تنويه للكسالي الذين يحكمون قبل القراءة,,هذه دعوة للتعايش السلمي بين البشر.
يتحفنا جهابذة الكوكب بمصطلح ماسخ مطاط رخو
إسمه :"أديان سماوية"
وإستكمالا للهرتلة الفكرية التي يعصفها
مستخدموا هذه الكلمة وتوفيرا للوقت والجهد,فقد رأيت تجميع خلاصة النقاشات
اللانهائية التي أثيرت حول معني هذه
الكلمة.
في البداية وقبل أي شئ,, إذا سألت أي من
المؤمنين بالأديان الأكثر إنتشارا:"لماذا تؤمن بـ.. ؟" ستحصل علي إجابات تتدرج من (الشكر في هذه الديانة- وصولا لإجابات مضمونها بأنه ولد في عائلة تتبع
هذه الديانة,,مرورا بإجابات مضمونها عيوب الديانات الأخري)- لكن الإجابة الأكثر
عموما في ذهن المؤمن (حتي وإن لم يقولها)-أي مؤمن إلا قلة قليلة لا تفكر بهذه
الطريقة أو لها إعتراضات عليها أو تصطدم بها جذريا- مضمونها أن كل من ليس علي
هذه الديانة (هايتفشخ) في يوم القيامة.
ما سبق كان مقدمة لابد منها لتجنب طرقعة
الأصابع وتبويس الخدود والجباه بين المنافقين,,
علي أي حال,,,
يحتوي مصطلح "الأديان السماوية
الثلاث" علي مشكلتين,,
المشكلة الأولي مضمونها عدم أمانة في ذكر
العدد,,والثانية هي مشكلة التعريف (تيرمنولوجي),,وكما يتضح,فإن المشكلة الثانية
تجب المشكلة الأولي وتطعنها من حيث المبدأ,,ما علينا,,فلنتفق مؤقتا
علي وجود مايسمي (بالأديان السماوية)
إذا نظرنا بشكل أكثر حيادية إلي مسألة
الأديان,سنجد أن أي دين لكي ينشأ له أحد إحتمالان,,
الإحتمال الأول:أن يبدأ من الصفر,, الإحتمال
الثاني: أن يأتي كإنشقاق في ديانة ما كانت سائدة في فترة قبله, وفي هذه الحالة
يكون القوام الأساسي لهذا الدين هم أتباع الدين الذي تم الإنشقاق عليه.
وبسبب تراكم المعرفة البشرية, أصبح النوع
الأول (البدء من الصفر) نادر الوجود بمرور الوقت,,نظرا لتشبع الحضارات بالأديان
التي بدأت (من الصفر) وأصبحت الطفرات العقائدية (النوع الثاني) التي تؤدي إلي
إنشقاق مجموعات معينة بسبب خلاف فكري فتتجمع حتي يصبح لها أدبياتها وطقوسها وفجأة نجد
لهم إسما جديدا يميزهم عمن سبقوهم,,
وعلي هذا الأساس,,فإن الأديان التي نشأت
بالسيناريو الثاني, تكون "بحاجة" للإعتراف الجزئي بالأديان
التي سبقتها,,نظرا لأنها بشكل أو بأخر بنيت علي أسس أو حوادث أو قصص أساسها موجود
في الديانة السابقة,,ولهذا فإن أي طعن كلي في الديانة السابقة يجعل
الإنشقاق منها والبناء علي أساساتها شئ غير منطقي.
ولهذا,فمن المنطقي أن تعترف المسيحية إعتراف جزئي
باليهودية,,بينما لا يعترف اليهودية بالمسيحية جملة وتفصيلا (في بادئ
الأمر كان المسيحيون يشار إليهم علي إنهم طائفة يهودية مارقة علي غرار الطوائف
اليهودية المتعددة التي كانت في ذلك الزمن),لماذا إعترفت المسيحية باليهودية؟ (لأن
القصص التوراتية والأنبياء اليهود كانت الأسس التي بنيت عليها العقيدة المسيحية (حتمية
الفداء والتجسد والخلاص)) وبسبب هذا أيضا كان القوام الأصلي للمسيحيين حتي فترة من
الزمن هو اليهود السابقين.
