تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Monday, 11 August 2014

"الزجاجات الفارغة"

تعامدت الشمس في ذلك اليوم الحار قاصدة رأس "علي" الصغيرة المكسوة بشعر قصير خشن كخشونة حياته ... كان يتحرك ببطء حاملاً أكياساً منتخفة من البلاستيك مملؤة بأحجام متفاوتة من الزجاجات الفارغة .... وبالرغم من أن الزجاجات فارغة إلا أنه لم يقوى على حملها لضئالة جسده ... واصل التحرك وتوقف في ميدان "الجيزة" يبحث عن سيارة أجرة (ميكروباص) تقله والزجاجات دون أجرة اضافية

بعد محاولات متكررة من الفشل نجح أخيراً في القفز بداخل إحدى السيارات ... جلس بجوار النافذة وعدل من وضع الأكياس بحيث لا تتجاوز حدود مقعده واستند بمرفقيه على الأكياس ممسكاً بأجرته في يديه الصغيرتين منتظراً اكتمال عدد الركاب ...
بعد لحظات قليلة امتلأت السيارة بالركاب ... وجلس إلى جواره شاب في منتصف العشرينيات تظهر على ملامحه علامات الجدية والهدوء .. 

اسرع السائق في طلب الأجرة بعد أن تحرك أمتار قليلة في اتجاه شارع الهرم

السائق: الأجرة يا حضرات

علي ممسكاً بالجنيه: خد واحد يا عمو

السائق: جنيه كمان يا كابتن

علي: جنيه تاني ليه ؟! ... العربيات الكبيرة كلها بتروح بجنيه واحد بس

السائق (بعصبية): طب خد الجنيه بتاعك وانزل اركب العربيات الكبيرة

هم "علي" على حمل أكياسه وبدأ في النزول فأوقفه الشاب وأعطى للسائق جنيهاً ..... في بادئ الأمر رفض "علي" وأصر أن يرد الجنيه للشاب ولكنه استسلم أخيراً بعدما ابتسم الشاب له قائلاً: مافيهاش حاجة احنا اخوات .. أنت اسمك إيه ؟

رد "علي" متعجباً من طريقة الشاب فيبدو أنه لم يحظى بمثل هذا الاهتمام من الغرباء: علي

الشاب: أنت في سنة كام يا علي ؟

علي: رابعة إبتدائي

الشاب: وإيه الشيلة التقيلة دي يا علي ؟

علي: دي ازايز فاضية جايبهم من عند ستي وهاوديهم لأمي علشان المية بتقطع عندنا كتير

الشاب: أنت ساكن فين ؟

علي: في المساكن

الشاب: عندك اخوات؟

علي: عندي عشرة

الشاب (متعجباً من الرقم): أكبر منك ولا أصغر ؟

علي: خمسة أكبر وخمسة أصغر وأنا الوسطاني

الشاب: وبابا بيشتغل إيه ؟

علي: أبويا ميت

الشاب وقد ظهر على ملامحه الحزن: الله يرحمه ... اخواتك الكبار بيشتغلوا يا علي ؟

علي: لأ أكبر اخواتي لسه في المدرسة في ثانوية عامة

الشاب: نفسك في إيه يا علي ؟

علي: نفسي ابقى مهندس .... أمي قالت لي لو بقيت مهندس هترتاح ويبقى معاك فلوس كتير

ابتسم الشاب وهز رأسه في تعجب ثم سأله

الشاب: إيه أكتر مادة بتحبها في المدرسة ؟

علي: العلوم والحساب ... بأجيب فيهم درجات عالية

الشاب: بتجيب فيهم درجات عالية حاجة وبتحبهم حاجة تانية

علي: ما أنا بحبهم علشان كده بأجيب فيهم أعلى درجات

الشاب: أنا مبسوط بيك يا علي خلي بالك من مامتك واخواتك الصغيرين ...أنا هانزل بقى يا علي علشان بيتي هنا

وألتفت الشاب للسائق قائلاً: هانزل هنا من فضلك

علي: أنت في الجامعة ؟

الشاب (وهو نازل من السيارة): لأ أنا خلصت وباشتغل مهندس 

نزل الشاب من السيارة ووقف يودع "علي" بنظره ولوح "علي" للشاب فابتسم له الشاب... وظل واقفاً يتابع سيارة الأجرة حتى غابت وغاب معها علي وزجاجاته الفارغة في وسط الزحام



مينا هاني
3-8-2014
2:00 am

Friday, 25 July 2014

بين الدين والأيديولوجية جـ6- إستحالة التفاوض

بإفتراض أن الأرض تعرضت للتخريب ففنيت جميع المدن عدا واحدة, نظرا لزيادة تعداد هذه المدينة (أو بالأحري المستعمرة التي يسكنها الناجون من كل بقاع الأرض) ومع محدودية مساحة المدينة لأن باقي الأرض قد تلوثت بالإشعاع النووي..(عو!!) .. سيتوجب علي سكانها إستغلال كل سنتي متر مربع.
مع إستقرار حال سكان هذه المستعمرة بالتدريج تنشأ لديهم حاجة لبناء منشأت غير أماكن النوم والعلاج والتعليم...يظهر لديهم مساحة أرض وحيدة أخيرة تصلح لبناء مبني واحد فقط..

