قد يبدوا للبعض أن السيدة بثينة كامل قد فشلت في أن تصبح أول مرشحة لمنصب رئيس الجمهورية,,فهي لم تقدر أن تجمع 30ألف توكيل من مواطنين مصريين لكي تكمل العدد القانوني لكي تتقدم وتتحول من لقب مرشحة "محتملة" إلي مرشحة.
شخصيا قد دخلت في عدة نقاشات مع البعض حول أهمية دعمها-بغض النظر عن أن الإنتخابات ستكون مسرحية أم لا- وتكمن أهمية دعمها في أن يتم التسجيل في التاريخ أن مصر في أول إنتخابات رئاسية عقب حقبة مبارك كانت لديها سيدة تنافس أصحاب اللحي والشنبات والصلعات والخدود والنظارات. حتي إذا ما أتينا بعد عشرة أعوام أو خمسين عام وكان الوضع سامحا بإقامة إنتخابات حقيقية لا يخرج علينا وقتها أحد رجال الكهف ليطعن في مشروعية ترشح سيدة مصرية لشغل هذا المنصب.
وكانت حجة من يرفضون دعمها ويدعون الأخرين لعدم دعمها هي أنها إمرأة غير موثوق بها (هكذا قال لهم من يسمعون كلامهم بدون تفكير,,لأنك إذا سألته هل تعرفها؟ هل رايتها؟؟ وأكاد أجزم أنك إذا وضعت أمامهم عشرة صور لعشرة سيدات وسألتهم:أي منهم هي بثينة لما إستطاعوا أن يشيروا إليها)
أخرين قالوا أنهم (يدعمون المرأة لأن الله أمرهم بهذا,,لكنهم يفضلون أن يوكلوا مرشحهم-الذي كان قد جمع ما يزيد عن حاجته)
التحدي كان تحدي حضاري في المستوي الأول.
ويؤسفني أن أقول أن مصر قد خسرت للأسف هذا التحدي.
فمصر تعدادها يفوق ال 83 مليون نسمة, حوالي 67.5% منهم فوق ال15 سنة *أي أن ما يزيد علي 55 مليون نسمة فوق ال15 سنة,,فإذا قررنا خصم من هم فوق ال15 ودون السن القانوني لعمل توكيلات ,سنجد أن بالتأكيد من كانوا يمكن أن يقوموا بعمل توكيلات عددهم يزيد علي ال45 مليون نسمة.
السيدة بثينة كانت تحتاج 30 ألف توكيل من 45 مليون شخص..ولم تجد!!
(بعض المرشحين حصلوا علي ما يفوق الرقم المطلوب بكثير من باب فرد العضلات,,,وهذا ينفي فكرة أن هذا أو ذاك قد فضل أن يعطي توكيله لمرشحه -الذي يحتاج للتوكيلات
فمن لم يوكلها نوعان من عموم الشعب,,من قام بالتوكيل لمرشحين لا يحتاجوا إلي توكيلاتهم لكي يساهم في فرد العضلات,,,أو من لم يوكل أحدا وظل يسخر منا وهو يطرقع أصابعه)
ما أراه فعليا أن هذه السيدة لم تفشل, لكن هذا الفشل هو فشل الشعب المصري والمجتمع المصري في الأساس,, هم من سقطوا وليس هي.
وسط هذا كله,لا يمكنني أن أخفي فخري –بغض النظر عن حزني لحدوث هذا الفشل- لأنني كنت من القلة (أقل من 30 ألف من وسط 45 مليون) الذين أمنوا بهذه السيدة المحترمة,أو بأهمية تشجيع مبادرتها لكي تشق الطريق أمام السيدات ربما في سنين قادمة وتخطوا بهم من خلالها خطوة مهمة إلي الأمام.
أريد أن أحيي كل أصدقائي ومن لا أعرفهم الذين أقدموا علي خطوة دعمها.
مينا ضياء
10\4\2012
3:11 am
ملحوظة هامة:
هذه المقالة لا تتحدث عن الشريحة التي إستطاعت بالكاد أن تدخل مرشحها لسباق الرئاسة-فهذه الشريحة كانت متضامنة مع قضية دعم بثينة وإن لم تكن قد دعمتها بشكل مباشر
0-14 years: 32.7% (male 13,725,282/female 13,112,157)
15-64 years: 62.8% (male 26,187,921/female 25,353,947)
65 years and over: 4.5% (male 1,669,313/female 2,031,016) (2011 est.)
No comments:
Post a Comment