تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Sunday 3 June 2012

نبي الله:نيوتن

كان يتنزه في الغابة المحيطة  بالمستعمرة التي يقيم بها التي أسسها أجداده بعن إنهيار الحضارة منذ قرنين.

لم ينجوا من الدمار إلا نسخة واحدة من كتاب قال كبار المستعمرة أنه الكتاب الذي به كل شئ,قصة البداية وقصة النهاية المحسومة مسبقا,,,سأل مرة عن سبب حسم النهاية فما وجد من معلمه سوي إنتهار معلمه قائلا:"كيف عساك تصدق قصة البداية ولا تصدق قصة النهاية؟ إقرأ قصة النهاية حتي تعرف مصير من لم يصدقها!!"- في بادئ الأمر لم بدرك كيف يعقل أن يبحث في القصة التي لم يصدقها عن مصيره...لكنه يريد أن يتوقف كثيرا عند هذا السؤال,,فإعتذر لمعلمه و رمي أسئلته في الصحراء.

تعب من نوبة الحراسة التي كان يقوك بها في الليلة السابقة علي أبواب مستعمرتهم البالية. لم يكم يعلم لماذا يقومون بنوبات الحراسة هذه إذا كان ما قاله الأقدمون عن فناء باقي البشر!! لم يهتم بالسؤال كثيرا. قرر أن ينام تحت شجرة قديمة قيل أنها كانت غرست قبل إنهيار الحضارة بأعوام قليلة,وياللعجب لم تتعرض لتدمير يذكر وسط كل الخراب الذي حل بكل ما حولها,,قال الأباء المؤسسين أن هذه 
الشجرة هي الدليل علي أن "الله" كتب لهم وحدهم الوجود والإنقاذ من الجوع الذي ساد الأرض بعد الحرب الأخيرة. كانت هذه الشجرة هي مصدر قوتهم,,وبعد فترة قصيرة أصبحت هي المصدر لزراعة شجرات أخري حولها ببذور الثمرات المأخوذة منها.
قرر أن ينام تحت تلك الشجرة في حضن ظلالها المقدسة. ونام فعلا كما لم ينام من قبل.

فجأة سقطت تفاحة علي رأسه فإستيقظ مذعوراً! كانت رأسه تؤلمه بشدة. لم يفهم ماذا حدث!! "لماذا سقطت التفاحة؟!"  سأل نفسه مذعورا عدة مرات!! تمتم سريعا بما تذكر من صلوات ونصوص مقدسة وجري سريعا إلي المستعمرة,,,جري عشرات الأمتار حتي أدرك أنه نسي التفاحة الساقطة من الشجرة المقدسة,, فعاد مفزوعا وهو يدعوا الله أن يسامحه علي تركه للتفاحة الساقطة من شجرة عنايته علي الأرض في العراء والوحل.
عاد ووجدها في مكانها,,,فمسكها بحذر ولمعها في ملابسه ووضعها في حقيبته القماشية التي ورثها من جدته إحدي مؤسسات المستعمرة.