يظهر فريقان يريدان في نفس اللحظة بناء دار عبادة وملهي ليلي..

ولإختصار السرد يمكننا بسهولة تصور الصدام المتوقع حدوثه بين كل من الفريقين,,,
كأي نزاع في الدنيا يمكن الوصول لحل\نهاية له عبر طريق من إثنين لا ثالث لهما...
الأول وهو القتال\فرض واقع بالإجبار مستند علي ميزة مادية أو دعم كتل مجتمعية تمثل أغلبية.
الثاني وهو التفاوض للوصول لحل يحقق لكل من الأطراف النزاع الحد الأدني أو أكثر قليلا من الإشباع بدون قهر الفريق الأخر...
في فن التفاوض يعتبر الحل الأول Win/Lose Situation .. أكثر الحلول عنفا وأنانية, وعادة ما يدفع الطرف المعرض للهزيمة إلي التخلي عن أي رغبة بخصوص الوصول لحل فينتهي إلي السعي بكل ما يملك من قوة لإفشال اللعبة علي كل اللاعبين والوصول إلي حالة Lose/Lose  - -أي أن يهد المعبد علي الجميع أو أن يسعي للنجاة بهدف الإنتقام ممن قهره في المستقبل ويبدأ فعليا التحضير لحالة Win/Lose Situation  جديدة يكون هو المنتصر فيها...(مثال: ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولي.. هزيمة مذلة أعقبها تحضير دؤب لخوض حرب جديدة لرد الإعتبار. نتج هذه الهزيمة أطلال دولة مهدت لصعود النازي مستغلا ضعف الدولة و رغبة الإنتقام لدي العوام :1919-1939 في عشرين سنة فقط)

أما الحل الثاني فهو أن يدرك كل طرف ماذا يريد وما هي التنازلات التي يمكن أن يقدمها, كثمن مناسب للتنازلات المتوقع تقديمها من الطرف الأخر.. (مثال: تنازع كعبول ومخمير علي أخر بطيخة موجودة في السوق.. كاد كل منهم أن يقتل الأخر لولا تدخل بهلول الحكيم فسألهم وكل منهم يضع سكينته علي رقبة الأخر: "عايزين إيه من البطيخة ياولاد الشقة؟" ... فرد كعبول: "عاوز أكلها" فيما رد مخيمر في نفس النفس وقال:"عاوز اللب بتاعها عشان أحمصه لفيلم السهرة"
وهنا أدرك كل من كعبول ومخيمر أن عداوتهم لا سبب حقيقي لها, وأن سكاكينهم الموضوعة علي رقابهم أولي بها أن يقطعوا بها البطيخة... بل وأن من مصلحة مخيمر أن يأكلها كعبول سريعا حتي يتسني لمخيمر تحميص اللب في أسرع وقت ممكن.)
يطلق علي الحل الثاني Win/Win Situation , وهو الحل الأمثل المفترض من كل الأطراق (إن) أرادوا الوصول لحل  (إن) كانت لديهم رغبة حقيقية للوصول لحل وسط\مشترك\مرضي لكل الأطراف...

لنعود مجددا لمستعمرتنا القائمة مؤقتا-إن لم يقرر سكانها القضاء عليها وعلي أنفسهم,,- هل من الممكن أن يصل طرفي النزاع (دار العبادة\الملهي الليلي) لما وصل له مخيمر وكعبول؟ هيا يا صديقي القارئ فلتتقمص شخصية بهلول وتسألهم عن سبب تمسكهم بهدفهم, أو بالأحري عن إحتياجهم الحقيقي,,,

هل من الممكن أن يصل الطرفان لحل علي غرار أن يقسموا ايام الإسبوع فتعمل البناية كدر عبادة أيام ال(جمعة – سبت – أحد) وكملهي ليلي أيام (إثنين-ثلاثاء-أربعاء) ويكون يوم (الخميس) لصيانة وتنظيف المبني؟ أو ربما يقسموا إستخدام المبني فيخصص للصلوات في الفترة من 5 صباحا ل 4 مساءً وكملهي ليلي من 5 مساءً ل 4 صباحاً؟ أو ربما يصل أحدهم لفكرة عبقرية كأن يتكون المبني من طابقين بحيث يكون طابق ملهي ليلي والأخر دار عبادة؟

ما المانع الحقيقي أمام كل من الطرفين من إجراء تفاوض حقيقي وفعال؟

فريق الملهي اليلي: لا شئ – علي الأقل لا يوجد منظومة فكرية أو نصوص تمنعهم عن قبول أي من الحلول الموجودة أعلاه أو أخري يتم ذكرها.

