تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Friday 27 June 2014

الرد الأخير على الهري الكتير (تعليقات على بعض مشاكل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية)

     مبدأياً بأعتذر عن ضعفي الأدبي الشديد و قدرتي السيئة على الكتابة بشكل منظم.
                      أما بعد،،
     الهدف من كتابة التدوينة دي هو الرد على كل الهري إللي الواحد -و غيري كتير- سمعه لمدة أكتر من 5 سنوات و إللي وصل مؤخراً لمرحلة من السماجة إنه يتسبب لي في مشاكل أنا في غنى عنها.

أولا: مشكلة الأحوال الشخصية للمصريين المسيحيين
     نتكلم شوية عن بعض الحقائق التاريخية. النقاط التالية هي من بحث للدكتور القس إكرام لمعي (ذئب إنجيلي عارف) و مراجعة الدكتور جورج حبيب بباوي (أرثوذكسي بس ذئب برضه) بعنوان "الزواج و الطلاق في المسيحية.. منذ القرن الأول و حتى بداية القرن الحادي و العشرين" و نشر كمقال بجريدة الشروق بتاريخ 4/7/2010 و 11/7/2010. البحث بيتكلم عن المسيحية في مصر على وجة الخصوص.


     - حتى القرن الثامن كان الزواج مدنياً في المسيحية و بأمر من الدولة الإسلامية أصبح البابا مكلف بتنظيم الأحوال الشخصية للأقباط من زواج و طلاق و ميراث و أن يتم الزواج داخل أسوار الكنيسة.
     - لم يصبح الزواج طقس كنسي خالص تحت مسمى "سر الزيجة" حتى القرن الحادي عشر وكل الطقوس التي إستخدمت داخل الكنيسة من أعمال قانونية و خاتم و تشابك الأيدي و غيرها أخذت من حياة الناس و حضاراتهم و عاداتهم و تقاليدهم المحيطة للكنيسة في ذلك الوقت.
- لم يحدث في التاريخ أن طلب أحد الباباوات من الدولة أن يقتصر طلاق المسيحي على علة الزنى فقط، و أن يرفض الزواج الثاني إلى الأبد حتى عام 1971. فما يحدث الآن يتم لأول مرة منذ ألفي عام.

     حقائق تاريخية أخرى من كتاب "Marriage.. An Orthodox Perspective" للدكتور القس جون مييندوروف. يتكلم فيه عن تاريخ الزواج في الكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية على مستوى العالم.


- في القرون الثلاثة الأولى كان الزواج مدنياً في المسيحية.
- بداية من القرن الرابع ظهرت بعض الطقوس الكنسية للزواج و لكنها كانت إختيارية.
- في القرن التاسع أمر الإمبراطور ليون السادس (Leo VI) بجعل طقس الإكليل شرط أساسي لإتمام الزواج، ثم في القرن الحادي عشر و بأمر من الإمبراطور أليكسيوس الأول كومنينوس (Alexios I Komnenos) تم نقل صلاحيات الدولة المدنية والقضائية للكنيسة فيما يخص مسائل الأحوال الشخصية.

