تأثير الفراشة Butterfly Effect

وهى تعنى حدوث شىء صغير جدا يؤدى لحدوث سلسلة من الأحداث المترتبة على هذا الشىء الصغير ..
ما أومن به هو أن كل شىء فى هذا الكون يتم بحسابات دقيقة بارعة لا قبل لنا بها ، كل شىء محسوب ومقدر بدقة بالغة وتدخلنا فى مثل هذه الأمور إنما يفسدها ولا يمكن أن يقومها بطريقة أو بأخرى .. حتى لو كان تدخلنا بسيطا تافها ...الصورة من أعمال مينا هاني

Sunday 27 January 2013

حوار مع الذي لا يجب ذكر إسمه.


كنت علي وشك الموت من مرض تافه نسبيا, وشعرت للحظات بأنني بيني وبين الفناء بضع أمتار..

نائما في سريري قبل أن أذهب للطبيب باحثا عن دفئ لا يأتي بالبطاطين والألحفة,,علي أي حال غفوت للحظات وأنا منهك القوي تماما.
من بعيد رأيت شخصا بدي وكأنه ذو شأن,,لكنه كان طويل الشعر رمادي الملابس وفوق رأسه قرنان يشكل كل منهم نصف دائرة بدون أن يتلامسا.

كان متسرعا وكأنه منهك, علي الرغم من علامات التحفز والتأهب لجز الرقاب,,

أراني سلطانه بخفية بدون أن يفتح فمه أو يحرك يداه,كان ثابتا لكن أفكاره وصلتني,, ربما بالتخاطر. لا أدري.
تكلم وأخبرنيي بعدها بأنه قد أتي ليقبض روحي مثلما قبض أرواح كل السابقين,,

وبعدها, ظهرت عليه علامات الوهن وقد إستطرد مكملا:"أنا منهك من كثرة ما أهلكت, فلتساعدني ولسوف أجعلك مخلدا لتشاركني سلطاني الذي كونته منذ بدأت العمل.." ثم تغيرت ملامحه للغضب وأكمل:"..وإلا قتلتك مثل البقية!!"

للحظلات شعرت بالقلق,,فأنا أمام المهلك والمفني, مخير بين أن أساعده وبين أن أفني.

لكن بعدها خطرت في فكرة,,لماذا سيشاركني مجده؟ ألعله قد ملل الوحدة؟؟ ,,لا أظن! ألعله يريد أن يعطيني حصيله مجهوده علي الجاهز بدون أن أتعب؟ ,,شئ غير منطقي بالمرة.

ثم فكرت قليلا,,لو كان يستطيع أن يقبض الروح لقبض روحي وسلب مقتنياتي لتنضم إلي مثيلاتها بين غنائمه ونهائبه. فتوصلت إلي أنه قد عجز ولا يستطيع أن يقوم بشئ سوي تهديدي لمساعدته,, فقررت بسرعة أن أضحك أمامه وأصحو من غيبوبتي وقد ودعته سامعا شتائم ملخصها بأنه لم يتعرض لمثل هذا البيض من قبل.

مينا ضياء
27\1\2013
8:42 pm

من فضلك متعملش كوبي وبيست للبوست دا :) شكرا

Sunday 20 January 2013

حافلة الزبون الواحد


يجد (ه) نفسه فجأة بعد نهاية يوم طويل في مكتب الإستيراد والتصدير يرد خلاله علي مكالمات ويقوم بأخري لو قام بها من تليفون أمه الموجود ببيت جده العتيق الذي يسكنون به بعد تحطم منزلهم فالعاصفة الأخيرة لدفع كل ما معه وما ليس معه وباع المنزل الذي لا يمتلكه وعمل لمدة سبعون عاما في شركة الإستيراد لمدة ٢٠ ساعة يوميا- يجد نفسه فجأة جالسا علي مقعد فردي بداخل حافلة ساكنة في موقف الحافلات منتظرا الفرج بأن تمتلئ الحافلة أو يأتي السائق المنتظر أيهما أقرب ليدرك أنه إقترب كثيرا من العشاء ليأكل الغذاء 
الذي قامت أمه بإعداده.

كان الغروب وإختفاء النور في مصلحة (ه) من حيث إصابته بالصداع من جراء اليوم المشحون وقيامه بالترجمة الفورية لمديره المتردد الذي يطيل عليه مجهود الترجمة مع العميل الأجنبي ويستمتع بطرح أسئلة مركبة عسيرة الترجمة وينتشي أكثر عندما يطلب منه أن يترجم للعميل مثل شعبي أو تعبير لغوي مغرق فالمحلية فيجد (ه) وقد إحتار وإنفعل لدقائق حتي لا يستهلك مزيد من الدقائق في همهماته أثناء التفكير.

ربما لم يكن المدير بحتاج إلي إستخدام هذه المنغصات. لكنه كان يستمتع بوضع (ه) في هذه المواقف. وكان (ه) بالطيبة الكافية التي تمنعه من إستغلال جهل المدير باللغات التي يترجم (ه) منها وإليها.