فريق دار العبادة: عدد لا نهائي من الأفكار والنصوص الخاصة بتقديس الأرض وما عليها وما تحتها وما جنبها,,, منظومات فكرية تدعي إمتلاك الحقيقة وفي بعض النسخ وجوب فرضها –بالقوة علي الأخرين.
نفس مضمون السطور السابقة يمكن الإستعانة به كمدخل للحديث عن : قبول الأخر\السلم المجتمعي\ أو حتي الصراع العربي-الإسلامي\الإسلائيلي-اليهودي... التبرع بالدم\الكلية لشخص من دين أخر... وقفة إحتجاجية لسكان قرية مصرية رفضا لبناء دار عبادة لأحد الأقليات...إلخ

في النهاية, إذا كان أحد أطراف النزاع لا يرغب ولا ينتوي بأي صورة من الصور إجراء تفاوض فعال,,, ما قيمة الحديث معه أو سماعه وما جدوي أي نقاش يمكن أن يدور... أي وقت ضائع هذا؟!
لحسن الحظ أن كعبول ومخيمر لا يؤمن أي منهم بأيديولوجية تحرم إعطاء بذر البطيخ للأخر أو تلقيها منه, وإلا كانت البطيخة وبذرها من نصيب بهلول الحكيم.

مينا ضياء
26\7\2014
2:00 am


إقرأ أيضا:

Thursday, 24 July 2014

لا تعول علي شعوب لا تلعب الشطرنج


فالشطرنج بيحصل شئ أشبه بالمواجهات العسكرية بيتسمي "تكسير"
التكسير دا يعني أكل/أسر متتالي لقطع كل طرف من قبل الطرف الأخر.

مثلا الطرف أ بيهاجم عسكري للطرف ب
ب: ١-عسكري ٢-فيل ٣-رخ/طابية.
والطرف ب بيدافع ب ١-عسكري ٢-فيل
لو النقلة ل أ هيحصل الأتي:
١- عسكري أ هياكل عسكري ب
٢- عسكري ب هياكل عسكري أ
٣- فيل أ هياكل عسكري ب


٤- فيل ب هياكل فيل أ
٥- رخ/طابية أ هياكل فيل ب.
(إنتهي)

مين اللي تبقي؟
رخ أ،،،
ودا معناه إن التكسير لصالح مين ؟
للتبسيط وبإفتراض إن مفيش قطع تاني عالرقعة، هيكون لصالح أ... (١)
مين اللي بدأ التكسير؟
أ... (٢)
بمعلومية (١ و٢) نقدر نقول إن أ إتصرف صح.

طيب تعالوا نتخيل الموقف لو مكانش أ معاه رخ،،،
١- عسكري أ هياكل عسكري ب
٢- عسكري ب هياكل عسكري أ
٣- فيل أ هياكل عسكري ب
٤- فيل ب هياكل فيل أ
(إنتهي)

مين اللي تبقي؟
فيل ب
ودا معناه إن التكسير لصالح مين ؟
للتبسيط وبإفتراض إن مفيش قطع تاني عالرقعة، هيكون لصالح ب... (٣)
مين إللي بدأ تكسير؟
أ... (٤)
بمعلومية (٣-٤) نقدر نقول إن أ إتصرف غلط،،، بلاندر.

طبعا المثل التاني بسيط وخالي من المشاعر أو الإنحيازات ... ١+١=٢

إلا لو كان اللاعب أ فالمثل التاني برو حماس أو له صحاب فلسطينيين عايز يجاملهم هو وهما عايشين ف فلسطين أو قطر أو دبي أو أوروبا أو أمريكا مهاجر/بيشتغل عشان يرد عليك ويقول :"هادي المقاومة يا شراميط" ويشتم كامب ديفد وياخد ريتويتس وكدا.

مينا ضياء
23\7\2014
4:41 pm


Saturday, 5 July 2014

بين الدين والأيديولوجية جـ5 - مع الحبيب الجفري

من فترة طويلة كنت شاهدت الحلقة دي (حوار أتباع الأديان.. أمنت بالله- تقديم خيري رمضان بحضور الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة) .. مكنش عندي وقت أعلق علي مضمونها لكن بدون الدخول في مقدمات لا داعي ليها لو عندك وقت شوف الفيديو إبتداء من الدقيقة 16 تحدث الشيخ الحبيب علي الجفري بخصوص "حد الردة" فنجده يقول...:


"... أن القضية ليست الإجبار علي الدين, لأنه لا يوجد دين بالإجبار .. الذي ستجبره إما أن تبقي أو أقتلك, سيقول لك (بقيت) وهو غير باقي في قلبه.. والدين هو القلب. الإيمان هو ما وقر في القلب.. وليس الشئ الذي يتخدث به الإنسان.. ولهذا ذكر الكثير من علمائنا ومن ضمنهم سماحة المفتي الحالي, الشيخ\علي جمعة ,, أن حد الردة هو حد يتعلق بالأمن القومي للأمة...