     ده فيما يخص تاريخ الزواج و الطلاق في المسيحية. و كما هو واضح تغير موقف الكنيسة مع الوقت، و في الأغلب بدوافع سياسية سواء كانت على هواها أو لا. المهم أن المسيحيين أثناء تلك التغيرات كانوا يمارسون حقوقهم الشخصية الطبيعية منذ القرون الميلادية الأولى وحتى ظهور مصطلح "لا طلاق إلا لعلة الزنى" في القرن العشرين الذي إعتبر ما غير ذلك فهو باطل، أي أبطل ألفي عاماً من تاريخ المسيحية ببساطة شديدة. ما يعني أنك عزيزي/عزيزتي كونك مسيحي الآن -و لإستحالة كونك متنصراً لأسباب معروفة للجميع- يعني بالضرورة أن أجدادك المسيحيون زواجهم باطل و أنت ثمرة هذا الزواج الباطل الذي يشكك في كونك مسيحياً من الأساس !
      نقلاً عن القس إكرام لمعي من نفس البحث المذكور أعلاه فهو يقول أن لا يوجد نص يقول "لا طلاق إلا لعلة الزنى"، لكنه يقول "مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي." (متى 32:5)، ولكن هذا النص يتضح ويفسره المسيح في نفس الإنجيل في الإصحاح ١٩ إذ يقول إنجيل متى "وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ (يسوع المسيح) قَائِلِينَ لَهُ:«هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟«" وكان هذا السؤال لأن الرجل اليهودي كان يطلق إمرأته بالإرادة المنفردة لكل سبب وأي سبب، لذلك كان السؤال عن الطلاق بالإرادة المنفردة للرجل، وكانت إجابة المسيح "فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.  إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَان. «قَالُوا لَهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟«  قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي«.  قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ، فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ؟« فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ«." والرد هنا إن ليس على الرجل أن يطلق امرأته بالإرادة المنفردة إلا إذا وجدها متلبسة بالزنى، أما الطلاق لأسباب أخرى فلابد من الحوار مع الزوجة. فقد قال السيد المسيح تكملة للحوار: إن المطلق الذي يتزوج بأخرى يزنى والذي يتزوج بمطلقة يزنى، قال له تلاميذه: إن كان هذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق إن تزوج فقال لهم: ليس الجميع يقبلون هذا الكلام. أي هناك من يرفضه لأنه صعب بالنسبة له، و المسيح يقبل الاثنين، من يقبل ومن يرفض.
     ده كان رأي ضد مصطلح "لا طلاق إلا لعلة الزني"، و هو تفسير من ضمن تفسيرات كتير مختلفة لنفس النصوص الكتابية. بالنسبة لمن يريد تطبيق كلام الإنجيل حرفياً في حالة الزواج و الطلاق و إعتبارها شرائع يجب الإلتزام بها، فلماذا لا يتم تنفيذ بقية الآيات حرفياً ؟ لماذا لا تقطع يدك اليمنى إذا أعثرتك؟ و نعتبر هذا الأمر الكتابي حد من الحدود على السارق مثلاً شبيه بحد الحرابة في الإسلام. قال المسيح "إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ." (متى 28:5)، وإذا طبقنا حرفياً هذه الكلمات يصبح الطلاق -حسب المصطلح الشهير- سهلاً جداً. و أمثلة كثيرة أخرى.
     يرى المسيحيون أن المسيحية ليست ديانة و ليست مجموعة شرائع تتحكم في حياة الإنسان، و لكنها أسمى من ذلك و أعلى من ذلك. إذن في ظل تفسيرات مختلفة بإختلاف الطوائف أو الأزمنة لنفس النصوص الكتابية، و في ظل الإدعاء بأن المسيحية ليست بشرائع، لم كل هذا التصميم على التحكم في حياة البشر و تحويل حياتهم إلى جحيم ! مبالغة ؟ طب ما تيجي نشوف..

- إعدام مرشدة سياحية قتلت زوجها بعد فشل محاولتها للطلاق منه عدة مرات.
(مرفق الخبر: http://www.albawabhnews.com/286282)
- مقتل فتاة و إصابة 3 في مشاجرة بين عائلتين بالمنيا بسبب خلافات زوجية.
- مدرس قبطي يقتل زوجته حتى يستطيع التزوج من أخرى
(مرفق الخبر: http://i.imgur.com/H22roCD.png)        
     و حالات أخرى كتير من إنتحار و قتل الطرف الآخر بسبب تعنت الكنيسة ليس في الطلاق فقط بل و أيضاَ في إعطاء تصريح الزواج التاني. أمثلة كثيرة كان آخرها ما حدث مع المواطن أشرف برسوم، بعد فشل محاولاته للطلاق رفع قضية على الكنيسة للإنسلاخ منها حتي يستطيع الطلاق، فإستندت الكنيسة للمادة الثالثة من دستور 2014 الذي بمقتضاه أصبحت الكنيسة متحكمة في كل ما يخص الأحوال الشخصية للمسيحيين بلا أي مفر مدني توفره الدولة التي بحسب تلك المادة من الدستور تصبح دولة دينية.
     (مرفق الخبر: http://www.vetogate.com/1087446)