نفس الشئ بالنسبة للإسلام, فالإسلام يعترف باليهودية
والمسيحية جزئيا بينما لا تعترف اليهودية أو المسيحية بالإسلام جملة
وتفصيلا (وقد تجد كتابات متعمقة تربط أفكار الإسلام تجاه المسيحية بالأفكار
الأريوسية التي سبق ونبذها المسيحيون بعد سجالات طويلة وفي النهاية تم إعتبار
الأريوسيين "مارقين" علي العقيدة المسيحية),,لماذا يعترف الإسلام
باليهودية والمسيحية؟ (لأن القصص التوراتي وأنبياء اليهود وشخصية المسيح هي الأسس
التي يعرض الإسلام أنه "تطور لها-تطور للرسالات وخاتمها)
وبسبب كل هذا,فإن الإجابة الصادقة التي قد
تصدر من أي معتقد بخصوص عدد ما يسمي "بالأديان السابقة" ,ستكون هذا
المعتقد وكل ما سبقه (بني عليه) فقط.
وإذا أكملنا السلسلة,,سنجد أن البهائية* تري
أنها أحد الأديان السماوية,,وهي بالضرورة تعترف بما سبقها من أديان,وتري أنها تطور
لها,,(ولهذا,فإن البهائي سيري بأن الأديان السماوية هي أربعة),,,لايهم رأيك في هذا
السطر سواء بالسلب أو بالإيجاب,,فاليهود يرون أنهم الدين السماوي الوحيد (لأن
المسيا لم يأتي بعد),والمسيحيون يرون بأنهم هم واليهود (الديانتان السماويتان
الوحيدتان) والمسلمون يرون أنهم هم والمسيحيون واليهود (الأديان السماوية
الثلاث) !
هل تريد أن أصدمك؟ ربما لا تكون (الأديان
السماوية ثلاثة,,أو أربعة فقط),,هناك قوم أخرون يسمون (بالصابئة "الصابئة
المندائية**") وهم أنفسهم ليسوا بحاجة لإعتراف أي من اليهودية والمسيحية
والإسلام والبهائية,لأنهم قوم يعتقدون أنهم مؤمنون بأديان الأوائل (أدم ومن بعده)
وبهذا فهم (من وجهة نظرهم) يسحبون من اليهود السبق الديني!! هم يعتقدون في الله
(الواحد) إله أدم وشيث إينه ونوح وسام ويوحنا (شخصيات مشتركة مع اليهود والمسيحيين
والمسلمين) وإدريس (مشترك مع المسلمين فقط),,ما العدد الأن,,وصلنا إلي خمسة؟
وبهذا,,فإن كنت رافضا للبهائية,لأنها أتت
بعدك,فهناك قوم يقولون أنهم وجدوا فيما بين النهرين قبل ظهور اليهودية (ربما كانوا
محيطين بإبراهيم)(إذا كنت مسيحي),,,وبحسب علمي,فإن الصابئة ذكروا في القرأن أيضا
(إذا كنت مسلما),,,وعلي هذا الأساس نكون تكلمنا عن أسطورة العدد الذي يحد
"الأديان السماوية في ثلاث فقط"
(إذا أردنا أن نتكلم عن سبب ظهور هذا
العدد,قد يكون أن اليهود والمسيحيين والمسلمين أرادوا أن يوجدوا مظلة ما تجمعهم
ليعيشوا في سلام وتميزهم عن "الوثنيين وعبدة الأصنام" فإتفقوا ضمنيا علي
الإقرار بالعدد ظاهريا بعكس المانع الحتمي الداخلي في
ذهن وعقل كل منهم –سبق وشرحناه)
بخصوص التعريف نفسه (وبغض النظر عن
العدد),,هل يعقل أن يعتقد الإنسان في ديانة أو عقيدة وهو مؤمن بأنها كاذبة أو
مختلقة؟,,هل يريد أن يذهب برجله إلي جهنم مثلا؟؟
أصل فكرة الدين,,قبل ظهور الأديان المنتشرة
الأن,وقت الحضارات الأولي,هو إكتشاف البشر أنهم أضعف كثيرا من قوي الطبيعة,,ويميل
البشري بالفطرة إلي محاولة إستمالة الطرف الأقوي وإرضاءه,,فقرر أن يقوم بعدة طقوس
ربما ترضي غرور الطبيعة الأم (الطرف الأقوي) فتحسن إليه أو تجعلها تتراجع عن عقاب ما
ستنفذه تجاهه علي أسوأ تقدير,,ومع توالي الأجيال يسلم كل جيل الجيل الذي يليه هذه
الأفكار والطقوس ,فتتكون الأديان والعقائد المحلية الخاصة بكل منطقة (مكانش عندهم
إنترنت) ويتم تغلفتها بالقصص إما ذات مغزي أو مجرد قصص تعبر عن شئ حدث في زمن سحيق
فتصبح هذه القصص هي قصصهم المقدسة (وأساطيرنا الحالية)
وعلي هذا الأساس,,فإن البشري (حتي البدائي)
كان يعتقد بأنه يتعبد إلي ما هو "فوق-أقوي-مسيطر-خالق",,لا يهم مكان
جلوس هذا (هؤلاء) الأقوي (الأقوياء),,,فلا يهم إذا كان يجلس علي السحاب أو في جبل
الأولمب أو فوق بقعة معينة من الأرض أو في جزيرة في وسط البحر.