عندما تأتي مثلا مؤسسة من المؤسسات التنصيرية التبشيرية الإنجيلية وتتحرك في داخل مصر, بإمكانيات مالية ضخمة للغاية..تستغل فقر الأرثذوكسي القبطي والمسلم الفقير الذي تحت خط الفقر.. وتبدأ بتشكيل وجود قائم لا علي الإقناع ولكن علي إستغلال الفقر والضعف والحاجة..وتحويلهم بعد ذلك إلي مجموعة... لا نعرف سيكون ولائها غدا إلي أي إتجاه... أهو إلي هنا أم إلي الخارج؟ ولا أقصد بذلك الإنجيليين المصريين الموجودين الأن.. أنا أتكلم علي الحملة التي تستجد...والتي ذكر حتي آآآ قداسة البابا (يقصد البطريرك السابق\البابا شنودة الثالث)  أن هؤلاء لا يصح إيمانهم في هذه الحالة (الأسقف موافقا: لا طبعا (!!) ).. وقال أنهم أخطر علينا من إمتداد الإسلام نفسه.. لأنهم يأتون بإسم الصليب وبإسم المسيحية..عندما يأتي عمل مثل هذا..هذا العمل ليس عملا دينيا تبشيرا فقط, ليست القضية أقنعني وأقنعك,, القضية أصبح لها بعد سياسي لها تدخل بعد ذلك سياسي .. السودان كانت قطعة واحدة.. فلما إشتغلت الكنيسة الإنجليكانية عليها لمدة خمسين سنة ومن قبلها من إحتلال سوداني أوجدوا إفتراق داخلي بين السودانيين بينهم البين تحولت السودان الأن إلي دولتين (إختصار مخل للتاريخ)... إندونيسيا إضطروا أن يفصلوا جزء أساسيا منها وهو تيمور الشرقية (بالمناسبة أول رئيس وزراء لتيمور الشرقية بعد نيلها الإستقلال عن إندونيسا هو: مرعي بن عمود الكثيري.. مسلم سني إستمر ف منصبه 4 سنين(2002-2006).. تيمور الشرقية سعت للإستقلال وبعد سنة أعلنت الإستقلال عن البرتغال ف 28 نوفمبر 1975... وبعدها ب 9 أيام غزتها القوات الإندونيسية تتا تار ا... ما علينا.) بسبب الحملات التبشيرية التنصيرية التي ما جائت للنصرانية.. (خيري رمضان: بس هو إستغلال للظروف الإقتصادية ولفساد الأنظمة) هذا الذي أعنيه..في هذه الحالة الكلام علي القتل لا يتعلق بالإعتقاد.. يتعلق بالاساس بأمن البلد, لهذا,, لمدة ألف سنة ماضية, أو يزيد.. لم تحكم محكمة مصرية بحد الردة بالقتل قط... راجعوا دفاتر المحاكم (الأسقف حاول محاولة بائسة يقول رأيه فالنقطة دي بس الحبيب نفضله وخيري معبرهوش ودخلوا ف نقطة الختام بعدها والراجل كبر مخه بلا فلقة) في عز أيام تطبيق الشريعة الإسلامية .. منذ الفتح الإسلامي.. إلي الأن مع تطبيق الشريعة والمسلمون قوة, ليست في مصر, قوة علي مستوي العالم.. عندما كانت الإسلام هي الدولة العظمي في العالم.. والتي لا تستطيع دولة في العالم أن تتكلم معها أو ان تحاسبها أو أن تخاطبها, لم ينفذ هذا الحد,, فلا يأتني شخص يقول أن المسلمين في منهجيتهم القتل لأن ما عندهم الإقناع  وإحنا ما نقتل....."
وهنا نجد أن الحبيب علي الجفري يتفق مع رؤية هذه السلسلة "بين الدين والأيديولوجية" وله كل الشكر والتقدير,, وأتمني من رؤساء وزراء الإتحاد الأوروبي وقادة الحزب الديموقراطي الأمريكي أن يستفيدوا من مضمون حكمته المنقولة أعلاه.

ببساطة خوف الحبيب من تحول مجموعة معينة إلي مذهب ما وبناء عليه سيكون لهم تحرك سياسي ما قد يكون معارض لمصالحه لا يعبر فقط عن مخاوفه ولكن عن رؤيته لفكرة التبشير أو نشر عقيدة ما والدعوة لها من حيث المبدأ .. وبصيغة أكثر تطبيقا لو نقحنا كلامه بخصوص (يصح إيمانهم ولا مايصحش.. لأن كل مجموعة بالضرورة مؤمنة إنها إيمانها صحيح) ولو نقحنا كلامه بخصوص (إن الموضوع مأصبحش مجرد ديني لكن أصبح له بعد سياسي) ف حين إنه بيتكلم بعدها بكل أريحية عن كيان إسمه "دولة الإسلام"....ف لو نقحنا كل نقط الضعف اللي غرضها إستمالة الأسقف عن طريق الإقتباس من رئيسه المباشر \ المتناقضات اللاحقة ف كلامه ... هنكتشف إنه كلامه عن أيديولوجية معينة بتحكم قطع ما من العالم وبتسيطر علي أراضي... تحمي نفسها من تغير ديموغرافياتها للحفاظ علي أمنها القومي,,, لكن لا مانع من محاولة تغير ديموغرافيات الدول الأخري لضمها إلي معسكرنا...

يا أيها الحبيب... Welcome to the club.