     آن الأوان بقى نتكلم عن المسئول الأول و الحالي عن كل هذة المشاكل بل و المسئول أيضاً عن وضع المادة الثالثة في دستور 2014، الأنبا بولا. الأنبا بولا من مواليد 23 أغسطس 1951، حاصل على بكالوريوس العلوم قسم الجيولوجيا عام 1974، أصبح أسقفاً لطنطا و توابعها في مايو 1977 أي بعد عام واحد من رهبنته بدير البراموس بوادي النطرون، ثم أصبح رئيس المجلس الإكليريكي عام 1989. له من المؤلفات الكثير و البرامج الحوارية أكثر، فأصبح المسئول الكنسي و الحاكم الوحيد في كل ما يخص الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس. و أخيراً و في ظل طموحه السياسي اللامحدود شارك في لجنتي كتابة دستوري 2012 و 2014 كممثل عن الكنيسة القبطية و وصي على الشعب القبطي. له الآن العديد من اللقاءات التلفزيونية التي نادراً ما تكون موضوعاتها دينية بل سياسية.

     إختصاراً لوقتكم سأرفق بعض الروابط عن الأنبا بولا.

- "الأنبا بولا.. خير من يمثلكم" مقال للصحفي حمدي رزق.
- موقعة طلق الكلاب على متظاهرين ضد الأنبا بولا بالكاتدرائية و نفيه للواقعة.
- و في حوار مع روزاليوسف يعترف الأنبا بولا بواقعة الكلاب !
- "الأنبا بولا: مظاهرات الأقباط بسبب الأحوال الشخصية تشوية للثورة"
- في حوار مع المصري اليوم "الأنبا بولا: مرجعية الأزهر يقبلها المسيحي قبل المسلم"
- أدعوكم لقراءة هذه التدوينة تعليقاً على الحوار السابق للأنبا بولا، للمدون مينا ضياء.
- "الأنبا بولا: من الأفضل أن يصبح السيسي رئيساً لمصر"
- "الأنبا بولا: عبأنا الأقباط للإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات"
- "أقباط 38: الأنبا بولا ورط الكنائس في المادة الثالثة من الدستور"
(مرفق الخبر: http://www.marsadamny.com/t~28912)
- "إنذار على يد محضر للجنة الخمسين لتخصيص جلسة إستماع لمتضرري الأحوال الشخصية من الأقباط"
- "الأنبا بولا -عن حادث ماسبيرو-:  لازم ننسى مش عايزين نطلع الأوراق القديمة"
(مرفق الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=VIui7mSlAP4)
- "أنبا بولا.. إللي إختشوا ماتوا" مقال لفيفيان مجدي تعليقاً على التصريح السابق.
(مرفق المقال: http://yanair.net/archives/60382)
- "الأنبا بولا: أرفض الزواج المدني لأنه تشبه بالدول العلمانية و تقنين للإنحراف"
- "عفواً نيافة الأنبا -بولا-.. أنت لا تمثل الأقباط !" مقال لمجدي نجيب وهبة تعليقاً على مشاركة الأنبا بولا في لجنة دستور 2012.
- "الأنبا بولا.. لا يتجمل ولكنه يكذب" مقال لمجدي نجيب وهبة تعليقاً على مشاركة الأنبا بولا في لجنة دستور 2014.

     هذا ما يخص مشكلة الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس و ما يتبعها من عواقب -مش حلها كورس المشورة- و وقائع فساد و محسوبيات في إعطاء تصاريح الزواج الثاني للبعض دون الآخرين. و ما خفي كان أعظم مما يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان. وبالتأكيد لن يرضي أي تابع ديانة القول إن مبادئ حقوق الإنسان أعلى من الوحي المقدس الذي يؤمن به. و الختام من نفس الإنجيل الذي يخرجون منه تلك التشريعات، "ثُمَّ قَالَ لَهُمُ:«السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ«" (مرقس 27:2).


