ظن أصحاب الظنون وشك أصحاب الشكوك وتباروا في
التحليق بخيالهم بهدف تخمين ملامح سلوك الأنبا بولا داخل اللجنة التأسيسية,,,لكنهم
جميعا فشلوا بإمتياز.
لم يكن من الممكن أو المعقول أو في إستطاعة
البشر تخمين فعله علي نحو صحيح,,,ففقر خيالهم عجز خاشعا عن الوصول إلي المدي
الممكن لكي يستشفوا ملامح ما قد كان.
لكن أبت الصدف أن يظل المجهول مجهول, ربما لم
تشفق علي المنتظرين أن يظلوا محتفظين بما تبقي لهم من براءة تحميهم من غدر الزمان.
وكعادة التاريخ,,,تتقيأ العدالة علي مصر فتنكشف الحقيقة بلسانه الكريم
والمبجل...إنها الصاعقة!!
يكشف الأنبا بولا في حديث دار معه ونشر في
جريدة المصري اليوم علي الموقع الإلكتروني بتاريخ 27\10\2012 ,خطأ الكثرين-الذين
كنت أحدهم- عن قيامه بتقديم تنازلات لا أخلاقية (ضرورية من وجهة نظره- ربما يراها
مبررة سواء لقلة ضمير,أو بإعتبارها تضحية بأقلية بهدف إنقاذ أقلية أخري أكثر
منها,,,لا أدري) لكنه كشف مفاجأة الكبري ستجعلك تخر خاشعا من فرط الذهول والخوف من
المجهول...
الجدير بالذكر أنني إنتظرت عدة أيام منذ نشر
حوار عطر الذكر وجبار الذهن الأنبا بولا قبل أن أكتب بالتفصيل عن الكوارث الموجودة
به,,,لعله ينفي حدوث التصريح ,,أو يتبرأ من أجزاء منه,,,أو يدعي وجوده في عالم
موازي,,لكن لم يكن.
وكانت هذه هي مواطن الجمال في الحوار
" أنت
عضو فى تأسيسية الدستور، هل للأقباط مشكلة مع المادة الثانية، ولماذا كل هذه الضجة
حولها؟
- المادة
وفق دستور 71، تنص على أن «مبادئ» الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع،
لكن السلفيين طالبوا بتغيير كلمة مبادئ إلى أحكام، متحججين بأن «مبادئ»، حسب تفسير
المحكمة الدستورية، لا تعنى التطبيق الفورى للشريعة، وهم رأوا أنها تفرغ النص من
إلزاميته. أيضاً هم يرفضون أن تتولى المحكمة الدستورية تفسيرها، ويريدون مشيخة
الأزهر مرجعية لها.
■ هل
وافقتم على هذا الاقتراح؟
- طلبت
أن تبقى المادة الثانية كما هى، وأن أى إضافات تكون خارجها، كما طرحت مبدأ
احتكام المسيحيين واليهود لشرائعهم، فى مسائل الأحوال الشخصية وشؤونهم الدينية
واختيار قيادتهم الروحية. ودار جدل شرحت معه
أسباب التمسك بكل عبارة من هذه العبارات، وتم الاتفاق على ذلك. المادة الثانية تم
الاستقرار على أن تبقى كما هى فى دستور 71، مع إضافة مرجعية الأزهر فى التفسير
وحقوق أصحاب الديانات السماوية، لكنهم أصروا على ربط كل المسائل ببعضها البعض،
وانتهينا إلى أن يكون للأزهر مادة مستقلة كمرجعية دينية، وأصبح له إشارتان، الأولى
مضافة للمادة الثانية، فضلا عن مادته المستقلة، فطلب ممثل المشيخة حذف مرجعيته من
المادة الثانية، لعدم التكرار."
في البداية لا أعلم بالتحديد من الذي
نصب العلامة الأنبا بولا كنائب عن الأقباط في الجمعية التأسيسية,,حسب علمي أنه
مجرد نائب عن المؤسسة الكنيسة (الأرثذوكسية) فقط لا غير,, أما إعتباره ضمنيا ممثل
عن الأقباط لأنه (ممثل المؤسسة الكنيسة) فهذا إستمرار للإختزال المهين لشعب كامل (يتراوح
بين 10-15 مليون) في عمة وذقن. أعتقد أن الإختيار الغير موفق (الأنبا بولا) كان
يجب أن يتم بناء علي إنتخاب حقيقي من الفئات التي يمثلها. الشئ المضئ أن الأنبا
بولا تحاشي الإجابة علي السؤال (هل) بنعم أو لا,,,,
لا أدري سبب إصرار الأنبا بولا علي
مبدأ "إحتكام المسيحيين واليهود إلي شرائعهم"- المنطقي والبديهي أن تترك
الحرية للفرد أن يحتكم إلي ما يريده ويقره ضميره,,وليس ما يريده سيادة الوصي
الإلهي جناب الأسقف صاحب موقعة الكلب.