عندما صعد (ه) إلي الحافلة إعتبرها منزله الثاني. ودخل بهدوء وأغلق النوافذ التي تتسبب في تيار هواء مزعج علي محل كرسيه 
لمفضل.

نظر (ه) إلي السماء الغابرة وكأنه يريد أن يصلي لإله المطر بأن يرحمه من البلل. فقد أصبح علي وشك أن ينزلق بداخل حذاءه.
لم ينزعج (ه) وهو جالس بمفرده في هذا الضوء الخافت. بل العكس سعد بهذا بشدة وكأنها مكافأة له علي مجهوده المضني طوال النهار.

وضع (ه) رأسه وأمالها ناحية كتفه الأيسر وسندها علي الزجاج المغلق بإحكام وهو يرفع كتفه ليغطي قفاه ليحظي بلحظات سلام دافئ.
مرت  لحظات باردة علي (ه) وهو مغمض العينين حتي سمع صوت قدم تصعد سلم الحافلة في بطء وعدم إنتظام أو تناغم. لم يفتح (ه) عيناه وأصر علي أن يستمتع بصوت المطر بالخارج بدون أن يراه فيتخيله وكأنه نغمات عشوائية تعزفها أحد الفرق التي شاهدها صباحا وهو ذاهب للعمل وقتما كانت فالسماء شمس.

سمع الخطوات يزيد صوتها وتقترب منه في بطء ثم تخطته ظلت تبعد عنه حتي سمعها تنزل من مقدمة الحافلة في لهوجة غير منتظمة.
لمدة دقائق بعدها ظل يفكر في سريره الدافئ الذي ينتظره. وفي بيچامته النظيفة الغير مبتلة ومشروب الشاي المصاحب لجريدته المحلية المفضلة المنزوعة صفحة الحوادث والقضايا ساخنة والأحداث الجارية-بحسب تعليمات الطبيب.

بعد قليل سمع صوت خطوات متناغمة لفردين يصعدان الحافلة من المقدمة. تبين عندما إقتربا إنهما فتي وفتاة يتحركان ببطء وخطوات متثقلة ربما لإستنادهم علي بعضهم البعض ويتكلمان بهدوء ومرح بينما كانا يشربان. كانا ثملان وقد وضعا جسديهما علي الكنبة المقابلة لكرسي (ه) الفردي وراحا يتكلمان بصوت  منخفض عما كان يصدر منهم -قبل أن يجلسا. للحظات ظن (ه) أنهما يتكلمان عنه.. وغضب وكان علي وشك أن يقوم ليصفعهما ويرمي مشروبهم علي أرض الحافلة،، إلا أنه فجأة سمع الفتي والفتاة وقد تحركا بخفة بإتجاه البوابة الخلفية للحافلة وقد جريا في مرح وهما يهتفان بمزحات عالية ربما مقتبسة من أغان جديدة تبين صغر سنهم وجموحهم.
بعدها سمع (ه) أغنية ريفية كانت تغني في مدرسته بالماضي. لم يدري (ه) من أين كان مصدر الأغنية،، إلا أنه كان سعيد بسماعها ،،لاحظ (ه) أن الصوت يختفي ويختفي معه ببطء صوت المطر,, تلقائيا وجد (ه) نفسه يبتسم وقد ألمه ملتقي شفته العليا والسفلي من الناحية اليمني جراء جرحه أثناء حلاقة ذقنه صباح اليوم.

إنتهت الأغنية وإنتهي المطر وفجأة سمع (ه) أصوات خطوات عنيفة تتجه نحوه لشخصين أو أكثر وقبل أن يهم بفتح عينه وجد يد تمتد وتخبط بعنف علي كتفه وتهزه ويقول صاحبها له:"هل نمت يا (ع) ؟! هل معقول أن تنام وتترك الزبائن يصعدون الحافلة وينزلون لإستقلال تاكسي في يوم ممطر كهذا؟!,أو حتي غير ممطر! كيف تترك ورديتك وتنام في حافلتك؟ علي أي شئ تتقاضي أجر؟ أن تنام جيدا؟؟"

نظر له (ه) بإنبهار وقلق وقال له:"لست (ع), أنا (ه) يا سيدي.!"

نظر الرجل الغاضب السبعيني العمر المهذب الملابس في غضب إلي (ه) ونظر ورائه إلي شخص أقصر وأرفع منه يرتدي زي محصل لكنه علي غير المتوقع زي نظيف خال من البقع أو أثار الزيت والعرق والأهم من ذلك المطر..قال الرجل العجوز للقصير:"لقد سئمت من ألاعيب (ع) !, قل له أنه قد إستنفذ فرصه وأنه قد فصل لمدة إسبوع من العمل.."
تقدم القصير نحو (ه) في بطء ووجهه يطفح بالكيد والشماتة وهو يقول له:"لقد إستنفذت فرصك يا (ع) , أنت مفصول لمدة إسبوع من الأن"

رد (ه) : "من الأن؟". هز القصير رأسه بالإيجاب وهو مبتسم, فقال له "ه": "ماذا عن معلومة أنني لست "ع"؟,, هل لازلت مفصولا؟!"