مينا ضياء
6\7\2014

Friday, 27 June 2014

الرد الأخير على الهري الكتير (تعليقات على بعض مشاكل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية)

     مبدأياً بأعتذر عن ضعفي الأدبي الشديد و قدرتي السيئة على الكتابة بشكل منظم.
                      أما بعد،،
     الهدف من كتابة التدوينة دي هو الرد على كل الهري إللي الواحد -و غيري كتير- سمعه لمدة أكتر من 5 سنوات و إللي وصل مؤخراً لمرحلة من السماجة إنه يتسبب لي في مشاكل أنا في غنى عنها.

أولا: مشكلة الأحوال الشخصية للمصريين المسيحيين
     نتكلم شوية عن بعض الحقائق التاريخية. النقاط التالية هي من بحث للدكتور القس إكرام لمعي (ذئب إنجيلي عارف) و مراجعة الدكتور جورج حبيب بباوي (أرثوذكسي بس ذئب برضه) بعنوان "الزواج و الطلاق في المسيحية.. منذ القرن الأول و حتى بداية القرن الحادي و العشرين" و نشر كمقال بجريدة الشروق بتاريخ 4/7/2010 و 11/7/2010. البحث بيتكلم عن المسيحية في مصر على وجة الخصوص.


     - حتى القرن الثامن كان الزواج مدنياً في المسيحية و بأمر من الدولة الإسلامية أصبح البابا مكلف بتنظيم الأحوال الشخصية للأقباط من زواج و طلاق و ميراث و أن يتم الزواج داخل أسوار الكنيسة.
     - لم يصبح الزواج طقس كنسي خالص تحت مسمى "سر الزيجة" حتى القرن الحادي عشر وكل الطقوس التي إستخدمت داخل الكنيسة من أعمال قانونية و خاتم و تشابك الأيدي و غيرها أخذت من حياة الناس و حضاراتهم و عاداتهم و تقاليدهم المحيطة للكنيسة في ذلك الوقت.
- لم يحدث في التاريخ أن طلب أحد الباباوات من الدولة أن يقتصر طلاق المسيحي على علة الزنى فقط، و أن يرفض الزواج الثاني إلى الأبد حتى عام 1971. فما يحدث الآن يتم لأول مرة منذ ألفي عام.

     حقائق تاريخية أخرى من كتاب "Marriage.. An Orthodox Perspective" للدكتور القس جون مييندوروف. يتكلم فيه عن تاريخ الزواج في الكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية على مستوى العالم.


- في القرون الثلاثة الأولى كان الزواج مدنياً في المسيحية.
- بداية من القرن الرابع ظهرت بعض الطقوس الكنسية للزواج و لكنها كانت إختيارية.
- في القرن التاسع أمر الإمبراطور ليون السادس (Leo VI) بجعل طقس الإكليل شرط أساسي لإتمام الزواج، ثم في القرن الحادي عشر و بأمر من الإمبراطور أليكسيوس الأول كومنينوس (Alexios I Komnenos) تم نقل صلاحيات الدولة المدنية والقضائية للكنيسة فيما يخص مسائل الأحوال الشخصية.

     ده فيما يخص تاريخ الزواج و الطلاق في المسيحية. و كما هو واضح تغير موقف الكنيسة مع الوقت، و في الأغلب بدوافع سياسية سواء كانت على هواها أو لا. المهم أن المسيحيين أثناء تلك التغيرات كانوا يمارسون حقوقهم الشخصية الطبيعية منذ القرون الميلادية الأولى وحتى ظهور مصطلح "لا طلاق إلا لعلة الزنى" في القرن العشرين الذي إعتبر ما غير ذلك فهو باطل، أي أبطل ألفي عاماً من تاريخ المسيحية ببساطة شديدة. ما يعني أنك عزيزي/عزيزتي كونك مسيحي الآن -و لإستحالة كونك متنصراً لأسباب معروفة للجميع- يعني بالضرورة أن أجدادك المسيحيون زواجهم باطل و أنت ثمرة هذا الزواج الباطل الذي يشكك في كونك مسيحياً من الأساس !
      نقلاً عن القس إكرام لمعي من نفس البحث المذكور أعلاه فهو يقول أن لا يوجد نص يقول "لا طلاق إلا لعلة الزنى"، لكنه يقول "مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي." (متى 32:5)، ولكن هذا النص يتضح ويفسره المسيح في نفس الإنجيل في الإصحاح ١٩ إذ يقول إنجيل متى "وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ (يسوع المسيح) قَائِلِينَ لَهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟«" وكان هذا السؤال لأن الرجل اليهودي كان يطلق إمرأته بالإرادة المنفردة لكل سبب وأي سبب، لذلك كان السؤال عن الطلاق بالإرادة المنفردة للرجل، وكانت إجابة المسيح "فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.  إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَان. «قَالُوا لَهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟«  قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي«.  قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ؟« فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ«." والرد هنا إن ليس على الرجل أن يطلق امرأته بالإرادة المنفردة إلا إذا وجدها متلبسة بالزنى، أما الطلاق لأسباب أخرى فلابد من الحوار مع الزوجة. فقد قال السيد المسيح تكملة للحوار: إن المطلق الذي يتزوج بأخرى يزنى والذي يتزوج بمطلقة يزنى، قال له تلاميذه: إن كان هذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق إن تزوج فقال لهم: ليس الجميع يقبلون هذا الكلام. أي هناك من يرفضه لأنه صعب بالنسبة له، و المسيح يقبل الاثنين، من يقبل ومن يرفض.
     ده كان رأي ضد مصطلح "لا طلاق إلا لعلة الزني"، و هو تفسير من ضمن تفسيرات كتير مختلفة لنفس النصوص الكتابية. بالنسبة لمن يريد تطبيق كلام الإنجيل حرفياً في حالة الزواج و الطلاق و إعتبارها شرائع يجب الإلتزام بها، فلماذا لا يتم تنفيذ بقية الآيات حرفياً ؟ لماذا لا تقطع يدك اليمنى إذا أعثرتك؟ و نعتبر هذا الأمر الكتابي حد من الحدود على السارق مثلاً شبيه بحد الحرابة في الإسلام. قال المسيح "إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ." (متى 28:5)، وإذا طبقنا حرفياً هذه الكلمات يصبح الطلاق -حسب المصطلح الشهير- سهلاً جداً. و أمثلة كثيرة أخرى.
     يرى المسيحيون أن المسيحية ليست ديانة و ليست مجموعة شرائع تتحكم في حياة الإنسان، و لكنها أسمى من ذلك و أعلى من ذلك. إذن في ظل تفسيرات مختلفة بإختلاف الطوائف أو الأزمنة لنفس النصوص الكتابية، و في ظل الإدعاء بأن المسيحية ليست بشرائع، لم كل هذا التصميم على التحكم في حياة البشر و تحويل حياتهم إلى جحيم ! مبالغة ؟ طب ما تيجي نشوف..