"ألا ترى أن النص فى الدستور على مرجعية الأزهر يخلط الدين بالسياسة؟
- هذه
المادة مرت بعدة مراحل، ولم يتضايق أحد منها، لأنها تنص على أنه هيئة دينية عالمية
مستقلة، ولا يستطيع أحد إنكار هذا، أو تاريخ الأزهر كمرجعية للمسلمين السنة فى العالم
كله، وتوثيق هذا دستوريا، مطلب منطقى يقبله المسيحى قبل المسلم.
" أليس
القبول بمرجعية الأزهر يأتى خوفا من تشدد السلفيين، لأنه فى ظل حكم إسلامى يجب أن
تكون المرجعية لهيئة وسطية؟
- الرد
الأمثل على هذا السؤال يؤخذ من قيادة الأزهر،
شخصيا أجمع كل ما قلتيه، وما قلته قبل ذلك."
لا أدري أيضا,,,كيف يكون الرد علي
أهمية مرجعية الأزهر إجابته تأتي من الأزهر !! لماذا لا نسأل عبده بتاع الكبده عن
أهميته في بيع الكبده؟
الأهم من هذا كله عن الإبتذال والنفاق
الذي ينفجر من فم جناب الأسقف,,,ماذا يمثل الأزهر للغير مسلمين (سواء مسيحيين أو
يهود أو بهائيين أو ملحديين) لكي يقبلوه كمرجعية,,دعنا نكون أكثر تحديدا,,,لماذا
سيقبل المسيحي مرجعية الأزهر؟ إذا كانت مرجعية الأزهر شئ بديهي لكي يقبله المسيحي –لأنها
مرجعية جميلة وحلوة- فلماذا لا يشهر إسلامه من فرط إعجابه بها؟ إذا كنت تري أن
الأزهر كمرجعية مبني علي الدين الإسلامي مرجعية جميلة وعادلة يا جناب
الأسقف,,,فلماذا لا تشهر إسلامك وتلتحق بالأزهر تلميذا فشيخا حتي تنهل من المرجعية
محل إعجابك؟
ما علينا,,,فالأسوأ لم يأتي بعد,,
"■ اشتكى
مسيحيون من أن حرية الاعتقاد، كما حمتها الدساتير السابقة، لم تكن مفعلة، بدليل قيود
بناء الكنائس وملاحقة البهائيين؟
- لا
نريد أن نفتح هذا الباب، لأنه سيفتح على مصر أبواباً لا يستطيع أحد غلقها. مثلاً،
هناك مصانع كثيرة فى مصر بها عمالة أسيوية، لهم انتماءات دينية غير سماوية، فهل
نطالب الدولة بتوفير دور عبادة لهم؟ ونفس الحال مع البهائيين، لذلك اتفقنا على
المسيحية واليهودية، وأنا صاحب هذا الاقتراح، لا الإخوة السلفيون، ووجدت تأييدا من
عدد كبير بالجمعية."
■ ألا
يحق للأقليات الدينية المطالبة بحماية دستورية، مثل أصحاب الديانات السماوية؟
- فى هذا
الزمان، ومع صعود الإسلام السياسى، وعودة الأزهر للتواجد بقوة، لا أتوقع
ظهور هذه الديانات.
■ وماذا
عن محاولات الشيعة للتواجد سياسياً ودستورياً؟
- تقدم
ممثلو الأزهر بمادة تجريم المساس بالذات الإلهية والأنبياء والصحابة وأهل البيت،
أنا الوحيد الذى اعترضت عليها، واستغرب الجميع، لأننا كنا متوافقين مع الأزهر جدا،
وحرصنا على اللقاء بهم قبل بدء نشاط التأسيسية. سبب اعتراضى أنى شعرت أنها
قد تمس الشيعة بشىء، وقلت لهم: أولاً، أرجوكم، لا نريد أى مادة طائفية تمس
الشيعة، حتى ولو كانوا فئة قليلة(سبحان
الله!!!!!). ثانيا، يجب ألا نقيد الحاكم إذا أراد
عمل موازنات دولية مع أنظمة شيعية، فتقف هذه المادة حائلاً دون إتمامها. ثالثا،
يجب ألا ندفع أنظمة شيعية لوضع مواد ذات صبغة طائفية ضد أقليتها السنية.
وطلبت من أحد الشيوخ توصيل رأيى لشيخ الأزهر، وجاءنى الرد بأنه يؤيدنى، وتمت صياغة
المادة من جديد، وسحبوا اقتراحهم، وهذا يحسب لهم.