رد القصير:"هذا يزيدك فصلك فصلانا يا (ع) ",,,

رد (ه) علي القصير بهدوء وقد إعتدل في جلسته :"إذا يا سيدي القصير ويا سيدي ناظر المحطة, فأنا مستقيل,,وأطلب منكم أن تتحركوا بالحافلة الأن إلي حيث يجب أن تتجه, فإن لم تتجهوا فسأشكوا كل منكم إلي مدير هيئة النقل فالعاصمة وأخبره بأنكم عطلتموني عن الرجوع لمنزلي, وقمتم بالإضراب المعطل للوطن فرفضتم التحرك بالحافلة وبددتم أموال هيئة النقل بأن رفضتم أن تأخذوا مني ثمن التذكرة الذي أعرضه عليكم الأن..."

بعدما أنهي (ه) خطبته وجد العجوز وقد إحمر وجهه ذهولا وقد قاربت عيناه علي الخروج من جمجمته, حاول العجوز أن يتكلم للحظات 
لكنه ظل يتعلثم,, وخبط المحصل القصير علي كتفه وقال له في حزم:"إقطع للباشا تذكرته" فأخذ المحصل منه (ه) العملة في هزيمة ويأس وأعطاه التذكرة بهدوء,فيما إتجه ناظر المحطة بسرعة بإتجاه مقعد القيادة وأدار محرك الحافلة وهو يصيح بإتجاه الكراسي الفارغة الموجودة بالمحطة:"إلي الشمال ,,إلي الشمال,, وبعدها إلي مسقط الشلال.."
لم يرد عليه أحد,,فتحرك بعد ثوان بالأتوبيس وقد عاد (ه) إلي جلسته السابقة وقد تكررت في أذنه الأغاني المدرسية الرتيبة وهو مغمض العينين مبتسم في سكينة.

مينا ضياء
19-20\1\2013
11:11 pm

من فضلك ماتعملش كوبي وبيست للتدوينة,,وإشتم هنا أو شير من هنا. شكرا.

Tuesday 15 January 2013

لا داعي للتهويل- حادث قطار البدرشين.

بالطبع ليس بالشئ الكبيير. والتهويل لن يفيد. صدقت يا شيخنا.
الموضوع ببساطة أن ما يأتي بسهولة،، يذهب بسهولة. ولا عزاء للهتاف أو النباح أو الجدال.
لما كنت في تانية ثانوي مرة قال مدرس لزميل لينا:"إنت فاكر نفسك إيه؟ يابني إنت جيت غلطة!'

ولم يحدد المستر نوع لغلطة أو سببها أو المسؤل عنها. هل نسيت أمه أخذ الحبوب أم إسترخص أبوه نوع الواقي أم أن أبوه وأمه كانوا بيهزروا في حارة ضيقة ومرسي كشفهم فاتجوزوا.
لما الشعب يبأة شايف إنه جه غلطة،، طبيعي مايحسش بمشكلة لما يروح بغلطة- وبالتالي فالتهويل لا يفيد يا تفيدة.

تزف إلينا تفيدة عويل زميلاتها فالمكتب والمكاتب المجاورة علي زميلة لهم حرقت حلة الرقاق باللحمة المفرومة. معهم حق. فقد تعبت الزميلة المبجلة لكي تعد الصينية التي لم تكتب لها النجاة لتهلك في كرش أحدهم.

المسؤل عن حرق الصينية بالطبع كان أحا النظام السابق. وهو المسؤل عن الإمساك الذي أصاب مرعي الخردواتي إبن الخضرواتي.

الجريمة لا تفيد وكذلك التربية والتعليم والزراعة والصناعة. فلا تضيعوا ماتبقي من عمركم فالإهتمام أو المبالاة وإستمتعوا بما هو مضمون في أيديكم،،فكلكم قد أتيتم في غفلة من الزمن وبغلطة من والديكم. وعليه فالطبيعة تصحح أخطائها. والتهويل لا يفيد يا سنية.

الحقيقة أن القضاء والقدر والإختبارات الإلهية لا تحدث سوي في عهد مرسي. أما ما تم في عهد مبارك فكلها كوارث تستوجب العقاب ولا يجوزعليها الصبر والسلوان. قميص إيه يا جيهان؟! أنا رايح وسط ولادي.
علي كل مؤمن سعيد بالمعيشة في رعاية الرئيس المؤمن أن يعلم بأنه لاداعي للتهويل. فالمؤمن مصاب يا رباب.

مينا ضياء
15/1/2012
4:51 pm