تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Saturday 21 July 2012

شرطية فيينا

كنت عائدا من مطار دالاس في مدينة واشنطن الأمريكية (العاصمة) إلي القاهرة في فبراير 2010 وكان مقررا لي أن أمر بترانزيت مدته حوالي ثلاث ساعات في فينا.
كان أبي قد أعطاني بعض المال لزوم المفاجأت (يمكن الطيارة تتقلب والواحد يحتاج يجيب أكل) وبعض الفكة (عملات معدنية من مختلف الفئات حتي أتمكن من الإتصال بهم بإستخدام التيلفونات المعدنية الموجودة في المطار الأمريكي في المساحة الموجودة بعد نقطة التفتيش وفحص الشنط وجواز السفر من قبل رجال الشرطة الأمريكان (يعني بعد مابتمر بمنطقة فحص جواز السفر,بتطلع سلالم وتنزل سلالم وممكن تركب أتوبيس أوقطر صغير-وماينفعش ترجع تسلم عليهم مثلا,,,خلاص) وعلي الرغم من عدم قدرتي علي إستخدام هذه التليفونات,إلا أنني إستطعت تمضية وقتي بسماع بعض الموسيقي وقراءة ما تيسر من مقالات مجمعة لعلاء الأسواني في كتابه الأول أو الثاني (لا ذذكر تحديدا) وأنا جالس أمام البوابة المؤدية إلي الطائرة.
الراجل الطيب دا-موطنه الأصلي فينا,,وكاسر فيزة وخايف لمرسي يمسكه من قفاه يرجعه
وا مرسااااااااه

وصلت إلي مطار فينا وكان بإمكاني دخول المدينة,لا أعلم صراحة مدي صحة هذه المعلومة,,لكني أثناء بحثي عن البوابة المؤدية للباص المؤدي لصالة إنتظار الطائرة وجدت نفسي علي بعد خطوات من بوابة أظنها بوابة الخروج!!! (فوت الحتة دي)

