تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Friday 25 July 2014

بين الدين والأيديولوجية جـ6- إستحالة التفاوض

بإفتراض أن الأرض تعرضت للتخريب ففنيت جميع المدن عدا واحدة, نظرا لزيادة تعداد هذه المدينة (أو بالأحري المستعمرة التي يسكنها الناجون من كل بقاع الأرض) ومع محدودية مساحة المدينة لأن باقي الأرض قد تلوثت بالإشعاع النووي..(عو!!) .. سيتوجب علي سكانها إستغلال كل سنتي متر مربع.
مع إستقرار حال سكان هذه المستعمرة بالتدريج تنشأ لديهم حاجة لبناء منشأت غير أماكن النوم والعلاج والتعليم...يظهر لديهم مساحة أرض وحيدة أخيرة تصلح لبناء مبني واحد فقط..

يظهر فريقان يريدان في نفس اللحظة بناء دار عبادة وملهي ليلي..

ولإختصار السرد يمكننا بسهولة تصور الصدام المتوقع حدوثه بين كل من الفريقين,,,
كأي نزاع في الدنيا يمكن الوصول لحل\نهاية له عبر طريق من إثنين لا ثالث لهما...
الأول وهو القتال\فرض واقع بالإجبار مستند علي ميزة مادية أو دعم كتل مجتمعية تمثل أغلبية.
الثاني وهو التفاوض للوصول لحل يحقق لكل من الأطراف النزاع الحد الأدني أو أكثر قليلا من الإشباع بدون قهر الفريق الأخر...
في فن التفاوض يعتبر الحل الأول Win/Lose Situation .. أكثر الحلول عنفا وأنانية, وعادة ما يدفع الطرف المعرض للهزيمة إلي التخلي عن أي رغبة بخصوص الوصول لحل فينتهي إلي السعي بكل ما يملك من قوة لإفشال اللعبة علي كل اللاعبين والوصول إلي حالة Lose/Lose  - -أي أن يهد المعبد علي الجميع أو أن يسعي للنجاة بهدف الإنتقام ممن قهره في المستقبل ويبدأ فعليا التحضير لحالة Win/Lose Situation  جديدة يكون هو المنتصر فيها...(مثال: ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولي.. هزيمة مذلة أعقبها تحضير دؤب لخوض حرب جديدة لرد الإعتبار. نتج هذه الهزيمة أطلال دولة مهدت لصعود النازي مستغلا ضعف الدولة و رغبة الإنتقام لدي العوام :1919-1939 في عشرين سنة فقط)

أما الحل الثاني فهو أن يدرك كل طرف ماذا يريد وما هي التنازلات التي يمكن أن يقدمها, كثمن مناسب للتنازلات المتوقع تقديمها من الطرف الأخر.. (مثال: تنازع كعبول ومخمير علي أخر بطيخة موجودة في السوق.. كاد كل منهم أن يقتل الأخر لولا تدخل بهلول الحكيم فسألهم وكل منهم يضع سكينته علي رقبة الأخر: "عايزين إيه من البطيخة ياولاد الشقة؟" ... فرد كعبول: "عاوز أكلها" فيما رد مخيمر في نفس النفس وقال:"عاوز اللب بتاعها عشان أحمصه لفيلم السهرة"
وهنا أدرك كل من كعبول ومخيمر أن عداوتهم لا سبب حقيقي لها, وأن سكاكينهم الموضوعة علي رقابهم أولي بها أن يقطعوا بها البطيخة... بل وأن من مصلحة مخيمر أن يأكلها كعبول سريعا حتي يتسني لمخيمر تحميص اللب في أسرع وقت ممكن.)
يطلق علي الحل الثاني Win/Win Situation , وهو الحل الأمثل المفترض من كل الأطراق (إن) أرادوا الوصول لحل  (إن) كانت لديهم رغبة حقيقية للوصول لحل وسط\مشترك\مرضي لكل الأطراف...