ثانياً: مشكلة الخلاف الدائم بين الطوائف المسيحية
     معظمنا عارف أو على الأقل سمع عن موقعة المقطم و هي نتاج سلسلة طويلة من المشاكل بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية و الكنيسة الإنجيلية أهمها موسم الهجوم على "إحسبها صح". أما عن المقطم، فمن حق الكنيسة الأرثوذكسية أن تحدد المادة المعروضة على منابرها المملوكة لها، و من حقها عدم السماح بنشر عقائد تخالف عقيدتها طالما بنتكلم على مساحة أرض و مباني مملوكة للكنيسة الأرثوذكسية. ببساطة ماينفعش تطالب شركة بيبسي بالسماح لشركة كوكاكولا بتوزيع بضاعتها بإستخدام سيارات النقل المملوكة لبيبسي.
     حتى الآن لا مشكلة. المشكلة عندما ظهر لنا الأنبا أبانوب أمام المئات من الأقباط كملك منتصر على الأعداء ووصفه بأسد الأرثوذكسية و في وسط حالة من الهياج ضد الإنجيليين ووصفهم بالذئاب التي يقودها الشيطان، و في وسط إتهامات الكثيرين بشكل دائم للإنجيليين بالشعوذة ووضع اليد على البعض -أثناء الصلاة- فيسقط مغشياً عليه، ناهيك عن هجومهم على أسلوب صلواتهم بإعتباره نوع من الخلاعة كموسيقى و كأسلوب تعبير جسدي.
     و لكن تناسى الأقباط ما يحدث في قرى الصعيد و بحري من موالد للقديسين بداخل الأديرة يحضرها الآلاف في وسط الرقص على أنغام الترانيم الشعبية و إنتشار الباعة الجائلين و في بعض الأحيان النادرة جلب من يعرفن بـ"الغوازي" لإحياء الليلة المقدسة. تناسى الأقباط حالات إخراج الشياطين من بشر لم يعرضوا على أطباء نفسيين، و قد يصل طقس إخراج الشيطان في بعض الأحيان للإعتداء بالضرب على الضحية.الموسيقى الخاصة بالترانيم هي نتاج المجتمع المحيط و ثقافته الشعبية و الموسيقية. بعض الترانيم الأرثوذكسية لحنها من الممكن الرقص علية بلدي. بإختصار الموسيقى مش حرام. التحفظات على كلمات بعض الترانيم التي قد تخالف أي من العقائد الأرثوذكسية شيء مقبول، بس ياريت بالمرة يتم مراجعة كلمات الترانيم الأرثوذكسية القديم منها و الجديد. بالفعل هناك إختلاف بين الطائفتين. إختلافات عقائدية لا أحد يتكلم عنها بسبب جهلهم و تساهلهم لأسلوب التحريض و الشخصنة و إقناع الناس بنظرية المؤامرة.
     وجب القول أيضاً أن هذا الأسلوب الرخيص تتبعة جميع الطوائف مع بعضها البعض، في وسط مساعي البعض لإيجاد نقاط مشتركة للبناء عليها و ليس الهدم. وحدة كل الطوائف تحت طائفة واحدة شيء مستحيل و غير صحي، الأنسب هو التعامل بمحبة تحت النقاط المشتركة و إحترام كل إنسان لحق الآخر في حرية الإعتقاد و التعبير عنه.

     (مرفق فيديو عظة الأنبا أبانوب: https://www.youtube.com/watch?v=hksmNY3XFhw&feature=youtu.be)

- مثال على الهجوم السنوي على "إحسبها صح": "الأنبا موسى للطائفة الإنجيلية: محاولاتكم لخطف الشباب الأرثوذكسي مرفوضة"


ثالثاُ: الرد على التعليقات المعلّبة
     ستكون تلك هي المرة الأخيرة التي سأجيب فيها عن كل التعليقات الأرثوذكسية الجاهزة و المتكررة للهجوم على من يتجرأ -حسب ظنهم- و يهاجم أفعال رجال الكنيسة الذين يعتبرهم الكثيرين الآن أنصاف آلهة.

