مقدمة لابد منها :
إذا كنت من فريق
" تسلم الأيادى " لا تحاول إيجاد مبرر لنفسك أو لفريقك ,, فقط واجه هذه
الحقيقة : المؤسسة العسكرية كأى كيان من كيانات المجتمع فيها الصالح و فيها الفاسد
و بما أن الأغلبية فى معظم الكيانات تتكون من الوساخات و يسيطر عليها الفاسدون فكذلك
المؤسسة العسكرية أيضاً .
و إذا كنت من فريق
" الشرعية و الشريعة " فلا تحاول إستغلال هذا الحادث فى دعم حجتك فكيان
الإسلام السياسى كباقى كيانات هذه " المخروبة " و ينطبق عليه ما ينطبق
على المؤسسة العسكرية من فساد و فاشية و حب للسلطة.
بدأت الشمس تتوارى
خلف السحب الكثيفة ,, كانت الساعة قد اقتربت من الخامسة مساءاً و بدأت إحدى ساعات
الزروة ,, حيث تزدحم الشوارع بالسيارات المارة و الناس التى تنتظر لساعات بحثاً عن
نصف مقعد أو قدم فى أى من وسائل المواصلات المزدحمة .
كنت أنا و صديقى
قد وقفنا كجميع الواقفين نبحث عن فرصة مناسبة للإنقضاض على باب من أبواب سيارات
الأجرة فى مشهد أشبه ما يكون بمطاردة مجموعة من الفهود لغزال برى أو حفنة من
الضباع يتنازعون على فريسة ميتة ,, إختصاراً و بعد طول الإنتظار نجحت محاولة الإنقضاض
أخيراً و دخلت أنا و صديقى "لميكروباص" متجه من الشيخ زايد إلى ميدان
لبنان ,, و كان الطريق المؤدى إلى ميدان لبنان مزدحم جداً مما دفع سائق "الميكروباص"
لتغيير طريقه و السير فى الطريق الموازى للمحور عبر منطقة كرداسة ,, و بعد فترة
ليست قصيرة من الوقت قضيناها فى الطرق الداخلية الغير ممهدة بكرداسة وصلنا أخيراً
لطريق الخروج من كرداسة ,, و هو طريق من إتجاه واحد فقط يوجد فى نهايته كمين
للقوات المسلحة و الشرطة مكون من عدة مدرعات و قوة من الأفراد تزيد عن الثلاثين
فرد مجهزين بالأسلحة و الذخيرة الكاملة التى ربما تساعدهم على مواجهة مصائرهم إذا
باغتتهم إحدى الهجمات من عصابات كرداسة .
بدأت السيارة تبطئ
تأهباً لدخول الكمين ,, و كان الطريق قد ازدحم بالسيارات و بالرغم من أن الطريق
إتجاه واحد فقط إلا أن المجندين الموجودين فى الكمين كانوا يسمحون للسيارات
بالمرور فى الإتجاه العكسى على حساب السيارات التى تسير فى الإتجاه الصحيح ,, مما
جعل سائق "الميكروباص" يبدى
اعتراضه بشكل مهذب لم يخرج فيه عن الأدب
قائلا لمجند الجيش : " عدينا الأول و بعدين
ابقى عدى الناس عكسى براحتك "
أجابه المجند وقد
ظهرت عليه علامات الغضب الغير مبرر : " انزل "
السائق : "
انزل ليه ؟!! "
المجند : "
بقولك انزلى هنا "
أجابه السائق و قد
بدا مصراً على موقفه بعد أن أغلق الباب من الداخل : " لأ مش هانزل "
ثار المجند بشكل مبالغ فيه و أصر على نزول
السائق و امسك بباب الميكروباص محاولا فتحه بحركات عنيفة و هو يقول للسائق : "
دى أخرتها علشان واقفين نحميكم ,, أنا مش هاسيبك غير لما تنزل "
و هنا تجمع زملاء
المجند و أحاطوا بالسيارة كمن يتحرشون بفتاة و بدأت أصواتهم تعلو بالسباب مطالبين
السائق بالنزول و أخذ المجند سلاحه و شد أجزاءه ووجهه نحو السائق و هو يقول له :
" ورينى بقى مش هاتنزل إزاى ؟ "
فنزل بعض ركاب
الميكروباص محاولين تهدئة المجندين ولكن دون جدوى ,, و بالفعل نزل السائق تحت
تهديد السلاح ,, و فجأة خرجت رصاصة طائشة بالخطأ من هذا المجند اللعين – الذى رفع
سلاحه فى وجه السائق – ,, لم تسفر الرصاصة عن إصابة لأحد و لكنها كادت أن تصيب قدم
