تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Friday 15 July 2011

العدالة الإجتماعية والهرم الغذائي


كثير ممن وجدتهم متضررين أو كارهين لما يسمي ب"الإعتصامات الفؤية" أو الإحتجاجات المنادية بالعدالة الإجتماعية يبدأون إبداء شكواهم بوضع الماسك المشمئز,ثم يتبعون ذلك بوصف المحتجين بعدة صفات,,منها علي سبيل الذكر لا الحصر (تنابلة,مستغلين للثورة,رعاع
( وبعد إصدارهم عدة تعابير قد تجدها مثلها في الأفلام القديمة التي صنعت لتدين الإقطاع والإقطاعيين (رد قلبي ,شروق وغروب,إلخ)

"فإما يخرج لك سلسلة مفاتيح سيارته من جيبه ويلعب بها بين أصابعه أو يتناول تٍفاحة من صنية الفواكه المفرودة أمامه أويسحب دبوس فرخة من جثة الفرخة المطبوخة أمامه أويقلب الريموت في رعونة بين عده قنوات لا مجال لنا لذكرها الأن. "

وأخيرا يصلون إلي الإستنتاج العبقري والمنتج الفكري النهائي الذي عادة ما يتلخص في جملة :"مايصبروا شوية" أو أي جملة لها نفس المعني,وكأنهم يسحبون في يديهم إبنهم ذو ال6 سنوات المزنوق وعاوز يروح الحمام وهما لسة مروحوش قائلين :"اصبر شوية,,جاتها نيلة إللي عاوزة خلفك,,اصبر يابن المفكوكة,,"

المتضررون من أصحاب المطالب التي تنادي بالعدالة الإجتماعية حيروني لوقت طويل,,

لديهم منطق ثابت لموقفهم هذا,,ثبات المنطق هذا مدهش لأنه يصدر من أشخاص يأتون من خلفيات متعددة سواء ثقافية أواجتماعية أومادية.

هم يقولون :"عيشتوا كل دا مستحملين,,إشمعني دلوقتي ؟؟"

وهنا تظهر النظرة الفوقية والطبقية بشكل وضح,,حيث يظن البعض أن الأخرين الذين كانوا أتعس حظاً,سواء من الناحية المادية,أو من تم طردهم (مثل سكان مخيم السلام) ,أو من أي ناحية أخري,هم فئة من الشعب عليها أن تتحمل لكي نصل كلنا إلي بر الأمان,,هم فئة أقل مني,لذلك عليهم التحمل.

والبعض قد يقولوا:"حرام عليكوا مش عارفين نعيش!!"

وهنا تتجلي أحد أقبح صور الطبقية. فنحن (الفئة التي يتحدث قائل الجملة بإسمها) في الهرم الإجتماعي نحتل المكانة الأعلي والأرقي, وعلي هذا,فنحن (الفئة التي يتحدث قائل الجملة بإسمها) من حقنا أن نعيش (بسبب مكاننا في الهرم),حتي وإن كان ذلك علي حساب من هم تحتنا (من وجهة نظره) في الهرم.

أخرون قالوا:"ولاد الكلب الرمم دول,مش هايهدوا إلا أما كلنا نجوع,,"

وهنا إعتراف صريح من القائل بأن( أولاد الكلب والرمم دول جوعي),,ولكنهم لن يصمتوا إلا حين نجوع كلنا,,وهنا تتجلي الطبقية أيضا,,فمن الطبيعي أن يجوعوا لأنهم يشغلون المرتبة الأدني,,,ولكن الكارثة أن أجوع فأنا وفئتي من الفئات الراقية.

الأفة أن من يقولون هذه العبارات ومن يقولون العبارات الأفظع منها يغفلون عدة حقائق ونقاط إما عمدا أو سهوا.

أولاً: يغفلون أن من يعانون لم يتحملوا لمدة 30 سنة كما قالوا عنهم,,هم كانوا يعانون ويئنون ولم يسمع عنهم هؤلاء ساكني المتضررين إلا من خلال حوادث غرق المهاجرين لإطاليا أو حوادث إنتحار المحبطين ماديا أو إجتماعيا ,,أو من خلال برامج دهب دهب ,أو البرامج التي كانت تكرس لفكرة الشحاتة علي الهواء سواء في التليفزيون الرسمي أو الفضائيات الأخري...علي هؤلاء المتعجرفين الذين يقولون أن المطحونين ماديا "تحملوا لمدة 30 سنة",,هل تعلمون أعداد الذين قتلوا سواء بالإهمال الطبي أو العجز عن إيجاد الدواء أو عجزوا عن إيجاد الواسطة المناسبة للحصول علي العلاج علي نفقة الدولة؟

عزيزي المتعجرف,,عليك أولا أن تعرف كلمة "مستحملين" قبل أن تستخدمها..هل معناها من يمتون في صمت؟

الثانياً: المشكلة لدي هؤلاء هي أنهم لا يشعرون بتأنيب الضمير مما سبق,فهم لديهم قناعة أنهم فعلوا ما عليهم سواء كان ما عليهم ذلك يعتبر "دفع الضرائب,أو دفع الزكاة لو كانوا مسلمين أو العشور لو كانوا مسيحيين أو ما كان بنفس المعني والغرض بغض النظر عن ملتهم",,,

هم مؤمنون بأنهم فعلوا ما كان عليهم,,,وعلي هذا فإن دورهم قد انتهي.

الثالثا: المشكلة هي أنهم لا يدركون أن عدم وجود عدالة اجتماعية من حيث القدرة علي العلاج,أو توفير الطعام,أو أقل القليل اللازم للحياة بالنسبة للفئات المطحونة يؤثر بشكل مباشر علي حياة الفئات "الراقية التي لا تعاني",,,

فإذا اتفقنا علي أن كل مجتمع به نسبة من الصالحين والأخيار,,ونسبة أخري من المجرمين والأشرار,,فمن المنطقي أن نسبة الجريمة والمجريمين ستزيد إذا ما كان الفقراء لا يجدون العلاج المناسب أو حتي الأقل من المناسب,,لأن نسبة الذين سيتجهون للجريمة ليوفروا المال اللازم لعلاج ابنتهم المريضة أو إبنهم الذي يحتضر أو,, أو ,,أو ستزيد.

وعلي هذا,,فإن كل من يظن بأن "المطالبات بالعدالة الإجتماعية" هي شئ خطير فهو مخطئ بشكل كبير,,فإن لم يكن ينظر بشكل طبقي لمن يطالبون,,وإن لم يكن يظن أنه دفع ما عليه أن يدفه ليريح ضميره المرهف,,فهو علي الأقل (ومن باب المصلحة) لم يفكر جيدا في أمانه الشخصي,,وبأنه يتحقق أولا من خلال شعور الأخرين بالكفاية,,,

ولنا عن الكفاية حكاوي أخري,,,

مينا ضياء

15/8/2011

8:44 pm

للمزيد من التدوينات تابع المدونة علي الفيسبوك

لمعرفة المزيد عن معاناة أهالي مخيم السلام إضغط هنا

الهرم الغذائي

No comments:

Post a Comment