تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Friday 20 September 2013

دستور وليد- ٢٠١٣

"لماذا تبرزت العصفورة علي قميص وليد الجديد؟"
ذلك هو السؤال الذي شغل بال ممدوح وهو ذاهب للبار الذي إعتاد الذهاب له في ليالي السبوت في وسط البلد.
لم دري ممدوح هل المشكلة ف العصفورة أم في وليد أم في قميصه. وهل ياتري كان الحل في قتل كل العصافير في القطر المصري أم تقديم البامبرز لهم بإعتباره منتج عصري حداثي.
وهل يليق أن تتأثر علاقة الإنسان بأخيه الإنسان بسبب ماحدث لقميص وليد؟
الحقيقة أن غضب وليد بخصوص ما حدث لقميصه جعله يذهب إلي حيث لم يكن يتصور أبداَ أبدا أن يذهب.

ذهب وليد إلي من سيقومون بكتابة دستور مصر-حفظها الله وأعانها علي من عادوها أو أعانوها.

كان وليد شديد الحرص والتحريص علي الإستفادة من أخطاء الماضي بحيث لا يتم تكرارها فالمستقبل.
القضية بسيطة،، إقتحم وليد الجلسة وسط إنبهار الجميع مما أقدم عليه. كانت ملامحه غاضبة وواثقة. زاد إنبهارهم إنبهارا حينما وجدوه يتجرد من قميصه ويرفعه أمام الحضور في غضب.

رفع رئيس الجلسة رأسه ونظارته التي كانت قد إنزلقت فوق أنفه،،،ثانيتان ورفع حواجبه أيضا في إنبهار وهو ينظر لوليد وقميصه. قال أحد الأعضاء :"خير يابني؟"
لم يحرك وليد وجهه أو ينظر لمن خاطبه، لكن إكتفي بأن وجه يده حاملة قميصه بإتجاهه.
ظل وليد وهو توبليس/عاري الصدر يصرخ حاملا قميصه ويخرج كلام أقل وضوحا مما كان يقوله السلف الأول للإنسان قبل ظهور بوادر اللغات الأولي في موسم التزاوج.

دخل عامل البوفيه وظل يجمع أكواب الشاي والقهوة البلاستيك لكي يقوم بغسلها ليعيد تقديمها للبهوات توفيرا للنفقات المصروفة من قبل الدولة لمصانع البلاستيكات ودعما لأسرته التي تحتاج لثمن هذه الأكواب أكثر من صاحب مصنع البلاستيك.

إستمرت الجلسة بشكل طبيعي. زادها فقط قيام وليد بالتجول وسط الغرفة بدون أن يلتفت له أحد. كان من وقت للأخر يرمي قميصه علي هذا العضو أو ذاك،، بغير رد فعل يذكر منهم.
بعد فترة ليست بالطويلة شعر وليد بالملل. ففتح الباب الذهبي الموجود في أخر القاعة،، مرر وليد من الباب ووجد نفسه في أمامه ستارة كبيرة تبعد عنه حوالي متر ونصف.
ذهب وليد بإتجاه الستارة،، فلما بعد عن الباب إنغلق الباب وحده في هدوء. تقدم وليد وإخترق الستارة ،، إلتفت بإتجاه وليد أكثر من مئة فرد واقفين في غرفة طويلة علي أولها المنصة التي يقف عليها وليد وأخرها باب عليه بعض الحرس. فهم وليد من هيئة من وقفوا أمامه وإنتبهوا له أنهم صحفيين يمسكون النوت والأقلام ويوجهون تجاهه الهواتف النقالة،،، لم يلحظ أيضا وجود مصورين لقنوات فضائية.
سألت صحفية وليد:"إتكلمتوا علي إيه جوة يافندم إنهاردة؟"
فرفع لها وليد قميصه المحمل بأثر تبرز العصفورة.
لم تفهم الصحفية ما أشار له وليد،، فسأل صحفي أجنبي وليد سؤالا بعربية ركيكة وقال له:"ماذا عن المؤتمر الصخفي السابيك الاذي تخدث عن رفض تغبير (غيرُ الموزلمين) بدلان مين (الماسيخيين والياخود) ؟'
هنا نطق وليد،،،:"بص أخاواجة،، دي خصوصية مصر. مصر بلد دستورها هيمنع العصافير من ال (،،،) علي قميصي زي ماهيقدر يمنع الكفار من عقائدهم دي."
نصق أحدهم:"يعني إيه؟"
قال وليد بهدوء،،:" داستور الجامهورية هيمنع العصافير من التبرز علي هدوم المواطنين،،حماية للمقدسات لامؤخذا،،" نظروا له بإستغراب وهو يكمل :"قول يابونا وقول يا شيخنا،، يعني إيه تلات
وسبعين؟ عمة أبونا وشيخنا مش مقدسات؟ طب يصح تتبرز عليهم العصافير زي ماتبرزت علي قميصي؟" هز الحضور رؤسهم يمينا ويشارا كالبندول وأكمل وليد: "ولذلك،، فكل مواد الدستور ستعاقب العصافير المتبرزة علي هدوم المواطنين وأولهم العبدولله،، وليد"
رد أحد الصحفين:"كل مواد الدستور؟؟ يعني،،، ؟"

مينا ضياء
٢٠/٩/٢٠١٣
١٠:٤٢ pm

إقرأ أيضا:

No comments:

Post a Comment