كان المواطن ز. قد قرر أن يتحول لمواطن نشيط
في دولته العريقة منذ فترة ليست ببعيدة,,, وبعدما سمع عن روعة الإحساس بالصنع
الجمعي للمستقبل السعيد –من أحد أقربائه الذين شاركوا في إقتراع مشابه للمزعمع
إجراءه قريبا- منذ عدة أعوام – أقسم أمام ذاته وفلذاته أن يقتنص أول فرصة تأتي في
القريب العاجل ليساهم في صنع التاريخ كالعادة كما قالها السيد بيرليسكوني عن
المصريين وهو يعاكس إحدي الصحفيات الشقراوات قاصدا أن يقول لها:"ماتيجي ونصنع
التاريخ" –علي طريقة المصريين: ماتيجي ونجيب مليجي- لكن لصحفي مبتدئ تافه أخر
إقتنص هذا القول الذي قيل خلسة ونجح أخيرا في أن يصبح كاتب عامود في جريدة ما لا
يهم مكانها.
المهم.. نزل ز. في تمام الساعة العاشرة وهو
يشم رائحة النصر,,, فهو إما سيزيد النِعَم أو سينجح في الذهاب إلي كندا.. هو لا
يتذكر بالتحديد هل التاريخ هو 2012 أو 2013 أو 2014... لقد نسي هاتفه المحمول في
الشاحن فقد كان يريد التأهب ليكون مستعدا لتصوير كافة الإعتدائات والتجاوزات
المتوقعة وينجح في إثبات وقائع التزوير لعل وعسي يستطيع الظهور مع مني الشاذلي علي
الهواء قريبا وينجح في مباغتتها وإرسال شتيمة قبيحة علي الهواء مباشرة إلي أستاذ
ش. أستاذ الزراعة أو الصناعة لا يذكر بالتحديد الذي سبق ومنعه من الخروج بعد
إنتهاء اليوم الدراسي وهو في الصف السادس الإبتدائي....
لا يهم.. لقد نسي الهاتف لكنه لم ينس القلم
الأزرق الألماني الذي إشتراه خصيصا لهذا الحدث الجلل لأنه قد سمع أنهم قد يقوموا
بإعطائه قلم سحري يختفي حبره بمجرد أن يدير ظهره للصندوق ويتجه لأستوديو كوداك
الموجود أمام المدرسة ليتصور صورتين 6*9 واحدة يظهر بها صباعه الملون بالحبر
الفسفوري والأخري للباسبور في حال فشل فريقه في الفوز لا سمح الله.
وصل ز. إلي اللجنة بعدما وقف في طابور يعبر
عن الواقع الجديد الذي يعيشه المجتمع,, حيث وقف أمامه بائع الفجل وورائه رجل
الأعمال الشهير في تفصيلة جميلة تعبر عن فسيفساء الحاضر من حيث المساواة وإحترام
القانون والقفزة الحضارية الرهيبة التي حدثت لمجتمعه الجميل.
نظر ز. إلي ظهر البطاقة لكي ما يتأكد من وجود
ختم النسر وإمضاء السيد القاضي وبعدما تأكد من مطابقة البطاقة للمواصفات,,, ذهب
خلف الستارة وقام بوضع العلامة التي قرر أن يعلم عليها بعدما فكر طويلا لاجل تحديد
مصيره ومصير نسله من بعده...
ذهب ز.إلي الصندوق فوجد السيدة ريم ماجد
واقفة خلف الكاميرا وهي تنظر له بإبتسامتها الطيبة المعتادة وتشير له بأن ينظر
للكاميرا وهو يضع الورقة في الصندوق.
يضحك للكاميرا نصف ضحكة ليعبر عن ثقته في
صوته.. يدخل الورقة للصندوق وتزداد ضحكته... يسمع صوت موتور خفيف... ويجد بطاقته
وقد خرجت قصاصات طولية وهو يسمع موسيقي الكاميرا الخفية... ينظر للصندوق ويجد
مكتوب عليه: ماكينة فرم الورق. ينظر لريم ماجد فزعا فتقول له: "مبروك لقد
شاركت في إعلان مدفوع الأجر لشركة *&^"
مينا ضياء.
13\1\2014
(تنويه: هذه الحدوتة لا علاقة لها بالواقع
ولا علاقة لها بتاريخ نشرها)
No comments:
Post a Comment