أثناء مروري بالتفتيش الأخير (قبل دخول الطائرة المتجهة للقاهرة من فينا) حدث معي موقف غريب جدا ,ومحرج في بادئ الأمر.أثناء مروري ببوابة كشف المعادن وبعدما أخرجت اللابتوب ووضعته في السبت مع حزامي وسلسلة مفاتيحي وموبايلي,,قامت البوابة بإصدار صفارتها,,فطلبت مني الظابطة المسؤلة بإنجليزية تغلب عليها اللهجة الألمانية أن أبحث في جيوبي عن أي عملات معدنية وأضعها في سبت أخر ووافقت,,وضعت يدي في جيبي,,فأخرجت كبشة من العملات المعدنية,,نظرت لي وأنا أضعها في السبت وهي تبتسم بود وظنت –خاطئة- أنني قد قمت بإفراغ جيبي,لكنها رأتني وأنا أضع يدي مرة ثانية في جيبي ,وفي هذه اللحظة تذكرت أن جيبي لا يحتوي علي العملات الأمريكية (التي أعطاها لي أبي منذ عدة ساعات) فقط ! بل يحتوي ايضا علي عملات مصرية كنت نسيتها في جيبي وأنا في رحلة الذهاب ,,أدركت أن الموضوع هايطول,,وأخرجت الكبشة التي إستطعت أن أخرجها ,,,نظرت لي الظابطة وهي تبتسم وظهر علي وجهها بعض التعبيرات المرحة وسألتني بحذر ملئ بالشك إن كنت قد أفرغت ما في جيوبي,,,فأجبتها وأنا أبتسم :"لا".
لم أفقد أملي بأن أفرغ جيوبي,,ولم تفقد هذه الشرطية ثقتها في وأنا أخرج الفوج الثالث أو الرابع,,لا أذكر,,وأخيرا جاء الفوج الأخير ,,وأنا أبحث عن أي عملات هاربة في جيبي أو في جيب الساعة (أصغر جيب بداخل الجيب الأيمن في بنطلونك الجينز) وأخرجت الدفعة الأخيرة وهي ترن في السبت بجانب إخوتها مثل الدفعات السابقة وقد تحول المشهد إلي أن أصبح كوميديا,,أنا واقف أفرغ جيوبي ومن كانوا ورائي في الطابور يمرون بجانبي وهم والشرطية يضحكون علي ورطتي.
صورة تجمع الدبوب النمساوي والفرعون المصري توت عنخ أمون
بعدما أخرجت الدفعة الأخيرة,,طلبت مني الشرطية بأن أمر مرة ثانية من بوابة كشف المعادن. وحمدا لله,,,لم تطلق اي صفارة. أخذت متعلقاتي (اللابتوب والموبايل والساعة والحزام) ووقفت لأضع عملاتي في جيبي ووجدتهم ينظرون لي وكأنني عم دهب,,وكانت الشرطية منبهرة ,ولم أعلم سبب إنبهارها,,إلا إنني وجدت أنظارها معلقة تجاه العملات المصرية,,لم أدري سبب إنبهارها هذا,,فالعملات الأمريكية أكثر لمعانا وتنوعا.
سألتها:"هل تعجبك العملات المصرية؟"
شعرت الشرطية بالخجل من سؤالي,,فمن المفترض أنها في الطرف الذي يقوم بطرح الأسئلة لا العكس,,إلا أنها أجابت بأنها تحب شكلها وتشعر بأنها بها :"ماجيك-سحر"- كانت تقصد صورة توت عنخ أمون المختومة علي ظهر الجنية المعدني.
فعرضت عليها أن تأخذ العملة التي تختارها.إرتبكت الشرطية من هذا العرض (السخي) وخافت أن يكون مخالفا للقانون أوبه تعدي علي (كأنها تأخذ أتاوة) لكنني كررت طلبي وأكدت علي ترحيبي وفرحي بأن تأخذ أي من هذه العملات التي أعجبتها,,فإختارت عملة قديمة ومتسخة,,فوجدت عملة جديدة تلمع كأنها مستخرجة من وزارة المالية وقلت لها "هذه أفضل" ففرحت كثيرا وشكرتني وهي تشعر بالخجل وزملائها ينظرون لهذا الموقف وهم يضحكون (كل من كانوا ورائي في الطابور قد مروا منذ دقائق-الطابور لم يكن طويلا بدرجة كبيرة)
"صورة تعبيرية" للدبدوب النمساوي وهو سعيد بحصوله علي جنيه مصري عليه
صورة:"توت عنخ أمون"
الحقيقة أن اللحظة التي أعطيتها فيها العملة اللامعة (جنيه مصري) كانت أشبه بأن تعطي طفلة صندوق حلوي أوشكولاتة,,فقد كانت خجولة تشعر وكأنها حصلت علي كنز وهي لا تدري أن هذه العملة التي فرحت جدا بإقتنائها لا تشتري سوي "باكوين مناديل",,علي أي حال أظنها لا تبالي,,فالمصريات قد أكلت دماغ العديدين قد تكون أحدهم أو أحد هواة جمع العملات,,أو ببساطة أعجبت بالملك الصغير,توت عنخ أمون ولم تقاوم الإحتفاظ بالعملة التي صكت علي صورته.
شكرتني الشرطية وسلمت عليها ومشيت,,,وفي طريقي للطائرة قابلتها مرة أخري,,وسلمت علي بحرارة أكثر من المرة السابقة,,وكررت شكري وتمنت لي رحلة سعيدة.

إجابة لأسئلة تكررت كثيرا:"لا ,لم أحصل علي رقمها,أو بريدها الإلكتروني,أو فيسبوكها,ولم أقبلها"

مينا ضياء
22/7/2012
3:24 am

لو الكلام عجبك دوس شير :) بلاش تعمل كوبي وبيست خليك محترم شوية :))

No comments:

Post a Comment