زاد طغيان الفرعون حتي إشتكت رمال الصحراء
منه وتمنت لو إنها أصبحت رماد،،،
لم يعد يشغل ذلك الفتي الأنيق المهندم
الحليوة سوي إحصاءات وأرقام عن ظلم الفرعون وتكبر وتجبر رجاله وحاشيته،حتي أنه وصل
في الوقت المحسوم مسبقا لملئ الغضب ،وكان وقتها "موسي" جالسا مع أخيه
"هارون" في أحد كافيهات الهرم
حينما دب بيده علي الطاولة وهو يقول أثناء
قرائته لأحد الأخبار علي السمارت فون الخاص به:"كدا كتير!!"
نظر إليه أخيه في إستغراب وقال:"هو
الحساب جه؟"
موسي:"أيوا،،،جه وقت الحساب"
هارون:"طب الكاكاو بتاعي بكام؟"
نظر إليه موسي في غضب ولم يرد وعاد إلي سمارت
فونه ليتصفح الأخبار المحزنة
شرب هارون مشروبه وراح يتأمل في السماء
وغيومها حتي قطع سكونه صوت أخيه موسي وهو يقول له:"هارون،لازم نحرر
شعبنا..." نظر له هارون وهو لا يفهم قصده.أكمل موسي:"الشعب لازم يروح
لأرض الحرية ويدوق طعمها"
هارون:"يدوق الأرض ولا الحرية؟!
تجاهله موسي تماما وفتح اللابتوب الخاص به
ودخل إلي حسابه علي فيسبوك وضغط علي زر
Event
وقام بتحديد موعد الخاص بالمظاهرة التي تدعوا
فرعون لأن يعتق الشعب ويتركه يتحرر وكان مكان الفاعلية هوالساحة الأمامية للقصر
الفرعوني،،،ووضع عنوان ال event :"ثورة الغضب علي
الفرعون وحاشيته"
مر الوقت وزادت رقعة المؤمنين بالثورة علي الفرعون،،إلا
أنها ظلت هذه الرقعة حبيسة في فئة الشباب وهو ما كان يؤرق موسي وهارون كثيرا،فكيف
عساهم يصلوا لمستوي من الندية يمكنهم من تحدي الفرعون وهم لا يدعمهم إلا فئات
محدودة وأعداد ليست بالعظيمة!!!
لم يهتم موسي كثيرا،وقال لهارون
أخيه:"ماتقلقش يا هارون،هانتصرف،خليك مؤمن أمال!!"
دقت الساعة الفارقة،،وتوجهت جموع غفيرة إلي
ساحة المقابلة للقصر الفرعوني،صحيح لم تكن كل الأعداد التي يمكن أن
تذهب،لكنها كانت أكثر من الأعداد التي توقعها موسي وهارون وزملائهما،،،
تقدم بعض الشباب المتحمس فوجدوا جحافل من
الحرس الفرعوني تحاصرهم،حدثت إشتباكات صغيرة ومناوشات هنا وهناك،، أصيب إثنان من
المحتجين وردوا عليهم بإصابة جندي من الحرس الفرعوني،،استمرت هذه الأحداث لمدة
ساعة تقريباً حتي قرر قائد الحرس الفرعوني سحق مجموعات من المحتجين ونجح فأصاب
أعداد وقبض علي أعداد أكبر،،،،نجح هارون وموسي ورفاقهم في تصوير الحرس الفرعوني
وهو يسحق المحتجين البؤساء ورفعوا هذه الصور والفيديوهات علي يوتيوب وفيسبوك
لم تكن كل التعليقات مشجعة،،فئات كثيرة أحبت
أرض العبودية،وسبَوا موسي وهارون لأنهم سيجعلون الفرعون يغضب وينتقم منهم ويضع
المر في حلقهم،،،تعليقات أخري كانت مشجعة ومفرحة،،وتعليقات ثالثة لم تكن تحتوي سوي
علي شتائم جديدة أو لا معني لها.
إنتهي اليوم الأول من الإحتجاج،ورابط بعض
المحتجين في الساحة التي تحولت من ساحة للإستعراضات المتنوعة والفنون المختلفة إلي
ساحة للقتال وإنتشار الدم والأشلاء..
في اليوم الثاني زادت أعداد المحتجين
وزادت أكثر في اليوم الثالث وهكذا،وزادت كذلك ندية الإلتحامات بين الجماهير
المتحمسة المتسلحة بالأمال وبين جنود إلي أن ظهرت بوادر الغلبة للمحتجين,,فأشار
رئيس الحرس الفرعوني علي الفرعون بمعرفة مطالب المحتجين وإجابتها,نظراً لإرهاق
قواته وإقترابها من حد الإنهيار. لم يكن الفرعون سعيداً بما يسمع من أخبار,لكنه
قرر أن يتفاوض حتي لا يخسر قواته أمام حفنة من "الرعاع" بحسب تعبيره.