لنعود مجددا لمستعمرتنا القائمة مؤقتا-إن لم يقرر سكانها القضاء عليها وعلي أنفسهم,,- هل من الممكن أن يصل طرفي النزاع (دار العبادة\الملهي الليلي) لما وصل له مخيمر وكعبول؟ هيا يا صديقي القارئ فلتتقمص شخصية بهلول وتسألهم عن سبب تمسكهم بهدفهم, أو بالأحري عن إحتياجهم الحقيقي,,,

هل من الممكن أن يصل الطرفان لحل علي غرار أن يقسموا ايام الإسبوع فتعمل البناية كدر عبادة أيام ال(جمعة – سبت – أحد) وكملهي ليلي أيام (إثنين-ثلاثاء-أربعاء) ويكون يوم (الخميس) لصيانة وتنظيف المبني؟ أو ربما يقسموا إستخدام المبني فيخصص للصلوات في الفترة من 5 صباحا ل 4 مساءً وكملهي ليلي من 5 مساءً ل 4 صباحاً؟ أو ربما يصل أحدهم لفكرة عبقرية كأن يتكون المبني من طابقين بحيث يكون طابق ملهي ليلي والأخر دار عبادة؟

ما المانع الحقيقي أمام كل من الطرفين من إجراء تفاوض حقيقي وفعال؟

فريق الملهي اليلي: لا شئ – علي الأقل لا يوجد منظومة فكرية أو نصوص تمنعهم عن قبول أي من الحلول الموجودة أعلاه أو أخري يتم ذكرها.

فريق دار العبادة: عدد لا نهائي من الأفكار والنصوص الخاصة بتقديس الأرض وما عليها وما تحتها وما جنبها,,, منظومات فكرية تدعي إمتلاك الحقيقة وفي بعض النسخ وجوب فرضها –بالقوة علي الأخرين.
نفس مضمون السطور السابقة يمكن الإستعانة به كمدخل للحديث عن : قبول الأخر\السلم المجتمعي\ أو حتي الصراع العربي-الإسلامي\الإسلائيلي-اليهودي... التبرع بالدم\الكلية لشخص من دين أخر... وقفة إحتجاجية لسكان قرية مصرية رفضا لبناء دار عبادة لأحد الأقليات...إلخ

في النهاية, إذا كان أحد أطراف النزاع لا يرغب ولا ينتوي بأي صورة من الصور إجراء تفاوض فعال,,, ما قيمة الحديث معه أو سماعه وما جدوي أي نقاش يمكن أن يدور... أي وقت ضائع هذا؟!
لحسن الحظ أن كعبول ومخيمر لا يؤمن أي منهم بأيديولوجية تحرم إعطاء بذر البطيخ للأخر أو تلقيها منه, وإلا كانت البطيخة وبذرها من نصيب بهلول الحكيم.

مينا ضياء
26\7\2014
2:00 am


إقرأ أيضا:

Thursday 24 July 2014

لا تعول علي شعوب لا تلعب الشطرنج


فالشطرنج بيحصل شئ أشبه بالمواجهات العسكرية بيتسمي "تكسير"
التكسير دا يعني أكل/أسر متتالي لقطع كل طرف من قبل الطرف الأخر.

مثلا الطرف أ بيهاجم عسكري للطرف ب
ب: ١-عسكري ٢-فيل ٣-رخ/طابية.
والطرف ب بيدافع ب ١-عسكري ٢-فيل
لو النقلة ل أ هيحصل الأتي:
١- عسكري أ هياكل عسكري ب
٢- عسكري ب هياكل عسكري أ
٣- فيل أ هياكل عسكري ب


٤- فيل ب هياكل فيل أ
٥- رخ/طابية أ هياكل فيل ب.
(إنتهي)

مين اللي تبقي؟
رخ أ،،،
ودا معناه إن التكسير لصالح مين ؟
للتبسيط وبإفتراض إن مفيش قطع تاني عالرقعة، هيكون لصالح أ... (١)
مين اللي بدأ التكسير؟
أ... (٢)
بمعلومية (١ و٢) نقدر نقول إن أ إتصرف صح.

