بتعالي.
السماحة او ما يوازيها يتم استخدامها بشكل عنصري-من عنصري الامة (ولنا في هذا التعبير وقفة قريبة)-علي سواء،وهذا يؤدي للمزيد من خداع الذات والضياع
نفس الفكرة لها ترجمات مختلفة بغض النظر عن الدين او الثقافة،فكرة ان تعطيهم فكرة جيدة ورائعة عن دينك حتي ينبهروا به ويقرروا التحول له
هذه الفكرة-علي الرغم من انها تبدو براقة وسلمية وبناءة-الا انها لا تؤدي لتقدم حقيقي في المجتمع ولا تؤدي لنشر ما يسمي بالحب او السماحة
لان اداء المتدينين مع غيرهم يتحول من الصدق الي التمثيل بهدف تلميع العقيدة-لإبهار الاخر صاحب العقيدة الناقصة-فتتحول المحبة كلها لتكن تمثيلية (فكرة :المعاملة جيدا لأن الدين أمر بذلك,,يفترض منها أن ينبهر المُعَمل من هذا التفضل الذي يعود لدين المُعامٍل)
مثال :تجد في التعليقات دائماً من يرفضون الحوادث الطائفية-ليس لخطاها-لكن لان هذا سيعطي النصاري فكرة خاطئة عالاسلام ويعطل اعتناقهم له
والحقيقة أني دائما ما أستغرب ممن يتشدقون بالسماحة (من المسلمين) تجاه (المسيحيين) وفينفس الوقت أجدهم يلعنون خاش الشيعة(الذين هم مسلمون ايضا)!!!
نفس الموقف قد تجده من أحد المسيحيين,,يتشدق بالمحبة تجاه أخيه المسلم,,ولكنه تجده يكره البروتوستانت (الذين هم مسيحيون أيضا) أشد الكره أو يكاد يتقيأ لدي سماعه سيرتهم!
كفانا خداعا للذات!! عزيزي المسلم السني يا من لا تطيق سماع سيرة الشيعة (الذين هم مسلمون مثلك)-(وتبرر ذلك بأنهم لهم إختلافات دينية مع صحيح الدين-مذهبك),,كيف تريد أن يقتنع جارك المسيحي بأنك تحبه بصدق مع إنه (لا يختلف معك مذهبيا فقط ولكن يختلف معك دينيا) ؟!!
عزيزي المسيحي الأرثوذوكسي,, كيف تدعي أنك تعطي محبة للأخر,وأنت في نفس الوقت تصدر غلظة تجاه البروتوستانتي (وتبرر ذلك بفسافيس خلافية سواء لاهوتية أو طقسية) وفي نفس الوقت تريد من المسلم أن يقتنع بأنك تحبه وهو بين عقيدتك وعقيدته (جعاليص خلافية)؟!
يجب علينا أن ننضج ونتخطي مرحلة "السماحة" لما يسمي بالقبول.
قبول الأخر هو قبول غير مشروط وغير مرتبط بأحكام مسبقة,فالأخر لا يجب أن يتم الحكم عليه إلا من خلال نقاط موضوعية وحقيقية,,ففي المواقف الحياتية العادية مثلا,ما تقبله من (س) لا يعقل أن ترفضه من (ص) لشئ في كينونته!!
القبول يعني أنك تقبل المختلف عنك هذا ولا تسعي لتغيره,,أنت تقبله لأنه إنسان فقط لا غير!
االشئ الحقيقي أنه بالكلام عن سماحة "كذا" ومحبة "كذا" لن نترقي في ما هو أهم للسلم الإجتماعي ألا وهو إنسانيتنا !!
مثال علي ذلك التعليقات (في مواقع الأخبار) أو التي يتم إرسالها عبر الفيسبوك أو غيره من مواقع التواصل الإجتماعي التي تأتي عقب أي حادث طائفي (مثل هدم كنيسة مثلا),,أجد نسبة كبيرة مما يكتب يدور حول "هذا ليس الإسلام",,, (مفهوم أن من يقولون هذه التعليقات يشعرون أن من قاموا بهذا الحادث أساؤا للدين لأنهم كانوا يقولون شعارات دينية أثناء تنفيذهم لجريمتهم),,لكن هل كل هذا ما لفت الأنظار؟؟
للأسف البعد الإنساني مفقود. الذي هو الطريقة الوحيدة لكي تتقبل (المختلف عنك مذهبا\دينيا (سواء دين أخر أو ملحد)\,,,إلخ)
إذا لم تتطور السماحة وترتقي إلي مستوي القبول فإنها تتحول لسماجة.
أكرر" القبول يعني أنك تقبل المختلف عنك هذا ولا تسعي لتغيره,,أنت تقبله لأنه إنسان فقط لا غير!"
القبول هو الحل.
مينا ضياء
11/9/2011
7:06 pm
صديقى......من اروع ماقرات فى هذا المجال
ReplyDelete