أعلن الفرعون الهدنة وأرسل برديات إلي مختلف
أنحاء المملكة تفيد بتلقي قواته أوامر بوقف الإشتباك,,و أرسل كبير وزراءه في موكب
مهيب إلي قلب الإحتجاجات فإخترقت العربات تجرها الخيول فوصل إلي منتصف معسكرهم
تماما,,ونزل من العربة كبير مساعدي كبير الوزراء وصاح بصوت عظيم:"فخامة
الفرعون إمبراطور مصر وتخومها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا يريد الحديث مع قادة
الإحتجاجات,,ويخص بالذكر التالية أسمائهم.. أدمن صفحة "كلنا خع إم واس"
,المكتب السياسي لحركة "6 أبيب" وكل من له أذرع في هذه الفوضي التي
تعيشها البلاد,أمامكم حتي منتصف الليلة..." عم السخط عندما سمعوا كلمة
"فوضي" وتقدم أحدهم ليشتبك مع الموظف لكن ذنوبه قد منعته,,,ركب الموظف
العربة بجانب كبير الوزراء وإنسحبوا ليعودوا إلي القصر الفرعوني في سكون مهيب...
إنقسم المحتجون فيما بينهم,,هل هذه علامة ضعف
أم قوة من القصر,,وهل يجب أن يستغلوا فرصة التفاوض أم يضغطوا أكثر فتنهار قوي
الفرعون,,,تجادلوا كثيرا,لكن في نهاية المطاف قررت المجموعات المدعوة أن تذهب
لملاقاة الفرعون,,وذهب موسي بإعتباره أدمن صفحة:"كلنا خع إم واس" وهارون
بصفته محامي حقوقي يعمل في إحدي المنظمات التابعة للهنود الحمر.
إستقبلهم الفرعون إستقبال حافل ,,فعند دخولهم
بوابة القصر عرضت عليهم الوصيفات أطيب أنواع المأكولات والخمور والفاكهة
الطازجة,,رفضوا أن يأكلوا وطلبوا سرعة مقابلة الفرعون,,أدخلوهم إلي البلاط
الفرعوني,,فوجدوا أنفسهم محاصرين بأعداد غفيرة من الحرس الفرعوني في تلك
الصالة,خافوا في أول الأمر,لكن رئيس الحرس الفرعوني طمأنهم بأن هذا لإعتبارات
أمنية ليس أكثر,,إنتظروا طويلا حتي أتي الفرعون وعلموا مجيئة بسماع صوت الطبول
والنفير المرحب بالفرعون,,,
وصل الفرعون إلي البلاط,,,وإبتسم بشكل مفتعل
مبتذل وهو يصعد ليجلس علي عرشه ليقول:"أهلا بخير شباب الأرض! بسببكم أدركت أن
هذه الأمة لاتزال حية ,,,بارككم رع ياولاد الأأرع"
إبتسم موسي في خبث وتقدم تجاه الفرعون
وقال:"لا تحاول أن تخدعنا أيها الفرعون,,إن شعبنا قامت قيامته وقرر أن ينهض
ويذهب إلي أرض الحرية,,,,أعطنا تصريح السفر الأمس قبل الأن,,,"
قاطعة الفرعون وهو يزمجر :"كل شئ
بالإتفاق,,قولوا طلباتكم وسيقوم وزيري بتنفيذها"
قال هارون :"منذ دقائق قال البرادعي علي
تويتر:قطار التغير غادر المحطة"
ذهل الفرعون وكأنه رأي الشيطان وخرج غاضبا من
البلاط ويتبعه رئيس الوزراء حتي ودخلوا أحد الغرف الجانبية القريبة وإستدعي رئيس
الحرس الفرعوني ووزيرالإتصالات,,,فدخلوا أمامه وهو جالس,,:"أ** يا بهايم,,مش
قلتلكم تقطعوا النت!!,,ادي البرادعي بيديهم تعليمات من علي تويتر,,"تصبب وزير
الإتصالات عرقا وبلع رئيس الحرس الفرعوني ريقه وأكمل الفرعون صياحه وهو يخبط بيده
علي الطاولة :"أعمل إيه دلوقتي!! سبق وحذرتكوا ,,البلد بتروح دلوقتي,,منكم
لرع,,منكم لرع!!,,," . قاطعه رئيس الحرس الفرعوني وقال بسرعة:"سوف اسقوم
بإستدعاء قوات الإحتياط وأسحقهم قبل الفجر يا سيدي,,," رد عليه الفرعون في
يأس وهو يخلع نظارته بيد مرتعشة,,,"خلاص يا حا بي ب,,الفاس وقعت في
الرأس,,,قلهم الفرعون بيقلكوا إللي هايفضل في البلد بعد الفجر هايطلع ***
أمه,,,إديهم تصريحات السفر..." ذهل الوزراء ورئيس الحرس الفرعوني,,,لكنهم لم
يعتادوا أن يخلفوا أوامر الفرعون وإن بدت غير منطقية,,,
دخل رئيس الوزراء البلاط فوجد مندوبي الثوار
منتظرين في ملل ومتعجبين لخروج الفرعون بعدما سمع عن تويتة البرادعي,,فوجدوا رئيس
الوزراء يعطيهم تصريح سفر مفتوح لأي عدد من الأشخاص,,وقال لهم:"إللي
هايفضل بعد الفجر هانعمل معاه الصح,,غوروا".