الخلاصة,,أن البشري يعتبر دائما وأبدا أن
مصدر (عقيدته) هو أقوي\أسمي ما في الوجود (مجموعة ألهة,الله,شخص صالح,,,إلخ)
بصيغة أخري,أي بشري يري أن ديانته سماوية(سواء
كان معناها منزلة من السماء (أو مكان وجود الإله\الله- أو أنها سامية بمعني السمو
والعلو)!! وإلا ما إعتنقها!!
التعريف (العلمي) الذي يجمع ما يسمي بالأديان
السماوية هو :"الأديان
الإبراهيمية" ,لأن إبراهيم (ونسله) هو القاسم المشترك الوحيد بين
الأنبياء والشخصيات العظمي وصاحبة التأثير في هذه الأديان (صابئة,يهودية,مسيحية,إسلام),,أو
مابنيت عليه وتأسست (البهائية)
هذه المقالة كتبت توفيرا (للرغي البطال)
بخصوص قصر جهابذة اللجنة التأسيسية في دستور مصر (عهد مابعد ثورة يناير) –بخصوص قصرهم
حرية ممارسة الشعائر (للأديان السماوية الثلاث )
أدين هذه الفاشية بخصوص التدخل في حياه
الأشخاص وحقهم في الإيمان من عدمه-بل ونوع الإيمان أيضا.
سؤال إلي جهابذة اللجنة التأسيسية,,,قد
تكرهوا البهائيين (وهذا مدان) لكنه مفهوم (لأنكم قد ترونهم منشقين أو
مبتدعين,,),,لكن ماذا سيكون توجه الدولة المصرية (بهذا الدستور العظيم) تجاه أي
مصري مسيحي قرر أن يتحول ويكون (مرمون) ؟؟ هو يقول أنه مسيحي,,لكن الكنائس
المسيحية الكبري لا تعترف بالمرمونية بأنها طائفة مسيحية,,,,
هل ستعتبرونه مسيحيا فيمارس شعائره بينما
الكنائس المسيحية لا تعترف بالمرمونية؟
إذا قررت منعه,,فعلي أي أساس ستمنعه؟ هو يقول
بأنه مسيحي :) !!! (أديان سماوية ثلاث),,
إذا قررت أن تمنعه (لأن الكنائس الكبري لا تعترف
بالمرمونية) فكيف تبني قراراتك علي وثيقة أنت تقر بكفرها (لأن الكنائس الكبري
تجمعها وثيقة تاريخية إسمها "قانون الإيمان")
وإذا قررت ألا تمنعه,,فكيف ستتركه وفينفس
الوقت ستمنع البهائي من حقه في ممارسة شعائره؟؟
سؤال أخير,,,
إذا فرضنا أن الأمة المصرية تقدمت وتطورت
وأصبح كل المصريين أطباء ومهندسين وعلماء فضاء وفيزياء وكيمياء,,وأردنا عمالة
رخيصة للقيام بأعمال النظافة والقيادة والمصانع اليدوية فقمنا بالإستعانة بأعداد
كبيرة من سكان شبه الجزيرة الهندية (ونواحيها),,,,فهل سنحرم ألاف من الهنود (هندوس,سيخ,,,ربما
بوذيين) من حقوقهم في ممارسة
شعائرهم؟؟
من فضلك لو حابب الناس تشوف الرغي دا دوس شير ,,بلاش تعمل Copy :) شكرا
مينا ضياء
5/7/2012
1:00 am
إقرأ أيضا:
اللاهوت العربي وأصول العنف الديني -يوسف زيدان
الله-عباس محمود العقاد