- إعدام مرشدة سياحية قتلت زوجها بعد فشل محاولتها للطلاق منه عدة مرات.
(مرفق الخبر: http://www.albawabhnews.com/286282)
- مقتل فتاة و إصابة 3 في مشاجرة بين عائلتين بالمنيا بسبب خلافات زوجية.
- مدرس قبطي يقتل زوجته حتى يستطيع التزوج من أخرى
(مرفق الخبر: http://i.imgur.com/H22roCD.png)        
     و حالات أخرى كتير من إنتحار و قتل الطرف الآخر بسبب تعنت الكنيسة ليس في الطلاق فقط بل و أيضاَ في إعطاء تصريح الزواج التاني. أمثلة كثيرة كان آخرها ما حدث مع المواطن أشرف برسوم، بعد فشل محاولاته للطلاق رفع قضية على الكنيسة للإنسلاخ منها حتي يستطيع الطلاق، فإستندت الكنيسة للمادة الثالثة من دستور 2014 الذي بمقتضاه أصبحت الكنيسة متحكمة في كل ما يخص الأحوال الشخصية للمسيحيين بلا أي مفر مدني توفره الدولة التي بحسب تلك المادة من الدستور تصبح دولة دينية.
     (مرفق الخبر: http://www.vetogate.com/1087446)

     آن الأوان بقى نتكلم عن المسئول الأول و الحالي عن كل هذة المشاكل بل و المسئول أيضاً عن وضع المادة الثالثة في دستور 2014، الأنبا بولا. الأنبا بولا من مواليد 23 أغسطس 1951، حاصل على بكالوريوس العلوم قسم الجيولوجيا عام 1974، أصبح أسقفاً لطنطا و توابعها في مايو 1977 أي بعد عام واحد من رهبنته بدير البراموس بوادي النطرون، ثم أصبح رئيس المجلس الإكليريكي عام 1989. له من المؤلفات الكثير و البرامج الحوارية أكثر، فأصبح المسئول الكنسي و الحاكم الوحيد في كل ما يخص الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس. و أخيراً و في ظل طموحه السياسي اللامحدود شارك في لجنتي كتابة دستوري 2012 و 2014 كممثل عن الكنيسة القبطية و وصي على الشعب القبطي. له الآن العديد من اللقاءات التلفزيونية التي نادراً ما تكون موضوعاتها دينية بل سياسية.

     إختصاراً لوقتكم سأرفق بعض الروابط عن الأنبا بولا.

