"سيذكر التاريخ أنه..."
أكاد أزعم أنه لايوجد أي منا لم يستعمل هذا الأكلاشيه للتعبير عما يراه فالوضع السياسي في مصر.
قليلين هم من لم يكتبوا/يقولوا مثلا :"سيذكر التاريخ أنه :فالوقت الذي كنا نموت فيه في محمد محمود،،كان الإخوان يستعدون للعرس الديموقراطي" ٢٠١١
أو مثلا:"سيذكر التاريخ أنه فالوقت الذي ذهب فيه الإخوان لحماية الصناديق،،كان المسيحيون يشيعون عماد عفت من الأزهر" ٢٠١١
إلي أخر هذه الأكلاشيهات في مختلف المواقف بهدف السخرية أو التقليد أو حصد اللايكات أو الريتويتس ...إلي أخر الأهداف الإنسانية المعقدة والنبيلة والتافهة وذات المغزي.
لكن فالحقيقة،،التاريخ يتدحرج علي الأرض باكيا ساخرا شارقا شاخرا من هول ما قيل بأنه سيذكره.
التاريخ كائن أبله ضعيف الذاكرة ولا يفهم ولا يفكر ولا يردد سوي ما يقوله المنتصر.
في حال ما كانت النصرة للإخوان مثلا،،، فلن "يذكر التاريخ ...." أي مما قلتوا بأنه سيذكره
دعني أتنبأ بما سيذكره خلال الحقبة الإخوانية -إن أتت أوثبتت جذورها- وما تلاها من حقب ظلامية أخري..
فسحقكم يا أيها المعارضون لن يكون فعل ديكتاتوري شرير أحمق.
الأجيال التي ستنموا في هذا المناخ لن يذكر لها التاريخ سوي أنكم كنتم حلقة من حلقات الأشقياء والزنادقة والمرتدون القدريون المعتزلة والحشاشين والخوارج،،،،الذين قضي عليهم أثناء الفتح الثاني لمصر.
قمعكم لم يكن شئ سئ أو مكروه،،بل محبب لأنكم عرائس الشيطان...
قتل الخميني معارضيه من الليبراليين واليساريين والعلمانيين بعدما قدمت السي أي إيه معلومات عن التنظيمات اليسارية وأعضاء ميليشات اليسار وحزب توده للخميني (كبادرة حسن نية لإستمالته، ولضرب النفوذ السوفيتي في إيران) فأعدم كوادره بدم بارد. والخميني هنا ليس بقاتل في نظر من غُسِلَت أدمغتهم من الأجيال الجديدة,,التي راهن ضحاياه السذج بأن التاريخ سيذكر لهم شئ مخالف عما في ذهن المغسولة أدمغتهم بخصوصهم (الضحايا) الأن.
إذا أردتم القيام بعصيان مدني والإمتناع عن دفع الضرائب مثلا،،،فسكونوا مثل من قتلوا في حروب الردة،،،
إذا قاومتم بالعنف فستكونون كالخوارج،،،
لا أهدف لإحباطكم لكن هدفي الوحيد هو أن أنزع منكم عزاء الهزيمة الوحيد،،،،وهو أسطورة:"سيذكر التاريخ أنه..."
فالتاريخ كالعاهرة التي تصفق للمنتصر لتبيت في أحضانه.
مينا ضياء
2/12/2012
8:26 pm
من فضلك لا تقوم بعمل كوبي وبيست للتدوينة,,, فيه زرار شير لو حابب تنشرها,, شكرا.
No comments:
Post a Comment