تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Saturday 20 April 2013

التعريص: جـ2- العدالة الإجتماعية. بين التعريص الثوري والديني

في نظرة سريعة إلي الوراء إلي أسباب ودوافع الإحتجاجات التي إندلعت في يناير 2011 فيما يخص الوضع الإقتصادي (والغلاء –بمقاييس ذلك الزمن, الذي أصبح ترف في لحظتنا هذه) والبؤس والفقر الذي كان سائدا في كل مظاهر الحياة فالشارع المصري نجد أن الهتاف كان كما يعلم الجمع هو: عيش\حرية\عدالة إجتماعية.

وبعيدا عن الغزل الثوري المقترن بتملق عبقرية وعفوية الشعب (لا أدري أي عفوية تكلموا عنها فالتليفزيون وقتها عندما أرادوا تحليل هذه الشعارات الحقيقية والصادقة) نجد أن المطلب الأول والثالث كل منهم مطلب إقتصادي في حد ذاته,,بمعني أن 2\3 من مطالب الثورة كانا مطالب إقتصادية. وهذا يتسق بالمناسبة مع حقيقة الصراع الطبقي (دعنا لا نتوقف عند هذه النقطة كثيرا مع وعد بالحديث عنها في فرصة أخري إن كان لنا نفس)

كانت المطالب الإقتصادية لتحقيق عدالة الفرص والتوزيع وغيرها محور إهتمام العديد من المحتجين حتي وإن لم يكن يعي كل المعاني التي هتف بها (إدراك أيديولوجي: أي لم يكن لديه خبرات يسارية أو دراسة مسبقة أو قراءة كاملة للطيف السياسي سواء في الأخبار العالمية أو التاريخ – هذا يتسق مع حالة الجمود السياسي التي سادت مصر في أخر 7 سنوات تقريبا بين عموم الشباب والشعب. وبإعترافات الكثيرين بأن إهتمامهم السياسي قد ولد مع الثورة, وربما كان هذا سبب لأشياء أخر قد نتحدث عنها بعد فترة ما إن كان لنا عمر)

علي أي حال كانت المقدمة المملة السابقة مهمة قبل الخوض فيما أردت أن أقوله وقد إنتهت المقدمة ولله الحمد والمنة.

بعد حالة الإحباط التي سادت من معارك اللا شئ والتي إشتعلت لأي سبب لا علاقة له بتحقيق الأهداف التي إندلعت من أجلها الإحتجاجات الأولي, هذه المعارك التي بدا وكأنها قد تمت صناعتها لإلهاء جموع المحتجين عن أهدافهم التي إنتفضوا لأجلها أو ربما كان أغلب المحتجين غير مؤدلجين بما يكفي أو لديهم من الخبرة بما يكفي فتحولت الإشتباكات إلي خناقات أكثر منها معارك لها أهداف (أسف إن كنت قد جرحت مشاعرك, أنا مؤمن بأهداف الإحتجاجات مثلك –إن كنت مؤمنا بها- لكني أرجوك أن تراجع المقال السابق عن :* التعريص الثوري)

بعد حالة الإحباط هذه كنت مجبر علي النظر مجددا إلي الفقراء والمتسولين بذهن يفتقد إلي الأمل في تحقيق حد أدني من المعيشة لكل منهم, فالتعليم والصحة والغذاء والسكن...  ولكن لم تكن هذه هي المشكلة العظمي.

ظهرت المشكلة العظمي حينما أدرك المرء عجزه الفردي بخصوص تحقيق شئ إلي (كل جموع البؤساء),,فمثلا إذا كنت قد قررت أن أعطهم كل أموالي (مثلما فعل الأنبا أنطونويس) فأنا لن أحقق لهم الكفاء (والمشكلة ليست في قلة مرتبي أو كثرته,,فحتي إن أخذت أربعة أضعاف مرتبي, فلن يفرق في شئ فالصورة الكلية بالنسبة لهم- ألهم إلا تحقيق بعض السعادة لطفل هنا أو طفلة هناك),,وإن لم أعطهم أي شئ ,,فلن يفرق في شئ فالصورة الكلية ايضا,,

التفكير السابق كان بمنطق يستعمله المهندسون كثيرا لدراسة حالات الحدود بإفتراض قيم متطرفة سالبة وموجبة ومعرفة تأثير كل منها,,ثم تعود إلي القيم المنطقية (في المنتصف) لتدرك مدي تأثيرها بالمقارنة بكل من القيمة المتطرفة الأعلي والأدني.