- "الأنبا بولا.. خير من يمثلكم" مقال للصحفي حمدي رزق.
- موقعة طلق الكلاب على متظاهرين ضد الأنبا بولا بالكاتدرائية و نفيه للواقعة.
- و في حوار مع روزاليوسف يعترف الأنبا بولا بواقعة الكلاب !
- "الأنبا بولا: مظاهرات الأقباط بسبب الأحوال الشخصية تشوية للثورة"
- في حوار مع المصري اليوم "الأنبا بولا: مرجعية الأزهر يقبلها المسيحي قبل المسلم"
- أدعوكم لقراءة هذه التدوينة تعليقاً على الحوار السابق للأنبا بولا، للمدون مينا ضياء.
- "الأنبا بولا: من الأفضل أن يصبح السيسي رئيساً لمصر"
- "الأنبا بولا: عبأنا الأقباط للإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات"
- "أقباط 38: الأنبا بولا ورط الكنائس في المادة الثالثة من الدستور"
(مرفق الخبر: http://www.marsadamny.com/t~28912)
- "إنذار على يد محضر للجنة الخمسين لتخصيص جلسة إستماع لمتضرري الأحوال الشخصية من الأقباط"
- "الأنبا بولا -عن حادث ماسبيرو-:  لازم ننسى مش عايزين نطلع الأوراق القديمة"
(مرفق الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=VIui7mSlAP4)
- "أنبا بولا.. إللي إختشوا ماتوا" مقال لفيفيان مجدي تعليقاً على التصريح السابق.
(مرفق المقال: http://yanair.net/archives/60382)
- "الأنبا بولا: أرفض الزواج المدني لأنه تشبه بالدول العلمانية و تقنين للإنحراف"
- "عفواً نيافة الأنبا -بولا-.. أنت لا تمثل الأقباط !" مقال لمجدي نجيب وهبة تعليقاً على مشاركة الأنبا بولا في لجنة دستور 2012.
- "الأنبا بولا.. لا يتجمل ولكنه يكذب" مقال لمجدي نجيب وهبة تعليقاً على مشاركة الأنبا بولا في لجنة دستور 2014.

     هذا ما يخص مشكلة الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس و ما يتبعها من عواقب -مش حلها كورس المشورة- و وقائع فساد و محسوبيات في إعطاء تصاريح الزواج الثاني للبعض دون الآخرين. و ما خفي كان أعظم مما يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان. وبالتأكيد لن يرضي أي تابع ديانة القول إن مبادئ حقوق الإنسان أعلى من الوحي المقدس الذي يؤمن به. و الختام من نفس الإنجيل الذي يخرجون منه تلك التشريعات، "ثُمَّ قَالَ لَهُمُ:«السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ«" (مرقس 27:2).


ثانياً: مشكلة الخلاف الدائم بين الطوائف المسيحية
     معظمنا عارف أو على الأقل سمع عن موقعة المقطم و هي نتاج سلسلة طويلة من المشاكل بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية و الكنيسة الإنجيلية أهمها موسم الهجوم على "إحسبها صح". أما عن المقطم، فمن حق الكنيسة الأرثوذكسية أن تحدد المادة المعروضة على منابرها المملوكة لها، و من حقها عدم السماح بنشر عقائد تخالف عقيدتها طالما بنتكلم على مساحة أرض و مباني مملوكة للكنيسة الأرثوذكسية. ببساطة ماينفعش تطالب شركة بيبسي بالسماح لشركة كوكاكولا بتوزيع بضاعتها بإستخدام سيارات النقل المملوكة لبيبسي.
     حتى الآن لا مشكلة. المشكلة عندما ظهر لنا الأنبا أبانوب أمام المئات من الأقباط كملك منتصر على الأعداء ووصفه بأسد الأرثوذكسية و في وسط حالة من الهياج ضد الإنجيليين ووصفهم بالذئاب التي يقودها الشيطان، و في وسط إتهامات الكثيرين بشكل دائم للإنجيليين بالشعوذة ووضع اليد على البعض -أثناء الصلاة- فيسقط مغشياً عليه، ناهيك عن هجومهم على أسلوب صلواتهم بإعتباره نوع من الخلاعة كموسيقى و كأسلوب تعبير جسدي.
     و لكن تناسى الأقباط ما يحدث في قرى الصعيد و بحري من موالد للقديسين بداخل الأديرة يحضرها الآلاف في وسط الرقص على أنغام الترانيم الشعبية و إنتشار الباعة الجائلين و في بعض الأحيان النادرة جلب من يعرفن بـ"الغوازي" لإحياء الليلة المقدسة. تناسى الأقباط حالات إخراج الشياطين من بشر لم يعرضوا على أطباء نفسيين، و قد يصل طقس إخراج الشيطان في بعض الأحيان للإعتداء بالضرب على الضحية.الموسيقى الخاصة بالترانيم هي نتاج المجتمع المحيط و ثقافته الشعبية و الموسيقية. بعض الترانيم الأرثوذكسية لحنها من الممكن الرقص علية بلدي. بإختصار الموسيقى مش حرام. التحفظات على كلمات بعض الترانيم التي قد تخالف أي من العقائد الأرثوذكسية شيء مقبول، بس ياريت بالمرة يتم مراجعة كلمات الترانيم الأرثوذكسية القديم منها و الجديد. بالفعل هناك إختلاف بين الطائفتين. إختلافات عقائدية لا أحد يتكلم عنها بسبب جهلهم و تساهلهم لأسلوب التحريض و الشخصنة و إقناع الناس بنظرية المؤامرة.
     وجب القول أيضاً أن هذا الأسلوب الرخيص تتبعة جميع الطوائف مع بعضها البعض، في وسط مساعي البعض لإيجاد نقاط مشتركة للبناء عليها و ليس الهدم. وحدة كل الطوائف تحت طائفة واحدة شيء مستحيل و غير صحي، الأنسب هو التعامل بمحبة تحت النقاط المشتركة و إحترام كل إنسان لحق الآخر في حرية الإعتقاد و التعبير عنه.

