طيب،، واضح إننا لازم نكبر وننضج. وعليه فلازم
نكون أكتر صراحة ووضوح ونعلن عن إن الخط الفاصل بين الأديان والمذاهب السياسية خط وهمي
-إن وجد.
""Ideology مصطلح عام بيصف أي منظومة فكرية بتسعي
للتمدد والإنتشار وبتحمل نموذج ما لعالم -يراه المؤدلج-عالم أفضل. وبناء عليه،، فالأديان بشكل عام ينطبق عليها نفس
التعريف السابق. بالإضافة للمسة أخروية after life وإدعاء
أتباعها بقدسية ونقاء وإلهية المصدر.
ببساطة الأطفال بتؤمن بسانتا كلوز\بابا نويل
لحد سن معين إللي بتنتهي فيه الأسطورة لما يكتشف إن أهله هما إللي بيجيبوله هدية
الكريسماس\رأس السنة ويتصدم.. سانتا كلوز زيه زي أي فكرة ممكن حد يعتنقها ويؤمن
بيها.. لكن لو حصل وتطور الأمر لظهور جماعات "بابانويلية" بتسعي لمعرفة
عددها ونشر البابانويلية (قد يتطور الموضوع لمحاربة الغير بابانويليين) وبالطبع تمثيل نسبة منها في المجالس النيابية,,أو الوصول
للسلطة لتطبيق المبادئ البابانويلية النبيلة ساعتها هيتحول الموضوع من مجرد فكرة
شخصية\إيمان شخصي لأيديولوجية في سوق
الأيديولوجيات.
نفس الموضوع بينطبق علي إعتقاد الأفراد بوجود
كائنات فضائية (إما بتيجي تزور كوكب الأرض للتصييف أوبتخطف بشريين تعمل عليهم
تجارب أو هاتيجي تنفخ البشر إما للإستعباد أو للإحتلال أو بيفكروا علي أسس إحصائية
وعلمية بخصوص عدد الكواكب وإحتمالية توافر عدد منها مناسب لظهور الحياة...إلخ) لو
سعي الناس دي لنشر معتقدها وحاولوا يعكسوا مبادئهم وفلسفاتهم لتشمل حياتهم وحياة
الغير..هيتحول الموضوع من مجرد قصة أوحدوتة أو أسطورة لأيديولوجية وضعها أصحابها
في سوق الأيديولوجيات برضك.
ليس جوهر المشكلة ف وجود المتطرفين أيديولوجيا-دول
وجودهم طبيعي..الشئ لزوم الشئ. وأي منظومة فكرية بتحتاج قلب صلبRadical بمثابة الهيكل
العظمي لحماية الأيديولوجية من الإندثار والذوبان مع غيرها من الأيديولوجيات أو
الفلسفات زي ماوجود الوسطي Moderate أوالمتفتحLiberal مهم للتعاون أو التواصل مع
أصحاب الأيديولوجيات الأخري ولحفظ التوازن البيئي والسلام الإجتماعي.. العظم مهم
في الجسد الإنساني,,لكن العظم فقط بدون العين والأذن والأنف دليل علي موت
الأيديولوجية.. ما علينا - لكن الجوهر المشكلة في تعاطف المجتمع مع فكرة "عندنا
وعندهم- *إسرد خرافة تتعلق بتغير حياة البشر حاليا*
يعني ليست المشكلة في وجود الأفكار في حد
ذاتها. ولا في تبني البعض\الكل ليها,, لكن المشكلة في تحصين الأفكار. الأفكار لا
تحترم. فمن حق الكل نعت الفكرة بإعتبارها
عظيمة\جميلة\سخيفة\مقرفة\مبهرة\مملة\قوية\مبدعة\مفيدة\مضرة\توفر رفاهية
ورخاء\...إلخ...مثلها مثل الإشتراكية والرأسمالية والليبرالية وغيرها. لكن
الإحترام يكون للأفراد ككل.. من منطلق إجماع إنساني بخصوص القيمة الإنسانية والحق
فالحياة.
نمط الخطابات إللي بيفترض إن تقديس الخرافات
"إحترام حضاري" وتقديس الشخصيات التاريخية\الأسطورية "شئ
أخلاقي"..تصور مثلا إنك رحت اليونان وبتتحاكم بتهمة :"التلفظ بلفظ
(الإسكندر) دون أن تنعته بكلمة (الأكبر)". شئ هزلي للغاية.
التعاطف مع النمط دا من الخطابات بيفرض إحترام
مصطنع/إجباري لكل شئ كان(كلشنكان) يعني لو المعتوه الفاطمي-الحاكم بأمر الله- كان إستمر وإنتصر وتبني أيديولوجية قادرة علي
البقاء والإستمرار والدفاع عن نفسها كان زمانكوا
بتحرموا الملوخية.