لكن كل خوفي كان أن أتحول إلي حيوان بان ينام ضميري الشخصي ويبتعد عني الرفض الأخلاقي عن طريق إدراك عجزي (الحقيقي).
الحقيقة أن مرادفات الصدقة الدينية (عشور\زكاة\إنشالله بيض بالبسطمة حتي) أو الأخلاقية-  لن تغير من سخافة الواقع شئ بالنسبة لجموع البائسين,, هي فقط تخدر ضميرك بخصوص قيامك بواجبك الأخلاقي أو الديني بصرف كم من النقود (فلتعتبرها وكأنها لم تأتي أصلا) في "عمل الخير" حتي تنام مطمئن البال هادئ الجفن لأنك أخرجت القيمة المرادة من محفظتك.

لكن الحكم دائما يكون علي المحصلة وليس علي النوايا... قد تقول أن الله يحكم علي النوايا,,وهذا حقك. لكن في هذه الحالة يتحول الفقير إلي (مطية) للعبور إلي الجنة\الملكوت عن طربق إرضاء الله أو كسب الحسنات أو مسح السيئات أو أي ما كان,,,
دعنا نتذكر الهدف الأساسي,, هل كان توفير حد أدني من التعليم والصحة والغذاء والسكن لكل مواطن أم دخول جنابك للجنينة؟

والأن قبل النهاية وأنت تسب لي الملل,,,وتسألني :"يعني عايز إيه؟ نبطل ندي الناس؟"
لأ, إنت حر ساعد إللي تحب تساعده بالشكل إللي يناسبك, بس ماتخليش دا يخدر ضميرك, تجاه الفشل إللي وصلناله ونتج عنه ضياع فرص (حتي هذه اللحظة) العديدين في الحصول علي أمل لحياة أدمية في وقت ما. مع العلم بإن الصدقة مخدر للثورة وتعتبر في أوقات كتير مجرد مسكن أو وسيلة لتفريغ حاجة المسكين ومنعه من التمرد,,ليظل دائما في حالة اللا رضا واللا ثورة,,,,

ودائما ما يتورط التعريص الديني ليكون شريك وفي للصدقة ليظل البائس في حالة اللا رضا واللا ثورة التي أشرت إليها,,
بأن يتحدث رجال الدين لشعوبهم البائسا دائما وأبدا عن أهمية القناعة والرضا وشكر الله علي نعمه التي يبارك في اقل قليلها ويشفي ألام أمراضهم –ربما بمعجزة!! وفي نفس الوقت تجدهم يأكلون مالذ وطاب لدرجة أن يزيد قطر أحدهم فيشبه برميل البترول ويسافرون للعلاج في الخارج ويركبون المرسيدس ويسكنون القصور ويبدلون النساء كما يبدل حسن شحاتة ميدو بعمرو زكي...

لأن القيادات الدينية تعيش إما بالنصب علي أفقر البؤساء أو بصدقات (الأغنياء المؤمنين) فتجدهم يسوقون القيم الدينية عن القناعة والزهد وفي نفس الوقت يدافعون عن مصالح حلفائهم من الطبقات العليا,,أو ببساطة يستمرون في مص دم البؤساء عبر رسائل ال SMS في حين أن صرف نفس المبلغ للإتصال بالاستاذة سماح أنور للفضفضة يكاد يكون أكثر واقعية وأملا.

مينا ضياء
20/4/2013
8:56 pm

إقرأ أيضا وقتما كنت مغفلا: 


No comments:

Post a Comment