عاد مهرولا إلي أبواب الحراسة,أدخله زملاءه وجري إلي حكيم المستعمرة,أكبر السكان سنا,والوحيد المتبقي علي قيد الحياة من الأباء المؤسسين.دخل سريعا إلي محضره فوجد كبار المستعمرة يتباحثون في أمر ممل كعادتهم وطلب أن يكلمه في أمر عاجل فرد عليه الحكيم:"مالك شاحب وكأنك رأيت شبحا؟"
رد الفتي:" بل أسوأ يا سيدي,,فأنا لا أعرف ما رأيت!"
شعر الحكيم بخطورة الموقف فطلب من الحضور الخروج مؤقتا من القاعة ,تلك القاعة التي كانت أحد المباني القليلة التي لم تنهار مع إنهيار الحضارة-فخرجوا, وقال الحكيم:"تكلم يا فتي.."
رد الفتي:"لقد سقطت علي هذه التفاحة وأنا نائم تحت الشجرة المقدسة"
إنفعل الحكيم عند سماعه كلمة "الشجرة المقدسة" وقال مزمجرا:"وإيه إللي وداك هناك؟"
صمت قليلا الفتي ونظر إلي الأرض,ثم أجاب:"ظننت أنني إذا نمت هناك فلن أتعرض للأذي!"
قال له الحكيم وهو يمد يده:"حصل خير,,أعطني التفاحة حتي أعطيها للمزارعين فيزرعوا من بذرها شجرات جديدة"
هز الفتي رأسه ووضع يده في وقار بداخل حقيبته وأخرج يداه الإثنان وبهما التفاحة وكأنه يحمل طفلا حديث الولادة,وقدمها للحكيم وقال:"ها هي يا سيدي"
وقف الحكيم وأخذها الحكيم بهدوء ووقار وهو يقول:"جيدة هي أمانتك,,كان من الممكن أن تأكلها" وإبتسموا ثم أكمل الحكيم:"هل تريد شيئا أخر؟"

شكره الفتي في أدب وذهب بإتجاه الخروج ثم توقف قليلا ورجع إلي الحكيم,,,فقال الحكيم:"ماذا أيضا؟"
قال له الفتي بصوت مهزوز:"لدي سؤال يشغل بالي"
إنقلبت ملامح الحكيم وهو يقول:"إسأل!"
قال له الفتي:"لماذا سقطت التفاحة ولم تطير أو تصعد للسماء؟"
صمت وتجهم الحكيم لدقيقة وهو ينظر له في عينيه وكأنه يريد الوصول إلي أعماقه,,ثم إحتلت إبتسامة عريضة وجهه حتي بان وكأنه أصيب بتشنج في فمه وتقدم ناحية الفتي ببطء ووضع يده علي كتفه ومشي معه عدة خطوات والفتي قلق,,فهذه ليست عادة الحكيم للتعامل معه منذ كان يعلمه في صغره وقال له:"مبارك أنت أيها الفتي!!"

شعر الفتي بإضطراب ولم يفهم ماذا يقصد الحكيم,,وأكمل الحكيم قائلا:"أنت تتكرر معك قصص الأنبياء والصالحين الأقدمين.." إرتفع إحدي حاجبي اتعجبا الفتي وهو يتجنب النظر للحكيم منتظرا أن يكمل كلامه,,,فلم يكمل,فقال الفتي:"لا أفهم!"
ضحك المعلم لدقيقة وقال:"أخيرا وجدت من أئتمنه علي المستعمرة عندما أموت,,منذ مئات السنين يا إبني كان نبي الله "نيوتن" نائما تحت شجرة مثلك,,وسقطت عليه تفاحة مثلك,,وسأل نفس سؤالك يا فتي!!,,,أراه فيك,,من هذه اللحظة إسمك هو "نيوتن"!!"
قال "نيوتن":"فعلا؟!",,هز المعلم رأسه بالإيجاب!
إندهش "نيوتن" جدا,,وسأل معلمه,,:"ولكنك لم تقل لي لماذا سقطت التفاحة؟"
فقال له الحكيم:"عندما سقطت التفاحة علي نبي الله نيوتن توصل إلي إحدي الأشياء البديهية لدينا الأن,,,قل لي,,ألا تؤمن أن كل شئ يتم يجب أن يوافق عليه الله؟",,هز "نيوتن" رأسه بالإيجاب.
فقال له المعلم وهو متشنج باسما:"توصل نبي الله نيوتن إلي أن التفاحة سقطت إما لأن الله سمح لها بأن تسقط,أو لأنه أمرها بالسقوط!!"

مينا ضياء
4/6/2012
8:23 am

4 comments:

  1. اللهم صل أفضل صلاة على خير خلقك أجمعين النبى الفيزيائى " نيوتن " و ألحقه عن يسار الآب فى ملكوت السماوات .
    آمين

    ReplyDelete