نجد هنا درة الحوار,,,السؤال بخصوص
شكوي المسيحيين (أتباع ملة الأسقف) من عدم تفعيل حرية العقيدة,,والدليل علي هذا
(القيود علي بناء الكنائس\ وملاحقة البهائيين)
لو كان السؤال هنا عن معاناة المصريين
المسيحيين والقيود علي بناء الكنائس فقط,,لأخرج جناب الأسقف منديله الأبيض ومسح
دموعه التي تصارعه.
لكن ما أن تم إلحاق بهائيين في نهاية
السؤال,,,حتي صدح الأنبا بولا بما يراه ويؤمن به حقيقة,,
الأنبا بولا لا يستطيع تخيل وجود حرية
عقيدة حقيقية في مصر.
الأنبا بولا,,وهو نائب عن أقلية
دينية,,يتصرف بنفس غباء الإنتحاريين,,فهو يأبي الحياة للأخرين حتي وإن كان ثمن هذا
هو قتله لذاته,,
الأهم من هذا كله,,أن الأنبا بولا وقع
في هرطقة تجعل من الواجب عزله كنسيا أو إعترافه بالنفاق العلني.
فبغض النظر عن لا أخلاقية رأيه بخصوص
حرية العقيدة والعبادة ورأيه في الأديان الأخري,,,فكيف لرجل دين مسيحي بأن يدعي
بسماوية أي دين –أتي بعده- في مقارنة بين دينيين أتيا بعده,,,,بصورة أبسط,,هل
تعترف بنبوة نبي المسلمين يا أنبا بولا؟,,,إذا كانت الإجابة بنعم :فلماذا لا تتحول
إلي الإسلام؟,,,إذا كانت الإجابة بلا: فما الفارق بينه وبين بهاء الله بالنسبة
لك؟,,,وعلي أي أساس-عقيدي- تري أحقية المسلمين بحرية العبادة دونا علي البهائيين؟
الحقيقة ستتجلي قريبا جدا,,,الإجابة هي الصفقة\المصلحة.. تابعونا.
الأنبا بولا وهو في موقع يجعل من
المستحيل أن يخفي عنه معاناة قطاعات من المصريين المسيحيين بسبب عدم تفعيل حرية
الإعتقاد أو قيود بناء الكنائس,,يأبي أن يرحمهم بإزالة هذه القيود خشية أن تتمتع
فئات أخري مظلومة بالحرية الناتجة,,
الأنبا بولا,,الذي يعلم بالتأكيد
معاناة المتحولين للمسيحية بسبب تعنت الدولة المصرية معهم,,يأبي أن يرحمهم,,خشية
ان يرحم الأقلية الأخري التي تعاني أشد المعاناة.
مواصلة التحقيقات في حرق منازل البهائيين بسوهاج |
تتجلي فاشية فكر جناب الأسقف بولا عندما
يتحدث بسلامة ضمير فيرد علي أحقية الأقليات الدينية (مثل الأقلية التي يمثلها)
الأخري بحماية دستورية,,فيقول بأنه لا يتوقع ظهورمثل هذه الديانات-وكأنه يتحدث عن
صراصير- بسبب صعود الإسلام السياسي وعودة الأزهر.
الحقيقة أن فكر الأنبا بولا بخصوص
حرية العقيدة والعبادة تجلي بشدة عندما تحدث علي الشيعة,,
فالأنبا بولا لديه عدة شروط لكي يحصل
المرء علي حرية العقيدة والعبادة,,,
1-أن تكون أغلبية عددية قادرة علي
قتله أو حرقه بداخل كنيسته.
2-أن تكون من نفس دينه.
3-أن تكون من دين سابق له, وبالتالي
لا يستطيع أن ينفي صحة معتقدك (لكنه هنا يبدو أكثر تمدنا,,فلو كان الأنبا بولا
يعيش في عصر أخر وبنفس الذهنية لقتل اليهود وهد المعابد اليهودية علي رؤسهم كما
فعل أخرون)
4-أن تكون تابع لأقلية دينية,,تشكل
أغلبية حاكمة في دولة مهمة إقليميا فتتمتع بحرية العقيدة كنوع من أنواع الصفقات
بين الحاكم الفاشي المحلي (مصر) والحاكم الفاشي في هذه الدولة (إيران)
حرق منازل البهائيين بالشورانية خلال مظاهرة ضد الفساد وإرتفاع الأسعار!! |
أما أن تكون شخص طبيعي لا يشكل أبناء
ملتك أغلبية في دولة إقليمية مهمة ولا تنتمي إلي التصنيف من 1 إلي 3,,فمصيرك أن
تختفي أو تعيش فالظلام لأن الأنبا بولا لا يري أحقيتك فالوجود أو الظهور,,,,
"■ إذن
ما تخوفات الأقباط من الحكم بمرجعية إسلامية؟
- بداية،
لسنا مع نظام حكم أوروبى استبعد الدين لصالح العلمانية، وغيب القيم الدينية."