هذا المجند الحقير ,, و هنا انقلب الموقف تماماً فخروج رصاصة فى غير موضعها من أى
مجند يعرضه للمسآلة و الحساب ,, تراجع المجند و أعطى سلاحه لمجند أخر نزع خزينة
الطلقات عنه ,, و لم يظهر هذا المجند اللعين ثانية حتى نهاية الموقف
فى هذه الأثناء
تقدم الرائد الموجود فى الكمين نحونا و كان يتحدث بهدوء مع السائق بعد أن تأكد من
رخصة قيادته و هويته و طلب منا جميعاً أن ننصرف نحو السيارة و أعطى للسائق أوراقه
ليعود هو أيضاً ليكمل رحلته ,, و لكن فجأة ظهر شخص لم أحدد رتبته لأنه لم يكن يلبس
زيه الميرى كاملاً و لكن بدا لى و كأنه رأس الكمين ,, كان يتحدث بصوت عالى و غليظ
: " هى الناس دى واقفة كده ليه يا سيادة الرائد ؟ "
فأجابه أحد الركاب : " طب حضرتك اتكلم بالراحة "
فأجابه أحد الركاب : " طب حضرتك اتكلم بالراحة "
فرد هذا الشخص و
قد انتابته حالة من الغضب : " طب تعالالى بقى ,, مضايقك ده يا سيادة الرائد ؟
"
و قبل أن يجيبه
الرائد كان هذا الشخص الضخم قد حمل الراكب ( الشاب ) من ملابسه و دفعه بعيداً و
أمر المجندين أن يذهبوا به إلى داخل مبنى يستعمله أفراد القوات المسلحة كمقر لهم
,, و أدخلوه بالفعل بعد أن قاموا بضربه و إهانته بأقذع الألفاظ .
و أمرنا الرائد
بالإنصراف ,, فركبنا جميعاً السيارة و تقدمنا بضع أمتار لنكون خارج الكمين و انتظرنا
قليلا لنرى ماذا سيحدث مع هذا الشاب .
و تطوع أحد الركاب
للدخول إلى المبنى لنعرف هل سيخرج الشاب ليواصل رحلته مع الباقين أم سيظل رهن
الحبس داخل المبنى ,, و عندما دخل الراكب المتطوع و جدهم مازالوا يضربونه و سأله أحد
المجندين : " بطاقتك فين ياد؟"
أجاب الشاب و هو
يبكى : " معاه "
فضربه المجند و
قال له : " اسمها مع الباشا يا روح أمك "
و قال الرائد
للراكب المتطوع : " أنت هتمشى ولا
نقعدك معاه "
فرد الراكب :
" طب يعنى هو مش هيخرج ؟ "
أجاب الرائد :
" لأ مش هيخرج ده عليه قضية مخدرات "
فخرج الراكب
المتطوع بعد أن خاب أمله فى أن يعود بهذا الشاب الذى لم تظهر عليه أى علامة من
علامات الإجرام فقط كان كل جرمه أنه طلب أن يُعامل بإحترام ,, و بعيدا عن الحكم
بالمظاهر فلنحتكم سوياً للمنطق ,, لم يكن لهذا الشاب أن يتحرك من مقعده و يخرج من
السيارة إذا كان عليه أى من القضايا ,, كان سيفضل البقاء فى مكانه تجنبأ لأى
إحتكاك يعرضه للخطر ,, ولكن هذه الرصاصة الطائشة التى خرجت من المجند كان لابد لها
من كبش فداء و قد كان هذا الشاب هو كبش الفداء لتكتمل ملابسات إطلاق الرصاصة و لا
يدان هذا المجند على فعلته التى كانت من الممكن أن تتسبب فى إصابة أو موت لأحد الموجودين
.
رجع الراكب
المتطوع إلى السيارة و انصرفنا جميعاً فى طريقنا عائدين إلى منازلنا تاركين خلفنا
شاباً اهُدرت كرامته و كرامتنا جميعاً بالعجز ,, لا ندرى ماذا سيكون مصيره و مصائرنا جميعاً فى
هذه المحروسة .
مينا هانى
30-9-2013
11:00 AM
30-9-2013
11:00 AM
Uffffffff
ReplyDeleteانتوا غلطانين انكم مشيتوا من غير الشاب بس عادي ده جزائه علشان طالب بحقه و حقكم في معاملة كريمة شعب جبان!!! لو كان الميكروباص كله نزل وقفلهم مكنوش هيقدروا يعملوا معاه حاجة.
ReplyDeleteحضرتك بتتكلم و أنت قاعد فى التكييف ,, إحنا كلنا كنا فى الشارع و اعترضنا لما أخدوا الشاب لكن هما بيلموا هناك اللى مش عاجبهم واحد زى عشرة كان زماننا كلنا مشرفين فى السجن بتهم ملفقة
Delete