تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Monday 20 August 2012

حدوتة طائفية

علي غير عادة البلدة الهادئة. شهدت سلسلة حوادث مؤسفة مليئة بالعنف أدت إلي فشخ نسيج القرية وتنسيل أجزاء منه وترقيع الأخري فيما إنتشرت العتة علي نحو عشوائي.

المشهد ملحمي. فالشمس قد غربت وحل الظلام إعلانا بذهاب كل إلي بيته لينام حتي يسابق الشمس فيستيقظ ويتوجه إلي محل عمله أو 
غيطه أو مدرسته أوكُتابه,,أو أي داهية تلمه.وعلي الرغم من ذلك فلم يذهب أي نفر إلي بيته,فيما تجمعوا بدون سابق ميعاد في مظاهرة مهيبة علي ضوء الشعلات, وكأنهم مجموعات من الكومبارس لم ينقصهم سوي أن يهتفوا وهم يحزقون:"جواز عتريس من فؤادة باطل !!"

تتحرك المجموعة بالقصور الذاتي, فكل فرد قد تحرك إثر الدعوات التي سمعها  في محل تمركزه في أول الأمر فإنضم إلي الموجات البشرية المتلاحقة. فالحقيقة أن ما قيل يفوق كل المعقول والمقبول وقليل إذا ما كان الجاني –وحده- مقتول.
تتصاعد الهتافات المنددة بالفعل المسئ والمهين, فيما تختلط الدعوات الإنتقامية بالشتائم بالأيات الدينية منتجين كوكتيل متجانس من الخراء الفكري قوامه الغوغائية العاطفية والمتعطشة للعنف.

يكلم كل عنصر العنصر الذي يجاوره بنفس العبارات التي يقوم العنصر الذي بجانبه الأخر بقولها له في الوقت نفسه حتي نتج من هذا همهمات متناغمة شكلت خلفية موسيقية للهتافات التي يقودها أحدهم بإخلاص يفوق إخلاص شخص وهو يحاول التخلص من قطعة روث علقت في حذائه وهو ذاهب لمقابلة عمل ليلتحق بوظيفة في أحدي الشركات العالمية.

يتقدم الجمع بشجاعة متضاعفة ربما تكون مرتبطة أسياً بالعدد المنضم للفوج ليحقق العدالة بنفسه وينتقم لمن لا يستحق الإساءة ولا يقدر علي الإنتقام.

بعد فترة ليست قصيرة من المشي بهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المتطوعين أن ينضموا إلي مسيرة رد الشرف والقصاص والإنتقام لمن لا يستطيع, علموا بأنهم علي أعتاب الهدف.

وأخيراً وبعد طول إنتظار وصلت الجموع المُجَيشة إلي النصف الأخر من القرية. حيث مسقط رأس وموضع نفوذ السيدة المُخطئة التي بسببها وبسبب سلاطة لسانها إشتعلت القرية منذ الظهيرة في السوق الرئيسي حيث بدأت الأحداث المؤسفة  التي يصفها أفراد الفوج المتحرك بأنها الغريبة علي القرية علي الرغم من تكرارها بصورة دورية, فأصبحت شئ موسمي مثل الفيضان والزرع والحصاد وفلكلوري مثل أي من الموالد حيث أصبحت الطقوس ودورة حياة الحدث متكررة ولا تحتاج أي من العرافين أو الأنبياء لكي تتنبأ بها.
فور وصول الجموع تصاعدت الهتافات أكثر من ذي قبل وكأن قد تم إعادة شحن المجموعة بالطاقة. تقدم أمامهم من الظلام مجموعات أخري أقل عددياً وأكثر حرصاً وصمتاً.

ربما تقدم بعض أفراد المجموعة المدافعة ليتفاوضوا مع المجموعة المهاجمة. وفور وصول المجموعتين لنقطة الإلتقاء, جري عشرات من المجموعة المهاجمة بإتجاه البيوت المنيرة التابعة لعائلة السيدة سليطة اللسان..فتقدم من تزعم المجموعة المدافعة بسرعة بإتجاه قائد المجموعة المهاجمة وقال له:" إجعلهم يتوقفوا فنحقن الدم ونتكلم كالعقلاء فنصل لحل وسط."

