تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Tuesday, 3 September 2013

" الحب خلف جدار الوهم "

وصل إلى منزله فى ساعة متأخرة ,, كان الجميع نياماً لم يشعر أحد بمجيئه ,, جلس على أريكته البالية ، و مال برأسه إلى الخلف ، و اغمض عينيه و سرح قليلا ...
 ثم اخرج هاتفه من جيب بنطاله الذى اتسخ من ماء المطر ، و نظر إلى هاتفه وظل يمر بين الأسماء والأرقام ,, ثم توقف عند هذا الاسم العذب الذى طالما اسعده ترديده و سماعه ، و خالجه ذلك الشعور الذى يجتاح المدمن إذا ما تأخر عن تعاطى جرعته ,, فقد اشتاق إليها كثيرا ,, كادت روحه أن تنسحب منه و تفارقه فى تلك الليلة ....
امتلأت عيناه بالدموع و لكنه تمالك نفسه أخيرا ,, فلم يعد هناك بد من مواجهة الحقيقة
فقد انتهى كل شئ ,, وأصبح هو كجنين اختنق فى طريق خروجه من بطن أمه ,, فلا هو رأى الحياة ,, ولا هو مات فى مأمنه .
مزقته طاقته ,, هذه الطاقة التى لم تخضع أبداً لقانون بقاء الطاقة ,, طاقة الحب التى لا يمكن أن تنتقل لأحد سواها .
ظل هكذا لفترة لم يحدد طولها ؛ فقد الوقت أهميته ، وباتت كل الليالى متشابهة ، وتحولت مشاعره مع الوقت من مجرد مشاعر إلى جرعات سعادة مؤقتة تعينه على تحمل الحياة ,, فقط يكفيه أن يتذكر المرات القليلة التى رأها و حادثها ,, فقط يكفيه أن يتذكر ابتسامتها التى كانت تملأ الدنيا صفاءاً ,, فقط يكفيه أن يعيش فى ظل جدار الوهم اللذيذ ,, أملاً فى أن يلقاها مرة أخرى .

مرت السنوات متلاحقة ,, و تبدلت الأحوال و لكنه ظل محتفظاً بأيقونته الخاصة التى صارت عنده كأفروديت و فينوس .  
و فى إحدى المرات وهو عائد من عمله فى ليلة من ليالى الشتاء المطير ,, إذا بها أتية نحوه من بعيد ,, و لأول مرة منذ سنوات طويلة تكتمل الصدفة التى طالما تمناها و انتظرها بشدة  ,, و بشكل لا إرادى هاتفته مشاعره أن يذهب ناحيتها ,, قد تكون هذه هى المرة الأخيرة ,, و لكن شيئاً خفى بداخله منعه من الاقتراب ؛ فقد خاف أن تنهار تلك الصورة التى ظل محتفظاً بها داخله طوال هذه السنين ,, خاف أن تتحطم معابد أيقونته على صخرة الواقع ,, و فضل أن يضع هو النهاية وأن يظل يحبها فى داخله فقط ,, ظل ساكناً لا يتحرك إلى أن عبرت أمامه و نظرت فى وجهه و لم تعرف أنه هو ,, و سارت فى طريقها مسرعة تحاول الإحتماء من المطر ,, أما هو فأدار ظهره و مضى فى طريقه . 

مينا هانى
2-9-2013
2:00 PM
 

No comments:

Post a Comment