البرومبة,كثيراً ما نتهكم علي بعضنا البعض,أو علي أحدنا "المُتهكم عليه"(إللي هايشيل الليلة),إللي عامل فيها من وجهة نظر "المُتهكم" أو "المُتهكمين" ,راجل أو جدع أو سبع رجالة في بعض,,فننعته بالنعت الأبدي,ختم الجودة,علامة الثقة,,,"سبع البرومبة"*
هل تدري معني هذا المصطلح وملابسات إطلاقه والظروف والأحداث المحيطة بالحدث الأب إللي ساهم وقت وجود اللحظة الأم في وجود هذه الكلمة التي كثيراً ما تقولها إستهتاراً واستهزاءاً ؟,,,,أغلب الظن الإجابة "لا"
الاحداث تدور في أثناء الفترة الفوضوية الأخيرة من حكم المماليك,في وجه بحري.
علي الرغم إنتشار الفوضي والفساد في تلك الحقبة المخرومة من التاريخ المصري إلا أن المؤرخ المصري "الهندسي" قد استطاع تدوين العديد من ملابسات هذا الزمن الغابر المعفر المغبر,فوصف كيف كان جنود المماليك يعيثون في الارض فساداً
" ناهبين الحوانيت,
مُحتكرين صناعة وتجارة التوابيت,
والإعتراض عليهم كان مُميت," علي حد وصفه.
مما دفع العديد من الناس إلي دفن موتاهم في "فحرة" لا توجد لها أبعاد قياسية حسب طول وعرض وإرتفاع القتيل,أو ما تبقي منه "أيهما أصغر"
وإنتشرت في تلك الحقبة الاساطير والخرافات,وتوسعت رقعة المؤمنين بالماورائيات.
وعلي هذا,انحدرت الدولة في تلك الحقبة وقدرتها علي السيطرة داخلياً بانعدم الأمان,وخارجيا,وتقلص نفوذها في كل شئ ماعدا البطش واللطش والترويع والتجويع.
حتي اتت لحظة مُعينة ولسبب غير معلوم حتي الأن**,تمت إنتفاضة شعبية أبيدت علي إثرها (في بداية الأحداث) عدة قري مصرية علي يد جنود المماليك في صراعهم مع المنشقين,,,وتسارعت الأحداث حتي وصلنا إلي المعركة الأخيرة التي تمت بين جيش المماليك والجيش الشعبي المصري,,
دارت رحا هذه المعركة في وجه بحري بالقرب من الإسكندرية,,,بالتحديد في مكان يعرف الان بإسم "مارئيا"***,,كانت قوات المماليك تعسكر في قلعتها الأخيرة "قلعة العجم" (و موقعها الأن بلدة "العجمي" الحالية,لأن قائد جيش المماليك كان يطلق عليه "حديدي العجمي" وهو من كان مسؤل ايضاً عن "تسليح" جيش المماليك),
كان الجيش الشعبي المصري مكون من أربعة "برومبات" (وهي تعني بالمفهوم الحالي باللواء),وكانت كل برومبة تقسم إلي سبعة فرق.
وكان هيكل القيادة كالأتي :قائد للجيش
قائد برومبة
قائد سُبع برومبات.
نعود للمعركة,مع أول خيط لشروق الشمس,إتخذ كل من الجيشين تشكيلاتهم الموضوعة قبٍل القادة والمتفق عليها,
وبدأت المعركة,
بسبب ضعف تسليح وقلة خبرة الجيش الشعبي,وعدم تعوده أو تعود قاداته المحاربة في مساحة مفتوحة كبيرة (مثل شاطئ مرائيا) (عكس حروب العصابات التي إعتادوها وأجادوا إقامة الكمائن بها) وُجدت أفضلية كاسحة لجيش المماليك,الذين أخذوا في الضغط بقوة علي الجيش الشعبي,وقللوا من ضغطهم علي طرفيه,بهدف فصل اللواءات الأربعة عن بعضها البعض,
وبالفعل اقتربت خطتهم من النجاح,ولكن الجيش الشعبي أخذ يحاول في إحداث التماسك بين صفوفه أمام هجمات جيش المماليك المتتالية المندفعة بقوة كأمواج البحر,
ونجحوا في لم صفوفهم إلا قائد "سُبع برومبة" إستطاع جيش المماليك التسرب من ثغرة وجدت بين فرقته وبقية الجيش الشعبي,فإنفصلت "سُبع البرومبة عن الجيش وطاردنها فرقة من جيش المماليك,,فدب الذعر في صفوف المصريين,الأن المماليك يشقون صفوفهم إلي شرائح مثل ترانشات البطيخ.!