طيب تعالوا نتخيل الموقف لو مكانش أ معاه رخ،،،
١- عسكري أ هياكل عسكري ب
٢- عسكري ب هياكل عسكري أ
٣- فيل أ هياكل عسكري ب
٤- فيل ب هياكل فيل أ
(إنتهي)

مين اللي تبقي؟
فيل ب
ودا معناه إن التكسير لصالح مين ؟
للتبسيط وبإفتراض إن مفيش قطع تاني عالرقعة، هيكون لصالح ب... (٣)
مين إللي بدأ تكسير؟
أ... (٤)
بمعلومية (٣-٤) نقدر نقول إن أ إتصرف غلط،،، بلاندر.

طبعا المثل التاني بسيط وخالي من المشاعر أو الإنحيازات ... ١+١=٢

إلا لو كان اللاعب أ فالمثل التاني برو حماس أو له صحاب فلسطينيين عايز يجاملهم هو وهما عايشين ف فلسطين أو قطر أو دبي أو أوروبا أو أمريكا مهاجر/بيشتغل عشان يرد عليك ويقول :"هادي المقاومة يا شراميط" ويشتم كامب ديفد وياخد ريتويتس وكدا.

مينا ضياء
23\7\2014
4:41 pm


Saturday 5 July 2014

بين الدين والأيديولوجية جـ5 - مع الحبيب الجفري

من فترة طويلة كنت شاهدت الحلقة دي (حوار أتباع الأديان.. أمنت بالله- تقديم خيري رمضان بحضور الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة) .. مكنش عندي وقت أعلق علي مضمونها لكن بدون الدخول في مقدمات لا داعي ليها لو عندك وقت شوف الفيديو إبتداء من الدقيقة 16 تحدث الشيخ الحبيب علي الجفري بخصوص "حد الردة" فنجده يقول...:


"... أن القضية ليست الإجبار علي الدين, لأنه لا يوجد دين بالإجبار .. الذي ستجبره إما أن تبقي أو أقتلك, سيقول لك (بقيت) وهو غير باقي في قلبه.. والدين هو القلب. الإيمان هو ما وقر في القلب.. وليس الشئ الذي يتخدث به الإنسان.. ولهذا ذكر الكثير من علمائنا ومن ضمنهم سماحة المفتي الحالي, الشيخ\علي جمعة ,, أن حد الردة هو حد يتعلق بالأمن القومي للأمة...

