تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Tuesday, 6 February 2018

س والفئران




لم يكن قرارا سهلا علي س, أن يتخلي عن كل ما كان يحلم به ويضع نهاية لكل شئ. ربما سأمه من التكرار أو ثقته في الوصول لنتائج أسوأ هو السبب. أي عاقل موجود سيفكر بنفس الطريقة, فيما عدا باقي من فقدوا صوابهم –علي حد ظنه- وأيقنوا أن الإستمرار منجي.
كان شئ مضحك أن يكون الخوف الأكبر لرجال ونساء تجاوزت أعمارهم ال25 هو نفس الشئ الذي كانوا يخافون منهم قبل 20 عاما أو أكثر, بشر ناضجون يخافون "غرفة الفئران". نعم, غرفة الفئران. س كان يضحك كثيرا علي الأغنية الأجنبية الشهيرة "أوتيل كاليفورنيا" ولكنه وجد نفسه أحد نزلائه.
كان الجميع يتجنبون أي خلاف مع من هم قادرون علي إرسالهم إلي "غرفة الفئران",, ووصل بهم الخوف إلي أن تجنب المرور من أمامها في أول الأمر, إلي تجنب المرور في الطابق الموجودة فيه. لم يعلم س وزملائه عن أي شخص ذهب إلي "غرفة الفئران" وعاد حيا بخلاف أحد العاملين في المكان, والذي كانت ظروف إعتقاله المؤقت غير مفهومة ومبنية في الأساس علي إشاعات متضاربة ومتناقضة. إلا أن شهاداته المتقطعة والقصيرة عما شهده في الغرفة كانت متسقة مع ما يعرفونه عنها.
لم يكن الوصول لطابق "غرفة الفئران" صعبا, لأن الجميع كانت عيونهم المفتوحة تري من خلال بعضهم البعض بدون رؤية بعضهم البعض فعلا. ليس من السهل تخيل هذا ولا الوصول إليه. علي أي حال ظلت خطوا ت س ثقيلة وبطيئة لكن روحه كانت ترتفع وتخف مع كل خطوة يخطوها لوصول لطابق "غرفة الفئران". كان يفكر في الأناشيد التي يرددها الجميع في هذه اللحظة واللحظات السابقة كلحن جنائزي مبهج.
هل "غرفة الفئران" تحتوي علي فئران متوحشة فعلا تستطيع أن تجهز علي الشخص في دقائق وتأكله حيا؟ هل هناك أسود أو نمور؟ أو ربما جلادون من بني البشر؟ أو عشماوي شخصيا؟ هل توجد مقصلة أم كرسي كهربائي؟ هل سيمثلون بجثته أم سيدفنونه أم يقدمونه ساخنا لبقية الزملاء بجانب شوربتة لذيذة؟ لكن لماذا عليه أن يفكر في كل هذا؟ لن يكون موجودا علي أي حال بعدما تقوم الفئران أو الأسود أو النمور أو الجلادون أو عشماوي بعمل اللازم! ليكن ما يكن.
الأمر بات محسوما,, والأمتار القليلة بينه وبين الغرفة تبدو وكأنها طويلة جدا. وكل خطوة كانت تزيد إحساسه بالحماس والفرح.
وصل س لباب "غرفة الفئران",,, مد يدخ ببطئ للمقبض وأداره ببطئ.

كانت كل الجرائد في اليوم التالي تتحدث عن سرقة كبري حدثت في أوتيل شهير,,, والشرطة تبحث عن شخص لا إسم له سوي حرف, لكنه بحوذته الملايين من الدولارات والقهقهات.

مينا ضياء
2/7/2018
1:04 am


تابع المدونة علي فيسبوك