وراي قائد جيش المماليك هذه الفوضي في صفوف المصريين ,فقرر سحقهم ببطئ حتي يتسني له الإستمتاع برؤيتهم يفعصون كصرصار مارق.فاعطي قائد جيش المماليك التعليمات لضباطه بتطويق الجيش المصري وعدم مطاردة فلول فرقة "سُبع البرومبة" التي إنفصلت بفعل ضغط جيش المماليك عن الجيش المصري إمعاناً في زيادة الضغط علي الجيش المصري,,,,وتم تطويق "ثلاثة برومبات و6\7 من البرومبة" من الجيش المصري بنجاح.
وبالفعل,عندما رأي قائد "سُبع البرومبة" ما يحدث,لم فلول رجاله,ونظم صفوفه وقرر العودة للمعركة ,,
وعندما وصلت "سُبع البرومبة" للميدان مرة ثانية ورأي قائد "سُبع البرومبة" أن فرصته الأن في الإختراق للوصول إلي الجيش المصري والعودة إلي مكانه شبه معدومة,
قرر توزيع "سبع البرومبة" خاصته إلي مجموعات تهجم من كل الجهات من وراء جيش المماليك .بهدف إحداث أكبر ضرر بجيش المماليك.
وبالفعل,تم مخٌطته بنجاح,لكن النتيجة كانت أنجح مما تخيل,فقد ظن جنود المماليك أنهم وقعوا في فخ نصبه لهم الجيش المصري,وهجم عليهم لواء كامل (برومبة كاملة) أو أكثر من الجيش المصري كان مختبئ بعيداً متحين فرصة الإشتباك لترجيح كفة المصريين.
و سقط جيش المماليك سريعا بين قتيل وجريح,,وعندما رفع العجمي الراية البيضاء,وذهب لمقابلة القادة المصريين للإتفاق علي تأمين المماليك علي أرواحهم وهم ينسحبون من مصر,,,سأل في اخر الإجتماع عن إسم قائد اللواء الذي قام بالإغارة علي مؤخرة جيشه,,وقف أمامه قائد شاب وقال,له جملته الخالدة:"أنا لست برومبة,,بل أنا سُبع البرومبة",,,,فنظر له العجمي في ذهول,ومات بالحمي بعدها بعدة أيام,وقيل أن أخر كلماته كانت "سَبع البرومبة ,,سَبع البرومبة"****
*في العلوم العسكرية يعني ههذا المصطلح إمكانية إحداث فارق كبير بجزء صغير من القوات يتدخل في االزمان والمكان والظرف المناسب في الإشتباك
**(لأن الصفحة المذكور بها بداية الأحداث أحرقت عندما تعرضت أخر نسخة من المذكرات إلي محاولة تخريب وفقدت تلك الصفحة,لكن بحمد الله تم إنقاذ كل المذكرات)- لهواه التاريخ أقول "لا تحزنوا,هناك فريق اثريين يعكف علي ترمبم ما فقد من data.
***كانت مياه المتوسط في تلك البقعة هائجة دائماً و"غير رائقة" فقيل عنها "ما رايأا",,وكان ينطقها المماليك "مارئيا"
**** لا تنسي إنه اعجمي,فلازم ينطق غلط
وإلي اللقاء مع صفحات خالدة من التاريخ المصري.
ملحوظه مهمة:إللي فات ده كله تقدر تقول خيال علمي.
مينا ضياء
18/6/2010
12:26 pm