     (مرفق فيديو عظة الأنبا أبانوب: https://www.youtube.com/watch?v=hksmNY3XFhw&feature=youtu.be)

- مثال على الهجوم السنوي على "إحسبها صح": "الأنبا موسى للطائفة الإنجيلية: محاولاتكم لخطف الشباب الأرثوذكسي مرفوضة"


ثالثاُ: الرد على التعليقات المعلّبة
     ستكون تلك هي المرة الأخيرة التي سأجيب فيها عن كل التعليقات الأرثوذكسية الجاهزة و المتكررة للهجوم على من يتجرأ -حسب ظنهم- و يهاجم أفعال رجال الكنيسة الذين يعتبرهم الكثيرين الآن أنصاف آلهة.

- "ماتهاجمش الكنيسة على الفيسبوك و تخلي المسلمين يشمتوا فينا."
حضرتك إحنا في القرن الواحد و العشرين، أي شخص يستطيع تصفح Google و يجد ما يريد للهجوم على الآخر. و بصراحة شديدة تلك الأنواع من الأشخاص -إللي حضرتك منهم- المهتمين بكسب نقاط على أديان و معتقدات أخرى لا يهمونني في شيء. العالم به آلاف الأديان و المعتقدات، أنت أقل أهمية مما تعتقد.
- "كل الناس بتغلط و أنت مش معصوم من الخطأ"
ده حقيقي، لكن أخطائي تؤثر عليّ فقط و في بعض الأحيان على عدد قليل من الأشخاص المحيطة بي ممن يمتلكون إختيار تجاهلي و ممارسة حياتهم بعيد عني. و لكن رجال الدين يصنعون قرارات تتحكم في حياة آلاف الأشخاص و لأن هؤلاء لا يتمتعون بإختيار تجاهل تلك الأوامر فتتحول حياتهم إلى جحيم. كل الناس بتغلط و لكن رجال الدين يحصنون أخطائهم بأنها أوامر إلهية.
- "لا تدين لكي لا تدان"
سيادتك أنا مش بأقول الأسقف الفلاني بيركب عربيات غالية و بيسافر العالم، مع إنه بالمناسبة من حقى أسأله لأن دي أموال الكنيسة إللي هي عبارة عن تبرعات الشعب، ده طبعاً بإعتبار أن رجل الدين المفترض أنه مات عن العالم و لا يملك شيء. أنا و غيري كثيرين ندين أفعاله و قراراته المؤثرة على آلاف و ملايين من البشر.
- "رجال الدين دول إختيار إلهي و هو من سيحاسبهم في النهاية"
مرة أخرى تحصنونهم بمصطلح "إختيار إلهي".. خلاص إحنا ننتظر يوم القيامة بقى عشان ناخد حقنا و يموت من يموت و يعذب من يعذب مش مشكلة. حضراتكم دي حياة بشر. في مشكلة أكبر، تحصين كل شيء بأنه فعل إلهي له نتيجتين، الأولى الرضوخ و الإستسلام لتلك الأفعال و الثانية تحويل غضبي من تلك الأفعال لغضب مباشر مع الله الذي أصبح ظالماً يري عذابي ولا يحرك ساكناً. مستعدين أن تضحوا بالله نفسه للدفاع عن بشر؟
- "ما تكتبه يسبب عثرة للبعض"
الدعوة للتفكير ليست عثرة. و عدد من يقرأ ما أكتبة لا يقارن بالملايين الذين يسمعون ويرون عظات و أفعال رجال الدين في الكنائس و على التلفزيون المليء بعضها بالكثير من العثرات.


ختام
     في النهاية أتمني تكون التدوينة دي فرقت معاكم بأي شكل من الأشكال و لو طفيف. المهم دي دعوة للجميع إننا نعرف إن مافيش إنسان فوق المحاسبة و النقد. و الأفيد إن إحنا نلاقي حلول للمشاكل الكتير دي بدل ما نتخانق مع بعض في إللي يصح و إللي مايصحش.

ملحوظة أخيرة و مهمة: تقدر تختلف معايا بأي شكل من الأشكال، بداية بالنقاش -دون إستخدام الردود المعلّبة أعلاه- و حتى الخناق و الشتيمة و الـ Block و الـ Report كمان. لكن أسلوب الشكوى الرخيص ده مالوش أي قيمة. أنا و أنتم كبار كفاية على الكلام ده. شكراً.


                                                                                                                                                تمت.



كيفن هاني
27/6/2014 


شكر واجب لكن من:
- ماريان مجدي و بسنت مكسيموس على الفكرة.
- كاثرين منير و هند هشام (مسلمة اه) على المساعدة و المراجعة.
- مينا ضياء لمشاركته بالتدوينة الخاصة به.
- صفحة "نعم لقانون مدني للأحوال الشخصية للمسيحيين في مصر"(https://www.facebook.com/therighttolive)
- موقع "الدراسات القبطية و الأرثوذكسية"

Like
Like ·  ·