عندما تأتي مثلا مؤسسة من المؤسسات التنصيرية التبشيرية الإنجيلية وتتحرك في داخل مصر, بإمكانيات مالية ضخمة للغاية..تستغل فقر الأرثذوكسي القبطي والمسلم الفقير الذي تحت خط الفقر.. وتبدأ بتشكيل وجود قائم لا علي الإقناع ولكن علي إستغلال الفقر والضعف والحاجة..وتحويلهم بعد ذلك إلي مجموعة... لا نعرف سيكون ولائها غدا إلي أي إتجاه... أهو إلي هنا أم إلي الخارج؟ ولا أقصد بذلك الإنجيليين المصريين الموجودين الأن.. أنا أتكلم علي الحملة التي تستجد...والتي ذكر حتي آآآ قداسة البابا (يقصد البطريرك السابق\البابا شنودة الثالث)  أن هؤلاء لا يصح إيمانهم في هذه الحالة (الأسقف موافقا: لا طبعا (!!) ).. وقال أنهم أخطر علينا من إمتداد الإسلام نفسه.. لأنهم يأتون بإسم الصليب وبإسم المسيحية..عندما يأتي عمل مثل هذا..هذا العمل ليس عملا دينيا تبشيرا فقط, ليست القضية أقنعني وأقنعك,, القضية أصبح لها بعد سياسي لها تدخل بعد ذلك سياسي .. السودان كانت قطعة واحدة.. فلما إشتغلت الكنيسة الإنجليكانية عليها لمدة خمسين سنة ومن قبلها من إحتلال سوداني أوجدوا إفتراق داخلي بين السودانيين بينهم البين تحولت السودان الأن إلي دولتين (إختصار مخل للتاريخ)... إندونيسيا إضطروا أن يفصلوا جزء أساسيا منها وهو تيمور الشرقية (بالمناسبة أول رئيس وزراء لتيمور الشرقية بعد نيلها الإستقلال عن إندونيسا هو: مرعي بن عمود الكثيري.. مسلم سني إستمر ف منصبه 4 سنين(2002-2006).. تيمور الشرقية سعت للإستقلال وبعد سنة أعلنت الإستقلال عن البرتغال ف 28 نوفمبر 1975... وبعدها ب 9 أيام غزتها القوات الإندونيسية تتا تار ا... ما علينا.) بسبب الحملات التبشيرية التنصيرية التي ما جائت للنصرانية.. (خيري رمضان: بس هو إستغلال للظروف الإقتصادية ولفساد الأنظمة) هذا الذي أعنيه..في هذه الحالة الكلام علي القتل لا يتعلق بالإعتقاد.. يتعلق بالاساس بأمن البلد, لهذا,, لمدة ألف سنة ماضية, أو يزيد.. لم تحكم محكمة مصرية بحد الردة بالقتل قط... راجعوا دفاتر المحاكم (الأسقف حاول محاولة بائسة يقول رأيه فالنقطة دي بس الحبيب نفضله وخيري معبرهوش ودخلوا ف نقطة الختام بعدها والراجل كبر مخه بلا فلقة) في عز أيام تطبيق الشريعة الإسلامية .. منذ الفتح الإسلامي.. إلي الأن مع تطبيق الشريعة والمسلمون قوة, ليست في مصر, قوة علي مستوي العالم.. عندما كانت الإسلام هي الدولة العظمي في العالم.. والتي لا تستطيع دولة في العالم أن تتكلم معها أو ان تحاسبها أو أن تخاطبها, لم ينفذ هذا الحد,, فلا يأتني شخص يقول أن المسلمين في منهجيتهم القتل لأن ما عندهم الإقناع  وإحنا ما نقتل....."
وهنا نجد أن الحبيب علي الجفري يتفق مع رؤية هذه السلسلة "بين الدين والأيديولوجية" وله كل الشكر والتقدير,, وأتمني من رؤساء وزراء الإتحاد الأوروبي وقادة الحزب الديموقراطي الأمريكي أن يستفيدوا من مضمون حكمته المنقولة أعلاه.

ببساطة خوف الحبيب من تحول مجموعة معينة إلي مذهب ما وبناء عليه سيكون لهم تحرك سياسي ما قد يكون معارض لمصالحه لا يعبر فقط عن مخاوفه ولكن عن رؤيته لفكرة التبشير أو نشر عقيدة ما والدعوة لها من حيث المبدأ .. وبصيغة أكثر تطبيقا لو نقحنا كلامه بخصوص (يصح إيمانهم ولا مايصحش.. لأن كل مجموعة بالضرورة مؤمنة إنها إيمانها صحيح) ولو نقحنا كلامه بخصوص (إن الموضوع مأصبحش مجرد ديني لكن أصبح له بعد سياسي) ف حين إنه بيتكلم بعدها بكل أريحية عن كيان إسمه "دولة الإسلام"....ف لو نقحنا كل نقط الضعف اللي غرضها إستمالة الأسقف عن طريق الإقتباس من رئيسه المباشر \ المتناقضات اللاحقة ف كلامه ... هنكتشف إنه كلامه عن أيديولوجية معينة بتحكم قطع ما من العالم وبتسيطر علي أراضي... تحمي نفسها من تغير ديموغرافياتها للحفاظ علي أمنها القومي,,, لكن لا مانع من محاولة تغير ديموغرافيات الدول الأخري لضمها إلي معسكرنا...

يا أيها الحبيب... Welcome to the club.

مينا ضياء
6\7\2014