رد قائد المجموعة المهاجمة:"رجال عائلتي والعائلات المتعاطفة أتوا لتلقين أسرة السيدة المخطئة درساً بسيطاً وسنمشي علي الفور"
رد زعيم المدافعين:"ما يجري الأن غير مقبول ولا يمكن إعتباره درس أو وسيلة لحل الخلافات" –فيما تصاعدت أصوات واجهات المنازل وبضعة محلات وهي تنهار وسط إنزعاج أفراد المجموعة المدافعة وهم يخبطون علي ظهر من تزعمهم وهو لا يرد عليهم ويكمل كلامه بإتجاه قائد المهاجمين:" أدعوك لأن تأمرهم الأن بالتوقف,,وإلا فسوف تخرج الأمور من يدك ولن تستطيع السيطرة علي شئ..."

نظر إليه قائد المهاجمين في غضب وقال:" أتقوم بتهديدي وأنتم المخطئون؟! أنتم من قمتم بالإساءة إلي ما نفخر به,,أنتم قليلي الرباية متغطرسين,,تسبوننا وتهددوننا,,والله لو لم تتراجع لسحقناك أنت ومن تحصنوا في بيوتهم إن لم تتركوا لنا المخطئة وأسرتها لنربيهم جراء تطاولهم علي أغلي ما عندنا."

قال له زعيم المدافعين في بطء فيما إستمرت واجهات المحلات في التساقط وإنضم مهاجمون أخرون بإتجاه بيتين كل منهم يتكون من ثلاث طوابق وهو مايعتبر شئ مميز في مثل هذه البقعة علي الكوكب:" لم تقم بالإساءة إلي أي منكم. وإن كانت قد سبت طفلكم فقد قام أبيك بسبي وأنا طفل صغير,,وإن كان هذا هو القانون لما سنحت لك الفرصة لأن تولد"

غضب قائد المهاجمين مما قاله زعيم المدافعين وصاح:" كيف تجرؤ علي أن تساوي الفعل الغير متعمد الغير مؤكد المنسوب لأبي,,بالسب المتعمد التي قامت به قريبتك لطفلنا علي مسمع ومرأي من القرية؟!" وفيما هو يتكلم رجع أحد المهاجمين وهو يلهث ويقول:"يا كبير, البيوت فاضية مافيهاش حد!!"

فنظر قائد المهاجمين لزعيم المدافعين وهو يشعر بالخديعة,وفجأة تقدم أحد المهاجمين مخترقا عدة صفوف حتي تخطي الصفوف الأولي وعاجل زعيم المدافعين بضربة كادت تهشم جمجمته وهو يصيح :"أتسبون طفلنا وهو لايزال رضيع لا يقدر علي الدفاع عن نفسه وتريدون الهروب؟!" وهجم النصف الباقي من المهاجمين من تلقاء أنفسهم علي من تبقوا للدفاع وسحقوهم فيما تفرغ النصف الأخر للهجوم علي البيوت وحرق الحقير منها وإحتلال البيوت الخرسانية.

قيل أن زعيم المدافعين سأل قائد المهاجمين وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة عن رفضه لكبح الهجوم قبل أن يعلم باقي المهاجمين أن البيوت فارغة فيدخلونها,فرد عليه زعيم المهاجمين:"قد سببتم طفلنا,,أترضاه لطفلك؟"

قيل أيضا أن الطفل محل النزاع مات بالحمي بعدها بعدة سنوات وكانت هذه كارثة حيث إعتبره أهله وعشيرته بأنه مصدر فخرهم وقوتهم...لكنهم لم يتركوا أنفسهم لليأس,,وبحثوا عن طفل أخر ليحتل مكانه.

مينا ضياء
20/8/2012
6:37 pm

لو الكلام عجبك دوس شير,,بلاش حركات القص واللزق دي :) شكرا

No comments:

Post a Comment