لم يصدق موسي وهارون وزملائهم ما سمعوه,,وأخذوا
تصريح السفر إلي أرض الحرية وجروا إلي زملائهم وأخبروهم بوجوب المغادرة الأن لأنهم
سيتعرضوا إلي مذبحة بشعة في حال شروق الشمس وهم في داخل مصر,,,أبلغوا عائلاتهم
وحزموا ما إستطاعوا أن يحملوا من أمتعة وإنطلقوا في إتجاه الشرق وهم سعداء بالنصر
التاريخي,,,بالأخص وهم يسمعون تصريحات يوليوس قيصر ورئيس قبائل المايا والهنود
الحمر التي تمدح وتتغزل في هذا الإنجاز العظيم!!
إقترب اليوم الأول من الحرية علي
النهاية,,لكنهم أصروا ألا يرتاحوا ويناموا سوي في أرض الحرية,,وإنتصف الليل وقد
وصلوا إلي بحر يفصلهم عن الضفة الأخري من الأرض التي ستقودهم إلي الحرية,,,وفجأة
وهم يسيرون منشدين أناشيد الحرية وإنتهاء الطغيان وجدوا دوريات الحراسة المسؤلة عن
حماية مؤخرة القافلة تجري بإتجاه القيادات في الأمام لتخبرهم بمجئ الفرعون علي رأس
جيشة وحرسة الشخصي علي بعد ساعة أو أقل من القافلة!!!
إنتفض موسي من علي جمله ونزل ليفكر مع هارون
وزملائهم في الداهية التي حلت عليهم!!
سألوا موسي :"إيه العمل يا موسي؟!"
رد
موسي:"ماعرفش!!"
قاطعه أحدهم :"أ** مش إنت
القائد!!"
أخرج هارون الجي بي إس الخاص به ووجد أنهم
علي بعد ساعات من أي أرض تمكنهم من الوصول للضفة الأخري من البحر,, صاح
أحدهم:"نهار إسود!!"
سأل هارون موسي قائلا:"هانعمل إيه؟
معناش مراكب ولا فيه كباري قريب؟!" رد موسي:"أكيد يهوة من
هايسيبنا" أفحم هارون من إجابته وقال له:"يا واد يا مؤمن!!" حاول
موسي الوصول إلي يهوة لكنه لم يرد عليه,,, خرج أحد زملائهم عن صمته,,وقال
"خلوا يهوة ينفعكم,,أنا هاكلم أمون".أخرج هانفه وكلم أمون وحدد له
موقعهم وموقع فرعون وجيشة وكيف أنهم محاصرون والبحر أمامهم والفرعون خلفهم فرد
عليه أمون:"وإيه إللي وداكوا هناك؟!" فقام بتحطيم الهاتف.
قال أحدهم:"في عالم موازي واحد إسمه
موسي ضرب البحر فلقه,,,ليك فيه يا موسي؟"
بحث موسي حوله عن أي عصا,,,,فوجد عصا مرمية
بجانب أحد الصخور,,أخذها وإتجه إلي البحر ووقف علي حافته وضرب
البحر,,,وإنتظر,,,ولم يحدث شيئاً,,,قرر أن يتقدم ,فمشي حتي وصلت المياه إلي
ركبته,,وضرب البحر,,,فلم يحدث شيئاً,,,نظر موسي إلي العصا بغضب ونطر يده عدة مرات
وهو ممسك بها كأنها قلم جاف قد نشف ,,,وضرب البحر مرة ثالثة وهو يقول
:"وينجاديوم ليفيوسا" مقلدا هاري بوتر,,,ولم يحدث شيئا,,فرمي العصا ورجع
إلي مجموعته.
إقترب جيش فرعون كثيراً حتي إستطاع الشعب أن
يسمع صهيل الخيل فجاؤا إلي موسي هارون وزملائهم وقالوا لهم:"هانعمل
إيه؟!"
رد موسي:"مش عارف,,,شوفوا
وقرروا,,"
سأل واحد من الشعب:"يعني مفيش خطة؟"
موسي:"وليه نعمل خطة؟ إنتوا إحتاجتوا
تخرجوا من سيطرة فرعون,,"ثم إبتسم موسي وأكمل قائلا:"وقد كان".
صاحت إحدي السيدات:"يعني يا نموت
غرقانين يا نموت مدبوحين؟"
صمت مهيب,,,فقالت بأنها ستأخذ أولادها لتعود
إلي مصر, فصاحت إحدي زميلات موسي:"بتخوني تضحيات زملاتنا إللي ماتوا بيد
الحرس الفرعوني!!!!"
ثم بعدها بدقائق,,وصل جيش الفرعون,,,,
مينا ضياء
11\6\2012
7:00 Pm
رائع كالعادة
ReplyDeleteشكرا يا جلالة الملك توت :))
Delete