هل الإنسانية هتتمرد علي الخرافة المؤدلجة؟ ولا
هتعطيها قبلة الحياة كما إعتادت تحت شعارات "التسامح -إحم،،الإجباري- مع الخرافة"؟
التعاطف مع الخرافة المؤدلجة الأخروية بيؤدي لوجود
نمط من المرتزقة والمقاتليين بيقاتلوا في سبيل اللا شئ بناء علي وعود ف دماغهم فقط
مثلا.. بصيغة أخري , التعاطف مع الخرافة المؤدلجة بيجعل من حقوق البشر فالحياة
والبقاء Survival والمساواة
في مهب الريح لإنه بيجعل حرمانهم منها مجرد:"خلاف فالرأي لا يفسد للود
قضية" ومحل تشكيك وإجتهاد وبحث بناء علي نصوص
(مقدسة)
كمان الخرافة المؤدلجة ليها القدرة
علي إنها تخلي شخص يشعر بسعادة لمقتل ناس عمره ماشافها أو عرف أسمائها أو قابلها
في يوم من الأيام-ويتعذر عليه مقابلتها لعدم إختراع ألة زمن حتي هذه اللحظة- فتجد
إنه الشحط الكبير أوالطفل الصغير يفرح لمقتل شخص ما أوإبادة شعب ما أوغزو وسقوط
مدينة\بلد ما في يد فريقه أو الفريق الذي ظهر منه فريقه أو البطل Hero بتاع
فريقه.ولنا في الحديث عن العلاقة بين الخرافة المؤدلجة المقدسة والضمير الإنساني وأثرها
السلبي المباشر حديث أخر..
أمثلة علي الخرافة المؤدلجة,,إرجع للي كتب عن
الحروب الأوروبية علي الشرق في القرون الوسطي –الحروب الصليبية- وشوف دوافع
المقاتلين إللي تركوا أراضيهم وزراعتهم وقطعوا ألاف الأميال لقتال أفراد لم يرونهم
يوما..هتجد شيطنة للأخر وعود بدخول الملكوت (الجنة في النسخة المسيحية) لكنها وعود
غير مباشرة,,عن طريق غفران الخطايا...
علي صعيد أخر إمبارح إفتكرت قصة حصلتلي في
إبتدائي..
"في تانية إبتدائي أكتر ولد صاحبي فالفصل كان بيكلمني في ذكري لحرب أكتوبر عن إزاي "إحنا" قريبين من بعض. وكان سعيد جدا باللي هيقلهولي..المهم خلاصة إللي قالهولي إننا (أنا وهو) هيجي وقت وهنحارب في حرب زي 6أكتوبر ضد اليهود,,ودي الحرب العالمية التالتة,,وربنا بيقول إننا هنكسب..-قاللي إن المسلمين والمسيحيين هيحاربوا اليهود,,وإن الشجر هيقول للمسلمين إن فيه يهود مستخبيين وراه,,,المهم,,,مش دي المشكلة,في أخر الحدوتة لقيته هنج شوية وأدرك إنه ماينفعش يكمل,,بس الأمانة بتقتضي إنه يحكيلي إللي يعرفه للأخر,,وقاللي بإختصار إنه عرف إن بعد مالمسلميين والمسيحيين هيحققوا النصر علي اليهود,,هيقف مسيحي ويقول:"الصليب إنتصر" وهايقف مسلم يقول:"الهلال إنتصر" ووقتها ستنشب معركة.. غالبا هي المعركة الأخيرة علي كوكب الأرض ومش عارف هي الحرب العالمية الرابعة ولا إيه,,وقاللي:"إحنا إللي هنكسب"..المهم بعدها المدرس دخل (تمت)"
القصة اللي حكهالي الولد دي بتبين إن الأدلجة
ملهاش سن,إن الأدلجة ممكن تعلم طفل إنه هيحارب صاحبه ف وقت من الأوقات,
ممكن تعمل تجربة صغيرة,,هات طفل مسيحي\يهودي وإسأله علي رأيه في سقوط أريحا وقت غزوات العبرانيين بقيادة يشوع,,,أو هات طفل مسلم وإسأله عن رأيه في سقوط الإسكندرية وقت الغزوات الإسلامية.
ببساطة الأدلجة تجعل الشخص مسير وليس مخير,,مثلا كأن يعتقد بضرورة قتال أصدقاء له فالمستقبل وينظر لهذا القتال بإعتباره:"حتمية تاريخية" فوق إرادة الكل.
هل ستتخطي الإنسانية الأدلجة يوما؟
مينا ضياء
23\5\2013
3:15 PM