- "ماتهاجمش الكنيسة على الفيسبوك و تخلي المسلمين يشمتوا فينا."
حضرتك إحنا في القرن الواحد و العشرين، أي شخص يستطيع تصفح Google و يجد ما يريد للهجوم على الآخر. و بصراحة شديدة تلك الأنواع من الأشخاص -إللي حضرتك منهم- المهتمين بكسب نقاط على أديان و معتقدات أخرى لا يهمونني في شيء. العالم به آلاف الأديان و المعتقدات، أنت أقل أهمية مما تعتقد.
- "كل الناس بتغلط و أنت مش معصوم من الخطأ"
ده حقيقي، لكن أخطائي تؤثر عليّ فقط و في بعض الأحيان على عدد قليل من الأشخاص المحيطة بي ممن يمتلكون إختيار تجاهلي و ممارسة حياتهم بعيد عني. و لكن رجال الدين يصنعون قرارات تتحكم في حياة آلاف الأشخاص و لأن هؤلاء لا يتمتعون بإختيار تجاهل تلك الأوامر فتتحول حياتهم إلى جحيم. كل الناس بتغلط و لكن رجال الدين يحصنون أخطائهم بأنها أوامر إلهية.
- "لا تدين لكي لا تدان"
سيادتك أنا مش بأقول الأسقف الفلاني بيركب عربيات غالية و بيسافر العالم، مع إنه بالمناسبة من حقى أسأله لأن دي أموال الكنيسة إللي هي عبارة عن تبرعات الشعب، ده طبعاً بإعتبار أن رجل الدين المفترض أنه مات عن العالم و لا يملك شيء. أنا و غيري كثيرين ندين أفعاله و قراراته المؤثرة على آلاف و ملايين من البشر.
- "رجال الدين دول إختيار إلهي و هو من سيحاسبهم في النهاية"
مرة أخرى تحصنونهم بمصطلح "إختيار إلهي".. خلاص إحنا ننتظر يوم القيامة بقى عشان ناخد حقنا و يموت من يموت و يعذب من يعذب مش مشكلة. حضراتكم دي حياة بشر. في مشكلة أكبر، تحصين كل شيء بأنه فعل إلهي له نتيجتين، الأولى الرضوخ و الإستسلام لتلك الأفعال و الثانية تحويل غضبي من تلك الأفعال لغضب مباشر مع الله الذي أصبح ظالماً يري عذابي ولا يحرك ساكناً. مستعدين أن تضحوا بالله نفسه للدفاع عن بشر؟
- "ما تكتبه يسبب عثرة للبعض"
الدعوة للتفكير ليست عثرة. و عدد من يقرأ ما أكتبة لا يقارن بالملايين الذين يسمعون ويرون عظات و أفعال رجال الدين في الكنائس و على التلفزيون المليء بعضها بالكثير من العثرات.


ختام
     في النهاية أتمني تكون التدوينة دي فرقت معاكم بأي شكل من الأشكال و لو طفيف. المهم دي دعوة للجميع إننا نعرف إن مافيش إنسان فوق المحاسبة و النقد. و الأفيد إن إحنا نلاقي حلول للمشاكل الكتير دي بدل ما نتخانق مع بعض في إللي يصح و إللي مايصحش.

ملحوظة أخيرة و مهمة: تقدر تختلف معايا بأي شكل من الأشكال، بداية بالنقاش -دون إستخدام الردود المعلّبة أعلاه- و حتى الخناق و الشتيمة و الـ Block و الـ Report كمان. لكن أسلوب الشكوى الرخيص ده مالوش أي قيمة. أنا و أنتم كبار كفاية على الكلام ده. شكراً.


                                                                                                                                                تمت.



كيفن هاني
27/6/2014 


شكر واجب لكن من:
- ماريان مجدي و بسنت مكسيموس على الفكرة.
- كاثرين منير و هند هشام (مسلمة اه) على المساعدة و المراجعة.
- مينا ضياء لمشاركته بالتدوينة الخاصة به.
- صفحة "نعم لقانون مدني للأحوال الشخصية للمسيحيين في مصر"(https://www.facebook.com/therighttolive)
- موقع "الدراسات القبطية و الأرثوذكسية"

Like
Like ·  · 

No comments:

Post a Comment