عادة ماتكون الأيام الأولي في المدرسة مليئة
بالصراخ والنحيب والسوائل المجهولة المصدر والغير مُعَرفة علي الأرض هنا وهناك إلي
أن تأتي الدادا وتجعل كل شئ علي مايرام- ولو مؤقتا.
كانت المُعَلمة الثلاثينية في وسط فصلها
الجديد تحاول إستمالة الأطفال الذين بدأ كل منهم إفراز مظاهر ذعره لإختفاء أمهاتهم
وأبائهم
منذ مدة ماعدا قلة قليلة ناجية كانت تنظر إليهم وتضحك,,,
بعد محاولات متعددة قررت المعلمة أن تتودد
إليهم فتحكي لهم قصة تربوية لربما تؤثر في مستقبلهم جميعهم أو أحدهم,,فكرت مليا
وهي تنظر لطفل هنا يشد (توكة) الطفلة الجالسة أمامه في إستغراب وإستكشاف لماهية
هذه الأداة وهذا الكائن المتواجد أمامه (!!)
لم تتردد المعلمة كثيرا في التفكير فقررت أن
تحكي لهم حكاية عن الجد والإجتهاد والمثابرة والعزيمة,,,, كانت هذه الأفكار مناسبة
تماما لمظهر الفصل حيث تدخل أشعة الشمس المشرقة من الشبابيك العلوية فتغطي نصف الفصل تقريبا علي نحو قطري قسم
الغرفة إلي مثلثين أحدهم أكثر إستنارة من الأخر.
جمعت المعلمة الأطفال وجلست بهم علي شكل
دائري في النصف المستنير من الغرفة وقررت أن تحكي لهم قصة الأمير الذي عاد مهزوما
من الحرب وجلس حزينا بائسا بعدما هرب من أعدائه..جلس تحت شجرة في وسط الغابة وقد
لفت نظره وجود نملة تحمل قطعة "حاجة حلوة" (في وسط الغابة.. ما علينا) وظلت
تسقط منها أو تسقط بها مرارا وتكرارا إلي أن إستطاعت أن تتسلق شجرة أو صخرة لا
يهم...وأعجب الأمير بإصرار النملة ومثابرتها وقوة تحملها وقرر أن يتعلم منها فعاد
إلي مدينته وجمع جيش جديد وإنتصر في المرة الثانية,,
كل هذا وسط الإندهاش والإنبهار من معظم
الأطفال الذين لم يسمعوا قصة بمثل هذا الجمال من قبل...
وبعدما إنتهت المدرسة من قصتها فجأة تحولت
ملامحها تجاه مركز الدائرة التي يجلسون علي محيطها وكأنها تري الشيطان
شخصيا,,,وقامت مُسرعة وضربت برجلها اليمني علي الأرض وهي تهتف :"نملة
قذرة"
مينا ضياء
21\6\2013
9:33
Pm
No comments:
Post a Comment