مر "چ" بجوار بائع الجرائد الكائن علي ناصية شارعه،،، لم يلتفت في أول الأمر إلي نداء "جميل"،، ركض جميل ذو السبعة أعوام بإتجاه "چ" فلحقه علي الرغم من إلتزام "چ" بالمشية العسكرية السريعة،،،
مد جميل يده بالجريدة وهو يبتسم ل "چ" وقد ظهرت فراغات بين أسنانه،، ربما شرعت سنة هنا أو هناك في أن تنبت دون أن يدري جميل حتي هذه اللحظة،، كان "چ" قد قرر ألا يقرأالجرائد مجددا،، لكنه لم يشعر بذاته سوي وهو يخرج من جيبه قطعتين من النقود ليتمم العملية التجارية الناجحة التي سعي إليها وأتممها جميل.
نظر لجميل فوجد إبتسامته وقد كشفت فراغات بين أسنانه تنتظر أن تنبت مجددا.
أمسك "چ" بالجريدة وإتجه ناحية موقف الباصات الموجود علي بعد عدة أمتار،،
رأي "چ" وهو متجه لباص في ناحية الأخري من الموقف -وقد محيت اليافطة المكتوب عليها وجهته- شحات عجوز يقف بجانب بوابة الباص يحاول أن يقتنص ما إستطاع من المسافرين,,, وفجأة شاهد أحدهم وقد سدد للشحات لكمة وهم لإستكمال الهجوم عليه لكن باقي المسافرين تكالبوا عليه ليمنعوه من إستكمال معركته,,, لم يستطع چ أن يفهم سبب ما حدث. لم يكن بعيدا كفاية حتي يختفي الصوت,, لكنه لم يسمع سوي همهماتهم وأصوات إحتكاك ملابسهم الصوفية أو العازلة لماء المطر ببعضها البعض أثناء سيطرتهم علي المُسافر صاحب اللكمة,, دقيقة وعادت الأمور إلي ما كانت عليه وإستمر الشحات في مد يده لكنه كان شديد الحرص علي أن يضمن لنفسه القدرة المناورة في حال قرر أحدهم التعدي عليه مجددا,,, فكان مظهره مريب إلي حد ما.
وصل "چ" إلي بوابة الحافلة وقتها كان علي يمينه الشحات يمد يده في وضع الإستعداد للهروب فمال "چ" ناحيته قليلاً وهو يبتسم وقال له :"ماتقولهمش :"تروحوا وترجعوا بالسلامة،"،،، قلهم:"توصلوا بالسلامة""
مد "چ" يده للشحات ليصافحه فيما إعتقد الشحات أنه سيعطيه (حسنة). تعجب الشحات من المصافحة وصعد "چ" للحافلة،،،
الجدير بالذكر أن هذا الشحات الأن هو أكبر تاجر فاكهة في هذا المدينة والمدن المحيطة.
مينا ضياء
٢/٢/٢٠١٤
١٦:١٦ pm
No comments:
Post a Comment