إيه؟!
"■ هل
معنى ذلك أنك ترفض العلمانية؟
- أرفض
بعض سلبياتها، فبعض الدول تقنن الشذوذ الجنسى، وبالطبع كل الأديان تحرمه. أنا قلق
من العلمانية، لكتى لست قلقا من المدنية. أنا ضد النظام العلمانى الذى يستبد القيم
الدينية من الحياة العامة، ومع النظام المدنى الذى يراعى أهمية القيم الدينية لأى
مجتمع. كما أرفض حكم رجال الدين، والحكم العسكرى."
الأنبا بولا لا يستطيع أن يفرق بين
علمانية النظام الحاكم وحرية الأشخاص في إختيار العلمانية\الدينية كأساس
لحياتهم,,,,سبحان الله!!
■ "ألن
تستخدم السلطة الدين، حينئذ، فى اللعبة الطائفية؟
- أشك
فى هذا، الأحداث الطائفية، غالبا، تنتج عن أسباب مجتمعية متعددة، قد يكون منها عدم
تقنين بناء الكنائس، فيضطر البعض إلى بناء مكان للصلاة. السلطة التنفيذية هنا تحمل
خطأ عدم التقنين. هناك أسباب تعود لثقافة وتربية، وتعليم، المواطن منذ صغره، فلا
يتفهم حاجة أخيه المحروم من دار للتعبد، ونرى أحداثاً مثل التخريب والحرق. هناك
سبب المعالجة الأمنية، ودائما ما نستشهد بحادثة الكشح، التى قٌتل فيها أكثر من 20
مسيحياً، ولم يعاقب متهم واحد، رغم أن الشهود على المتهمين الأول والثانى موجودون،
ومنه أحد الضحايا، الذى أنقذته العناية الإلهية ليروى ما حدث."
فعلا,,المواطنون الشرفاء يقومون بهدم
الكنائس لأنها لم تأخذ تصريح,,,مثلما يقومون بنفسهم بالهجوم علي أي بيت يقوم بتعلية
أدواره بدون إذن الحي,,أو بسحق أي كشك سجائر لأنه غير مرخص,,
المسيحيين أخطأوا والمسلميين صلحوا الغلط,,,إشطة يعني |
كلام الأنبا بولا هذا يذكرني بتصريح
محافظ أسوان بأن "المسيحيين عملوا خطأ وجيرانهم المسلميين صلحوه"
الأنبا بولا يستمر علي نهج المسؤلين
المصريين في تسطيح معضلة المصريين المسيحيين,,,والسبب الحقيقي في هذا,,,أنه هو ومن
علي شاكلته أحد أهم مسبباتها.
الحقيقة أن الأنبا بولا بردوده هذه يأتي
بمثال مناسب جدا للفكر النفعي الصفقجي البرجماتي الرخيص. الأنبا بولا لا يخدم
مبادئ,,بل يخدم أهداف غريزية حيوانية (غريزة البقاء).
الحقيقية أن الأنبا بولا ليس أكثر من
معادل منطقي لأي من رموز الإسلام السياسي التي يتهمها الأقباط ليل نهار بالفاشية
ومعاداة الحرية والحياة.
لم يكن من المتوقع من الأنبا بولا أن
يكون مدافعا عن الحقوق والحريات,,,وأكثر المتشائمين توقعوا أن يتنازل عن الحقوق
والحريات كقيم إنسانية في سبيل الحصول علي "كلمة:الإحتكام إلي شرائعهم"
في الدستور,,,الكل توقعوا أن تكون بنود حرمان الأقليات المنبوذة من حرية العقيدة
والعبادة وممارسة الشعائر مجرد أفكار صادرة من الإسلام السياسي ويكون دور الأنبا
بولا هو مجرد الموافقة عليه للحصول علي نصيبه من السيطرة علي المصريين
المسيحيين,,,لكن المفاجأة كانت في إعترافه بصدور هذه الأفكار منه.
ياللفاجعة!!
مينا ضياء
31\10\2012
2:20
pm
من فضلك لو موافق علي الكلام دوس شير,,,من فضلك بلاش تعمل كوبي وبيست. شكرا.
شكر خاص لمينا مجدي عشان ساعدني في جمع المادة
يسعدني تلقي أرائكم وشتائمكم هنا في التعليقات أو علي تويتر